خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
صحيفة تكشف عن تدمير منظّم للثروة البحرية في اليمن واختفاء الأسماك

قالت صحيفة "العربي الجديد" أن كارثة التدهور الحاصل للثروة البحرية في اليمن مستمرة بالتوسع، "ملقية بتبعات جسيمة تطاول أحد أهم القطاعات التي كانت البلاد تعوّل عليها كثيراً في سياق بحثها عن تنويع مواردها.

ولففت الصحيفة الى زيادة "إهمال القطاع السمكي الذي يمثل مصدر رزق لمئات الآلاف من اليمنيين، وسط تواصل الصراع في البلاد، الأمر الذي أدى إلى تناقص واختفاء أصناف عديدة من الأسماك في مختلف السواحل اليمنية".

ونقلت الصحيفة عن الصياد علوي بن شهاب من محافظة حضرموت قوله إن انخفاض أعداد الأسماك واختفاءها يشكلان أكبر مشكلة تؤرق الصيادين وتهدد مصادر عيشهم، مشيراً إلى تفاقم هذه المشكلة عاماً بعد عام، بالإضافة إلى التحديات الأخرى مثل نقص الوقود والأزمات المعيشية وارتفاع تكاليف الاصطياد.

كما بينت الصحيفة، نقلاً عن صياد آخر من محافظة المهرة يدعى طه بامنذوق، أن الاصطياد السمكي أصبح مهنة شاقة للغاية بسبب تراجع وانخفاض جدواها ومردودها الاقتصادي، مما يجعلها غير مجدية للصيادين.

وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 20 نوعاً من الأسماك اختفت من المناطق الساحلية اليمنية الواقعة على البحر العربي وخليج عدن، مثل حضرموت والمهرة وسقطرى، بالإضافة إلى سواحل اليمن الشمالية الغربية في الحديدة والمخا. من بين هذه الأنواع الديرك والبياض والشروري والغلوس والغريض.

وفي حديث مع الباحث في مجال البيئة البحرية، مفيد الحرسي، أوضحت الصحيفة أن هناك تناقصاً ملحوظاً في أنواع القشريات المتعددة من الأسماك التي كانت تحظى برواج كبير في الأسواق اليمنية، وأن أسعار أصناف مثل الهامور والجحش والباغة قد ارتفعت بشكل كبير.

ولم تقتصر المشاكل على الاصطياد الجائر، حيث أشارت الصحيفة إلى أن التغيرات المناخية والسفن العملاقة التي تستبيح المياه اليمنية تعد من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الثروة السمكية. كما نوهت أيضاً إلى أن الأحداث المتصاعدة في البحر الأحمر، بما في ذلك استهداف الحوثيين للسفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، قد زادت من عسكرة الممرات المائية الإقليمية وأثرت سلباً على الصيد.

ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي المتخصص في علوم البحار بجامعة الحديدة، خالد عبد الباري، قوله إن هناك تفاوتاً في تعدد الأسباب والعوامل بين المناطق الساحلية اليمنية، مما يشكل كارثة تدمر أحد أهم الموارد الاقتصادية لليمن. وأضاف أن حجم الثروة السمكية المتوفرة على امتداد الشريط الساحلي الكبير الذي يزيد عن 2000 كيلومتر، يمكن أن يكون له جدوى اقتصادية كبيرة.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى بيانات حديثة تفيد بتراجع إنتاج اليمن من الأسماك بنسبة تزيد عن 65%، حيث انخفض إلى نحو 60 ألف طن سنوياً بعد أن كان يبلغ حوالي 200 ألف طن قبل الحرب الدائرة في البلاد منذ عشر سنوات.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.