تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية.. ما الذي يمكن عمله لردعهم؟
تشهد المنطقة الجغرافية للبحر الأحمر تطورات أمنية وجيوسياسية متسارعة، حيث تشكل تهديدات جماعة الحوثي المتمردة في اليمن للملاحة الدولية عاملاً رئيسيًا في هذا السياق.
والبحر الأحمر هو ممر مائي مهم يربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، ويمر عبره نحو 12٪ من التجارة العالمية، بما في ذلك النفط والغاز والبضائع الأخرى، كما يعد البحر الأحمر أيضاً طريقاً حيوياً للسفن الحربية التي تنقل القوات والمعدات بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط.
وقد تسبب التوتر المستمر في المنطقة في تهديد الملاحة الدولية، خاصة مع تصاعد الأنشطة البحرية لجماعة الحوثي المتمردة والمتمثلة باستهداف السفن التجارية.
التهديدات للملاحة:
منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2015، واستيلاء المتمردون الحوثيون المدعومون من ايران على السلطة تصاعدت التوترات في البحر الأحمر وشنت الجماعة هجمات متكررة على السفن التجارية والمدنية في البحر الأحمر وازدادت وتيرتها مع اندلاع المواجهات المسلحة في الأراضي الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة عقب معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي.
ومع تعزيز النشاط العسكري الحوثي في البحر الاحمر زادت الهجمات الحوثية على السفن التجارية والناقلات في البحر الأحمر، ما عزز ذلك من مخاطر الملاحة الدولية في المنطقة وتشمل هذه الهجمات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على السفن، وكذلك زرع الألغام البحرية، وقد أسفر عدد من هذه الهجمات عن أضرار مادية وخسائر في الأرواح.
ويشكل تهديد جماعة الحوثي للملاحة الدولية مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي، فقد أدت هذه الهجمات الى ارتفاع تكلفة التأمين البحري وزيادة في أسعار النفط وتسببت في اضطرابات في التجارة العالمية، كما أدت هذه الهجمات إلى تقويض جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن.
وتشر التقارير الى أن جماعة الحوثي تمتلك قدرة على استخدام الطائرات المسيرة والزوارق السريعة، مما يجعل من الصعب توقع ومواجهة هجماتهم بشكل فعال.
التدابير الدولية
ومع تزايد الخطر الحوثي على الملاحة الدولية وتكثيف هجماتهم في البحر الأحمر، وتهديدهم باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل أعلنت الولايات المتحدة نيتها تشكيل تحالف دولي لمواجهة تهديدات الحوثيين وتامين خط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وفي 19 ديسمبر الجاري (2023م)، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، "لويد أوستن"، إطلاق عملية تنطوي على قوَّة متعدِّدة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، وذلك بعد سلسلة مِن الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيَّرة التي شنَّها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وأطلقت وزارة الدفاع الأمريكية على هذه العملية اسم "حارس الازدهار"، وهي عملية تتضمَّن دوريات مشتركة إلا ان هذه التدابير لم تحد من نشاط الحوثيين العسكري ضد السفن التجارية او حتى تقلل من تهديدهم لخط الملاحة في البحر الاحمر.
ما الذي يمكن عمله؟
تشير التطورات في البحر الأحمر إلى أهمية اتخاذ إجراءات فعّالة لحماية الملاحة الدولية وضمان أمان الممرات البحرية الحيوية من خلال مجموعة الخطوات الفعّالة والحاسمة في هذا الامر أهمها إيجاد حل سياسي للحرب في اليمن وانهاء الانقلاب الحوثي ويعد هذا الحل ضرورياً لوقف تهديد المتمردين الحوثيين للملاحة الدولية.
كما يجب على المجتمع الدولي العمل معاً للضغط على الحوثيين ودعم الجهود الدولية من أجل الدفع نحو وقف إطلاق النار، واستئناف عملية التفاوض السياسية من أجل التوصل إلى حل ويمكن القيام بذلك من خلال فرض عقوبات جديدة على الحوثيين، وزيادة الدعم للحكومة الشرعية التي تقاتل الحوثيين في اليمن.
ويمكن الضغط على إيران من أجل وقف دعمها العسكري لجماعة الحوثي فقد لعبت طهران خلال السنوات الماضية دوراً في اليمن من خلال توظيفها للميليشيات الحوثية لتنفيذ أجندتها الرامية لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية، ولم تقتصر التدخلات الإيرانية على زعزعة استقرار البلاد، ومفاقمة الأزمات الإنسانية، بل حول أيضاً الأراضي اليمنية إلى منصة لابتزاز دول الجوار وتهديد الأمن والسلم الدولي واستهداف الملاحة الدولية.
ومن الحلول الناجعة لوقف التهديد الحوثي للملاحة الدولية هو وقف الذرائع التي تتخذها الجماعة وسيلة لشن هجماتها على السفن التجارية والمتمثلة بإنهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة الزام إسرائيل برفع الحصار عن القطاع المسامر منذ سنوات.
التعليقات