في يومها العالمي…المرأة اليمنية تواجه ويلات الحرب بالصمود والإنجازات


صادف يوم أمس الجمعة/ الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 ليكون يوما عالميا؛ تقديرا لكفاح المرأة السنوي وتعزيزا لحقوق النساء في مواجهة التمييز.

وتأتي هذه المناسبة على المرأة اليمنية في الوقت الذي تتحدى فيه ظروف الحرب وتتوالى عليها الأزمات من جوانب عديدة، كما تعاني من صنوف القهر والتعسف والحرمان المرير.

انتهاكات جسيمة فرضتها الحرب على المرأة اليمنية لا سيما من قبل جماعة الحوثي التي تمارس في حق الكثير من نساء اليمن عمليات الاختطاف والاختفاء القسري ومنعهن من التواصل بأهلهن، كما يمارس فيهن داخل السجون السرية أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ناهيك عن الاتهامات المخلة الكاذبة التي تنسب لهن.

وعلى الرغم من كثرة الصعوبات والتحديات إلا أن المرأة اليمنية أثبتت جدارتها وذلك بنجاحها في مجالات عديدة، كما أنها خاضت غمار منافسات ما كانت تتوقع أن تنجح فيها وكان نجاحها كبيرا وملفتا.

بهذا الشأن تقول الصحافية بشرى الحميدي: إنهفي ظل الحرب الدائرة في البلاد منذ تسع سنوات، لا تزال المرأة اليمنية شامخة ورمزا للقوة والصمود رغم كل ما تواجهه من تحديات بدء بتبعات الحرب القاسية والواقع المعاش الذي فرضته عليها جماعة الحوثي وانتهاء بالعادات والتقاليد المجتمعية التي تعيق النساء عن مشاركتها الكاملة وحقها في العمل السياسي وغير السياسي وفي المجالات المختلفة التي ترغب بتمثيلها”.

وأضافت الحميدي ليمن مونيتورعلى الرغم من كل هذه التحديات إلا أن المرأة اليمنية استطاعت وبكل جدارة أن تثبت قدراتها في تجاوز الصعاب وتحقيق الإنجازات حتى أنها تمكنت من تمثيل نفسها في مناصب قيادية وسياسية، فأصبحت تشارك في كل المجالات التي كان من الصعب أن تشاركها مسبقا “.

وتابعتلم يقتصر دور المرأة اليمنية على النجاح في مجال معين؛ بل عمدت إلى مشاركة ومساندة الرجل بشكل فعال في مختلف جوانب الحياة وبناء المجتمع وتحقيق إنجازات في كافة الأصعدة وكل هذا رغم أنف العوائق وشحت الإمكانات “.

 

انتهاكات جسيمة

وأشار الحميدي في حديثها ليمن مونيتورإلى أنهعلى مدى السنوات التي مرت لم تنج المرأة اليمنية من ويلات الحرب، فقد تعرضت للكثير من الانتهاكات الجسيمة كالقتل والاعتقال والتعسف بل إن الكثير منهن من اضطرت للخروج من الوطن هربا من بطش الحوثي الذي أخفى العديد منهن خلف قضبان السجن ولم يكتف بذلك؛ بل عمل على مصادرة منازلهن وممتلكاتهن وأصدر أحكام إعدام في حقهن “.

وأكدتعلى الرغم من كل ذلك فقد مثلت المرأة مصدر إلهام وقوة في مقارعة الظلم ودحض الأباطيل وإحقاق الحق؛ بل وناضلت كثيرا من أجل مستقبل أفضل لها ولأبنائها “.

