شنت ميليشيا الحوثي مساء الإثنين، حملات قمع واسعة طالت مواطنين شاركوا في فعاليات احتفالية بمناسبة الذكرى الـ٦١ لثورة الـ٢٦ من سبتمبر الخالدة.

وقالت مصادر محلية في صنعاء إن عناصر تابعة للميليشيا استحدثت نقاطا في عدد من المناطق، واعترضت سيارات المواطنين الذين يرفعون أعلاما وطنية، وأجبرتهم على إنزالها تحت تهديد السلاح.

وأضافت المصادر أن أبرز النقاط الحوثية استحدثت في جولة ريماس، بحي حدة، جنوب صنعاء، وفي شارع الدائري، وتحت جسر منطقة دار سلم جنوب صنعاء.

وأظهرت مقاطع فيديو عناصر يرتدون زي الأمن يوقفون سيارات المواطنين، ويجبرونهم على نزع الأعلام منها قبل أن يصادروها.

واعترف مدير وكالة سبأ الحوثية نصر الدين عامر بحقيقة أحد هذه الفيديوهات زاعما "أن من قام بذلك لا ينتمي إلى الأجهزة الأمنية"، وأن الأخيرة تلاحقه.

وفي وقت لاحق نشر المسؤول الحوثي أن قواتهم الأمنية قبضت "على الذين ظهروا في مقطع الفيديو، وهم يقومون بإزالة الأعلام من السيارات في أمانة العاصمة صنعاء".

إلى ذلك اختطفت عناصر الميليشيا ناشطا على وسائل التواصل الاجتماعي اسمه "فارس حرمل"، وذلك أثناء توثيقه في بث مباشر على الفيسبوك، اختطاف المحتفلين في ميدان التحرير بصنعاء، ومنع آخرين من الوصول إلى الميدان.

وكانت آخر صورة بثها حرمل لحظة اقتياد الميليشيا مواطنين اثنين أحدهما يلبس قميصا بلون العلم اليمني على متن إحدى عربات شرطتها، قبل أن يهتز المشهد، ويختفي البث وصوت الناشط.

وفي محافظة إب الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، وسط اليمن، داهمت عناصر حوثية مواقع احتفال المواطنين بالمناسبة، وأطلقت النار لتفريقهم، قبل أن تختطف عدد منهم.

وقال سكان للمصدر أونلاين، إن عناصر من ميليشيا الحوثي أطلقت النار لتفريق مواطنين تجمعوا للاحتفال بالمناسبة في حي الرضوان بمدينة إب القديمة.

والحي المذكور آنفا هو الحي الذي ينتمي إليه الشاب المعروف بالمكحل، والذي توفي في سجن للحوثيين، وتحولت جنازته في شهر مارس الماضي إلى مسيرة رفض ضد الميليشيا.

في غضون ذلك شنت المليشيا حملة دهم واختطاف شملت عدداً من الأحياء بالمدينة، بحسب مصادر محلية.

ورغم أن ميليشيا الحوثي حاولت تخفيف الضغط عليها من خلال الاحتفال بالمناسبة في صنعاء عن طريق رئيس حكومتها بن حبتور، إلا أنها لم تستطع التخلص من مخاوفها إزاء احتفال المواطنين الذين يرون فيها امتدادا للحكم الإمامي البائد.

وشهدت صنعاء وإب إلى جانب معظم المحافظات اليمنية احتفالات شعبية غير مسبوقة بذكرى الثورة، في خطوة اعتبرها مراقبون استفتاء على رفض الشارع اليمني للميليشيا الإمامية.