قال دبلوماسي خليجي مطلع إن أولويات الرئيس الإماراتي في حرب غزة إبقاء التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والحصول على مكاسب من واشنطن. ما يدفع الدولة الخليجية بعيداً عن العالم العربي وقضيته المركزية.

ولفت الدبلوماسي الذي يعمل في الأمانة لمجلس التعاون ويتواصل مع الدول الأعضاء، إلى أن الخارجية الإماراتية ألمحت إلى الأولويات الحالية للشيخ محمد بن زايد، عندما جرى النقاش لعقد اجتماعات على مستوى قادة دول مجلس التعاون أو وزراء دفاع الدول الست.

وقال إن الأولويات: استعادة العلاقة التي توترت مع واشنطن والحصول على أسلحة ردع استراتيجية من الولايات المتحدة بما في ذلك اتفاق دفاع مشترك.

وتوترت علاقة أبوظبي وواشنطن بسبب الموقف الإماراتي المتماهي مع روسيا والصين. وغضب الحكومة الإماراتية من موقف الولايات المتحدة عقب قصف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران للعاصمة أبوظبي في يناير2022م، وحاولت منذ ذلك الحين الحصول على اتفاق دفاع مشترك مع البيت الأبيض وسط معارضة كبيرة من الكونغرس والقادة العسكريين الأمريكيين.

إبقاء التطبيع مع الاحتلال

لا تكتفي أبوظبي في إبقاء تطبيعها مع الاحتلال، لكنها تقوم بدور الوكيل لإسرائيل. وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الشيخ محمد بن زايد مارس ضغوطاً على رئيس النظام السوري بشار الأسد لمنع شن هجمات من الجولان السورية على المواقع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما دانت أبوظبي هجوم حركة حماس على "إسرائيل"، وتبدو في مواقفها أقرب إلى الاحتلال الإسرائيلي. ووصفت الهجمات التي نفذتها حركة حماس على إسرائيل بأنها تشكل "تصعيدا خطيرا وجسيما".

وتمكن المقاتلون الفلسطينيون مطلع الأسبوع الجاري من الدخول براً وبحراً وجواً المستوطنات الإسرائيلية في منطقة "غلاف غزة" في هجوم مفاجئ أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي على الأقل. ومنذ ذلك الحين شن الاحتلال حملة قصف لاهوادة فيها على قطاع غزة أدت إلى استشهاد أكثر من 1900 فلسطيني.

صفقة الطائرات F-35

وقال دبلوماسي آخر في المنطقة لـ"اليمن نت" إن الإمارات حصلت على إشارات إيجابية من الخارجية الأمريكية للحصول على طائرات (F-35) نتيجة مواقفها القريبة من الولايات المتحدة.

وقال الدبلوماسي إن وزارة الخارجية الإماراتية تلقت مؤشرات إيجابية من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين.

وتحدث المصدران لـ"اليمن نت" شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث لوسائل الإعلام.

والصفقة التي وقعتها دولة الإمارات مع الولايات المتحدة لشراء طائرات مقاتلة من نوع "إف-35" (F-35) جرى عرقلتها منذ ثلاثة أعوام، والتي جاءت كمكافأة أمريكية لأبوظبي لاتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2020م.

وتعثرت الصفقة بسبب خشية المسؤولين الأميركيين من العلاقة الوثيقة بين الإمارات والصين، مشيرة إلى أن أكثر تلك المخاوف إلحاحا بالنسبة للأميركيين هو استخدام الإمارات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات من شركة هواوي الصينية وفقا لاتفاق وقعه الطرفان عام 2019.

التجارة الإماراتية-الإسرائيلية

وكان من المتوقع أن تقوم ابوظبي بتعليق العلاقات التجارية على الأقل مع الاحتلال الإسرائيلي بسبب الجرائم التي يرتكبها في غزة لكن الرد الإماراتي كان صادماً. ويوم الثلاثاء، قال وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، ثاني الزيودي، إن الإمارات لا تخلط بين التجارة والسياسة، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان الصراع بين إسرائيل وحركة حماس سيكون له تأثير على التجارة.

ووقعت الإمارات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة وتجارة حرة مع الاحتلال الإسرائيلي، دخلت حيز التنفيذ في مارس الماضي، ليصبح أول اتفاق للتجارة الحرة بين إسرائيل ودولة عربية.

ومنذ عام 2021، تبرم الإمارات منفردة اتفاقات للتجارة والاستثمار والتعاون ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز النمو الاقتصادي وتنويع اقتصادها.

"اليمن نت"