البحر الأحمر.. صراع إرادات ومؤشرات نحو التصعيد
احتشاد عسكري متواصل في البحر الأحمر منذ أن أطلق الحوثيون عمليات ضد السفن في البحر الأحمر، تحت لافتة وقف الحرب الإسرائيلية في غزة.
أكثر من شهرين مرا منذ العملية الأولى، المتمثلة باختطاف السفينة "جالكسي"، المملوكة جزئيا لرجل أعمال إسرائيلي.
بعد تلك العملية بشهرين، قررت أمريكا وبريطانيا تنفيذ ضربة عسكرية محدودة، استهدفت مواقع في ست محافظات شمال وغرب اليمن، وأعلنتا أنها مجرد رسالة يجب على الحوثيين التقاطها، ووقف تصعيدهم.
الرد الحوثي جاء بعد ثلاثة أيام تحديدا، مساء الأحد، حين أعلنت القيادة المركزية الأمريكية إسقاط صاروخ "كروز"، أطلق باتجاه إحدى السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
سبق ذلك إعلان الحوثيين تعرّض مناطق في الحديدة لقصف أمريكي وبريطاني، غير أنه تم نفيه من قِبل تلك الدولتين.
وفي وقت سابق اليوم، تداولت وسائل إعلام محلية أنباء عن سقوط صاروخ باليستي حوثي تم إطلاقه من منطقة "ريام" في محافظة البيضاء باتجاه بحر العرب، غير أنه سقط في منطقة تابعة لمديرية جحاف، وسط محافظة الضالع، دون أن يحدث أي أضرار.
صراع الإرادات لم تخفت وتيرته، رغم دعوات التهدئة المتواصلة والتحذير من توسع الصراع، وبروز الانقسام الدولي الكبير ضد العمليات التي أعلنت عنها واشنطن ولندن في اليمن.
بات من الواضح أن الأمور تمضي باتجاه التصعيد ومحاولة القوى الدولية إثبات قدرتها على مواجهة التهديد الحوثي في البحر الأحمر، بينما تتشكل على الهامش تحالفات عسكرية، وأخرى سياسية، بعيدة عن واشنطن للمرة الأولى منذ عقود.
قرار الاتحاد الأوروبي إرسال قوة بحرية خاصة به بعيدا عن عملية "حارس الازدهار" مؤشر على وجود تعارض في الأهداف والسياسات بدأ يبرز مؤخرا بناءً على الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل، وهو ما يسلّط الضوء على الهدف الأمريكي الحقيقي للتواجد في البحر الأحمر، تحت لافتة "حماية الملاحة الدولية".
المصدر: بلقيس
التعليقات