ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

هل أقلق الحوثيون إسرائيل؟ ولماذا تدخلوا بحرب غزة وما ترسانة سلاحهم؟

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الثلاثاء، أنها وراء إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وتوعدت الجماعة، التي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن منذ 2014، مواصلة إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل حتى يتوقف "العدوان" على قطاع غزة.

وأكد رئيس حكومة الحوثيين عبد العزيز بن حبتور قائلاً: "نحن جزء من محور المقاومة"، مضيفاً: "إننا نشارك بالقول وبالكلمة وبالمسيّرات". وأشار إلى أنه "محور واحد، وهناك تنسيق يجري وغرفة عمليات مشتركة وقيادة مشتركة لكل هذه العمليات"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن نترك لهذا العدو المتغطرس الصهيوني أن يقتل في أهلنا من دون رقيب".

وللمرة الأولى، أعلن الحوثيون بشكل رسمي شنّ ثلاث عمليات من هذا النوع منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. بينما قال الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان، "انتصاراً للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنّحة وطائرات مُسيّرة على أهداف للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة".

 

القلق من فتح جبهة جديدة

عقب إعلان البنتاغون أن مدمرة أمريكية كانت "تجوب شمال البحر الأحمر" أسقطت ثلاثة صواريخ أرض-أرض ومسيّرات عدة أطلقها الحوثيون في اليمن على أهداف في إسرائيل، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الهدف من وراء هذه الرشقات التي نفذها الحوثيون هي محاولة فتح جبهة أخرى في القتال ضد إسرائيل وتهديد النقب وإيلات.

ونقلت شبكة سي إن إن عن مصدر مطلع قوله إن وابل الصواريخ هذا قد أطلق من السواحل اليمنية لمدة تسع ساعات. إذ تحركت الصواريخ والطائرات من دون طيار شمالاً على طول البحر الأحمر، ومسارها "لم يدع مجالاً للشك" بأن الهدف هي إسرائيل. وأضاف المصدر بأن إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار نحو إسرائيل إحدى الإشارات المثيرة للقلق لأنها تدل على إمكانية توسيع الحرب وتصعيدها.

بينما حذرت معاريف في تقرير آخر من انتشار الصراع في المنطقة وجذب المزيد من اللاعبين المعادين لإسرائيل مع تفاقم الحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة. مشيراً إلى أن جزءاً من هذه المخاوف يبدو أنها قد تحققت في 19 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قال الجيش الأمريكي إن إحدى مدمراته في البحر الأحمر اعترضت صواريخ كروز وطائرات من دون طيار أطلقها الحوثيون على إسرائيل.

 

الحوثيون يستهدفون إسرائيل

بحسب موقع ماكو العبري، فقد حظيت جماعة الحوثي بدعم من الحرس الثوري الإيراني منذ تأسيسها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبات واضحاً خلال السنوات الأخيرة أن قوتها زادت بشكل كبير، وتجهزت بأسلحة متطورة للغاية، ومن بينها صواريخ قادرة على ضرب أهداف في إسرائيل.

وعقب تبنيهم رسمياً لثلاث عمليات إطلاق ضد أهداف في إسرائيل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي اعترض طائرة مسيّرة انطلقت من اليمن، فوق البحر الأحمر قبل وصولها إلى إسرائيل.

كما أفادت إذاعة الجيش باعتراض صاروخ أطلق من منطقة البحر الأحمر، وقال الجيش في بيان: "أُطلق صاروخ أرض-أرض باتجاه الأراضي الإسرائيلية من منطقة البحر الأحمر، واعتُرض بنجاح بوساطة نظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ آرو (السهم)"، الذي يستخدم للمرة الأولى في الحرب.

وتأتي هذه التطورات مع إعلان الجماعة، الأحد الماضي، عن بدء سلسلة مناورات عسكرية باسم "طوفان الأقصى"، وهو الاسم ذاته الذي أطلقته "كتائب القسام" على عمليتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

ترسانة صاروخية ومسيّرة

بحسب تقرير الصحفي أور هيلر، فإن الصاروخ الذي انطلق من شمال اليمن واستهدف إسرائيل هو صاروخ أرض-أرض إيراني يزيد مداه على 1000 كيلومتر، ويزن رأسه الحربي مئات الكيلوغرامات. وهو ما يكفي لوضع إسرائيل في نطاق الاستهداف.

وبقدر ما هو معروف، يمتلك الحوثيون صاروخاً واحداً قادراً على ضرب إسرائيل، وفقاً لما ذكره تال عنبار، وهو زميل باحث كبير في تحالف الدفاع الصاروخي والخبير في برامج الصواريخ الإيرانية والمنطقة. وهذا هو صاروخ "طوفان" الذي كشف عنه الحوثيون قبل شهر فقط في عرض عسكري باليمن، ويتراوح مداه بين 1700 و1800 كيلومتر، ويقول عنبار: "هذا صاروخ إيراني بالكامل".

وسبق أن أشار "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب" الإسرائيلي "ITIC" إلى أن الحوثيين يمتلكون صواريخ باليستية فعالة من طراز "قدس 2″ و”قدس 3" يتراوح مداها بين 1300-2000 كيلومتر، ويمكنها بشكل فعال إصابة أهداف في إسرائيل، التي تبعد عن اليمن أكثر من 1500 كيلومتر، وفقاً لما نقله موقع ماكو العبري.

كما يمتلك الحوثيون ترسانة ضخمة من الطائرات من دون طيار التي قد تكون فعالة وتصل إلى إسرائيل، مثل: "صماد 3" التي يصل مداها بين 1500-2000 كيلومتر، وطائرات "صماد 4" التي يزيد مداها على ألفي كيلومتر، وكذلك طائرة "وعيد" التي يتراوح مداها بين 2000-2200 كيلومتر.

بالإضافة إلى ذلك، لدى الحوثيين أيضاً طائرات إيرانية انتحارية من دون طيار من طراز "شاهد 136"، تشبه تماماً تلك التي يستخدمها الجيش الروسي لمهاجمة أوكرانيا، وهذه الطائرة قادرة على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 2200 كيلومتر.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.