في السياق ذاته تقول سارة قاسم (عضو الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح- تعز)” يأتي اليوم العالمي للمرأة على النساء اليمنيات ولا زالت قوى الانقلاب تمارس انتهاكاتها الجسيمة ضد اليمنيين بشكل عام والمرأة بشكل خاص فقد عانت المرأة اليمنية خلال هذه السنوات من ويلات الحرب وتداعياتها على كل المستويات وخاصة المستوى الاجتماعي والاقتصادي

 

تتحمل العبء الأكبر

وأضافت قاسم ليمن مونيتورتحملت المرأة العبء الأكبر من تداعيات الحرب الظالمة عليها وعلى اليمنيين فهي التي فقدت إما زوجها أو أباها أو أخاها وبالتالي تتحمل المرأة الأعباء الاجتماعية والاقتصادية بشكل مضاعف؛ إذ تحولت الكثير من النساء إلى معيلات لأسرهن التي تعتمد عليهن بشكل كلي، في الوقت الذي ينهار فيه الاقتصاد اليمني بشكل مخيف

 

صمود منقطع النظير

وأردفتعلى الرغم من كل تلك المعاناة فقد أثبتت المرأة اليمنية قدرتها وأبدت صمودا منقطع النظير في مواجهة الحرب وتداعياتها؛ بل إنها لعبت بوعيها وتفاعلها وفاعليتها دورا جميلا في الحضور على الساحة الوطنية والسياسية والاجتماعية “.

وأشارت إلى أنالمرأة اليمنية استحقت بدورها البارز في ثورة 11 فبراير تتويجا لأدوارها المختلفة استحقاقات نوعية من خلال وثيقة الحوار الوطني التي شاركت فيها بكل جدارة وشاركت في كل قضايا مؤتمر الحوار الوطني ولا زالت تخوض أدوار نوعية ومتعددة في مواجهة التحديات الماثلة أمام اليمنيين وأشدها الانقلاب الحوثي وتداعيات الحرب الغاشمة على اليمنيين “.

واختتمتلكل امرأة- في هذا اليوم العالمي- تحية تقدير واحترام، ونأمل منهن مزيدا من الكفاح والمثابرة في سبيل تحقيق الغايات النبيلة وفي سبيل بناء المجتمعات بناء ناجحا ومشرفا “.

بدورها تقول شيماء رمزي (صحفية وناشطة مجتمعية)” المرأة هي العمود الفقري للمجتمع وفي ظل الحرب أصبحت المرأة اليمنية مدافعة عن الأرض والإنسان من الحرب وتداعياتها فقد أصبحت هي العائل الأول في ظل غياب رب الأسرة أو في ظل انقطاع مرتبات أرباب الأسر “.

وأضافت رمزي ليمن مونيتوراليوم المرأة اليمنية تعمل في الكثير من المجالات لتمكين نفسها اقتصاديا عبر تدريبات مكثفة ومن خلال خوضها الكثير من التجارب”.

وأردفتالحرب وضعت المرأة اليمنية في واجهة الكثير من الاختلالات التي نتجت عن العمليات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، ونحن نعلم أن اليمنيين فقدوا مرتباتهم وهذا ما دفع المرأة لتصبح هي العائل الأول للأسرة فأصبحت- في ظل غياب رب الأسرة الذي قتل في الحرب أو غاب عنه مرتبه- أصبحت هي السند للأسرة بعده”.

وتابعتمثلما كانت الحرب محبطة للكثير من اليمنيين واليمنيات فهي في الوقت ذاته دافع وملهم للكثير من النساء في خوض غمار تجارب فريدة من نوعها ولقد نجحت بذلك وبجدارة فقد حققت بكفاحها وسعيها الكثير من المنجزات التي نفعت به أسرتها والمجتمع من حولها”.

وأشارت إلى أنهاليوم أصبح لدينا رائدات أعمال في المجتمع، وأصبح لدينا الكثير من اللائي يعملن في الحرف اليدوية، أصبح لدينا الكثير من خريجات المدارس والجامعات، والكثير من الفاعلات في الخدمات الاجتماعية وهذا كانت الحرب هي الدافع له، لا نقول إن للحرب جوانب إيجابية؛ بل نقول إن المرأة اليمنية استطاعت أن تجعل من الأمور السلبية أمورا إيجابية بهمتها وتفانيها”.

وأكدتالمرأة اليمنية اليوم تقف موقف الرجال وتتعلم في كافة المجالات التي كانت قبل الحرب لا تخوض غمارها وهي اليوم تدير الكثير من مشاريع التمكين التي تعمل على تنمية الأسرة والمجتمع، فكل عام ونساء اليمن بألف خير وأمن وأمان”…

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية