هل تتأثر محادثات السلام؟.. أجواء التوتر تخيم مجددًا على المشهد اليمني!
تخيّم أجواء التوتر مجددًا على المشهد اليمني عقب مقتل جنديين بحرينيين، في هجوم استهدف موقعهما جنوبي السعودية قرب الحدود مع اليمن.
وقد اتهمت الخارجية السعودية الحوثيين بالمسؤولية عن الهجوم، ودعت إلى وقف تدفق الأسلحة للجماعة وضمان تطبيق قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن.
في المقابل، لم ينفِ الحوثيون هذه الاتهامات لكنَّهم شدَّدوا على أنَّ خروقات التحالف بقيادة السعودية مستمرة على حد وصفهم، ودعوا إلى الدخول في مرحلة سلام جاد من جميع الأطراف.
خطورة الحدث في توقيته
ولا تقتصر تداعيات الهجوم الدامي على الخسائر البشرية فقط، بل إنَّ خطورة الحدث تكمن في التوقيت؛ فملف الأزمة اليمنية يشهد منذ أسابيع عدة حَراكًا دبلوماسيًا وسياسيًا ماراثونيًا تبادلت خلاله وفود سعودية وحوثية زيارات إلى الرياض وصنعاء بوساطة عُمانية.
وأجواء المباحثات، التي وُصفت في المجمل بأنها إيجابية، سبقتها خطوات عملية أشاعت أجواء التفاؤل مثل تبادل الأسرى ودخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، فضلًا عن انخفاض وتيرة المعارك بشكل كبير في ظل هدنة تسري منذ أكثر من عام.
وقد دفعت هذه العوامل وغيرها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى القول: إنَّ فرص السلام الموجودة حاليًا في اليمن لم تكن متاحة سابقًا.
ولا يقتصر الحديث هنا - على ما يبدو - على أجواء التفاؤل بشأن المباحثات بين الحوثيين والرياض حول بعض القضايا؛ مثل فتح الموانئ والمطار وإعادة الإعمار وأجور الموظفين الحكوميين.
فالتوافقات الجديدة في المنطقة، وعلى رأسها استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، هي أيضًا عامل معزّز مهم لدفع جهود السلام في اليمن.
تعليقًا على المشهد، يقول مستشار وزارة الإعلام في حكومة الحوثي توفيق الحميري: "طالما أنَّ جيشنا وقواتنا المسلحة لم تصدر أي تصريح رسمي حول أي عملية عسكرية جرى تنفيذها، فذلك يعني أنَّه لم يتم فعلًا تنفيذ أي عملية حتى الآن".
ويشير في حديثه إلى "العربي" من صنعاء، إلى أنَّ آخر عملية عسكرية أُعلِنت كانت في البحر الأحمر، واستهدفت قوات أجنبية، في مقدمتها قوات أميركية.
إلى ذلك، يدعو الحميري "الإخوة في البحرين إلى سحب قواتهم من الحدود اليمنية"، مؤكدًا أن "لا داعي لبقائها أو أن يحمّلوا أنفسهم تبعات قادمة وأن يكونوا ضمن الذين تورّطوا بقتل الشعب اليمني بشكل أكثر..".
وبينما ينصحهم بألَّا يكون لهم وجود على الأراضي اليمنية أو على حدودها، يعتبر أن السؤال الأهم هو ما الذي تفعله القوات البحرينية على الحدود اليمنية؟
"عمل لا يتسق مع مسار المفاوضات"
من جانبه، يذكر الباحث السياسي السعودي منيف عماش الحربي، بما كان عليه الحال منذ الهدنة في أبريل/ نيسان 2022 حيث لم تحصل أعمال تصعيدية.
لكنه يشير في حديثه إلى "العربي" من الرياض، إلى أن ما حدث أمس الإثنين هو عمل لا يتّسق مع المسار الذي تمضي فيه المفاوضات للوصول إلى الحل السلمي بين الأطراف اليمنية، لا سيما وأن الرياض استضافت وفدًا حوثيًا – بمساعدة من سلطنة عمان - للوصول إلى الحل السياسي اليمني.
ويضيف أن ما حدث بالأمس قد تكون له تداعيات، آملًا أن يتم تلافي ما حدث والذهاب إلى المسار السياسي.
ويردف بالقول: "قد يكون هناك ارتباك في المشهد الحوثي، وأطراف ليست راغبة بالانخراط في العملية السلمية".
" لا بد من الحوار وتحكيم العقل"
من ناحيته، يشير الأكاديمي المختص في الشؤون الخليجية عبد الله باعبود، إلى أن عُمان سعت منذ اليوم الأول للحرب إلى وقفها، لأن كل الأطراف فيها خاسرون في نهاية المطاف.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من مسقط: لا بد من الحوار وتحكيم العقل والمفاوضات لحل المشاكل العالقة.
ويلفت إلى أن عُمان حاولت بكل جهدها أن يتم وقف الحرب وأن يُعاد بناء اليمن وأن يُقام حوار ومفاوضات تفضي إلى سلام دائم.
ويضيف: "وصلت الأمور الآن إلى مرحلة الهدنة العسكرية ووقف التصعيد العسكري، وكان ذلك أحد نتائج المفاوضات. والأمل أن تتحول هذه الهدنة إلى سلام دائم".
وبينما يشير إلى الشروط من جانب جماعة الحوثي والتي لم يُعرف إن كانت المملكة السعودية قد وافقت عليها أم لا، يقول: ربما هنالك من يحاول أن يعرقل هذه المفاوضات أكان ذلك من الداخل أم من الخارج.
ويؤكد أن موقف عُمان سيظل التأكيد على ضرورة الحوار ووقف التصعيد.
التعليقات