ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

حقاً مثير للإستغراب والغرابة ما يجري!

ليس بمستغرب ان تبذلا المملكة وعُمان جهداً مميزاً وجباراً لفتح طرق رئيسية في مأرب وتعز؛
إنما المستغرب والغريب هو أن السلطة الشرعية هي الغائب عن كل هذا، وهي التي تتحمل اليوم تبعاته دون تنسيق مسبق معها، أعان الله السلطات المحلية في أداء واجبها ودورها في تأمين الناس والمدن..
و لقد أكدت صحيفة عكاظ في افتتاحيتها الخميس الماضي "اليمن نحو تحقيق الاختراق"، على فتح الطرق، وبانه قد جاء نتيجة لجهود جبارة للدبلوماسية السعودية والعمانية.!؛هذا الذي كان يدّعي الحوثي انه فتح الطرق من جانب واحد!؛
والأكثر استغراباً بأن الشرعية لم تفصح عن تلك الجهود ولم تعاتب إلا في اجتماع مجلس القيادة الرئاسي يوم أمس وعلى استحياء أيضاً.. إذ ولأول مرّة لم نجد السلطة الشرعية تسارع بكيل التشكرات للجهود التي بذلت من قبل الشقيقة في هذا الجانب، كما هي عادتها في جوانب اخري؛ مما يدل على أن الحوثي قد استطاع إحداث اختراق ما في الجدار الصلب بين القيادة الشرعية والتحالف، خصوصاً المملكة، وعلي حساب ربما المركز السيادي والقانوني للسلطة الشرعية.. ينبغي ردمه وسدّه قبل فوات الأوان، إن كان ذلك موجوداً بالفغل!؛
والملفت ثقة صحيفة عكاظ بأن أنظار الشعب اليمني متجهة الأحد للعاصمة العمانية مسقط، لمتابعة التفاوض على تنفيذ الشق الإنساني والاقتصادي من خارطة الطريق بعد نجاح الوساطة السعودية – العمانية، والتي شكلت اختراقا للوصول إلى سلام دائم وشامل، بحسب الصحيفة.
إن كان التفاوض المزمع لا يؤثر على الشرعية ومركزها القانوني والسيادي، فهي اخبار مفرحة ما جاء في صحيفة عكاظ؛
غير ان واقع ومسلكيات وتصرفات الحوثي، بالضد كلياً من هذا التفاؤل التي بشرتنا به صحيفة عكاظ السعودية.. إن تصرفات الحوثي المخبول، لا توحي باي اختراق، ولا بأي سلام؛ وتلك الاخبارالتفاؤلية المفرحة. التي زفتها الصحيفة للشعب اليمني، قد اصطدمت باختطاف أربع طائرات من اسطول الخطوط الجوية اليمنية.. إلا إذا كان هذا الاختطاف يصب في بناء جسور الثقة، فهذه مسألة أخرى!؛
والمثير للإستغراب والغرابة هو انعقاد مجلس القيادة الرئاسي في يوم إجازة بصفة استثنائية، وكأن الخطب جلل والقرارات المتخذة من الاجتماع حاسمة وقاصمة؛
و الحقيقة، لا يوجد من ذلك شيء، سوى استباق موقف بالرفض للضغوط بطريقة مهذبة؛ وذلك عن طريق التأكيد على المبتغى؛ ولا تخلو مخرجات الاجتماع بنوع من الإحباط على حجم الضغوط الممارسة على المجلس..
لذلك أكد مجلس القيادة الرئاسي على المواقف التي يراد منه إعادة النظر فيها، فقد أكد على الاستمراره في دعم المعالجات للأوضاع الاقتصادية، والمعالجات المتخذة لتحقيق الاستقرار النقدي؛ كذلك التأكيد على إدراج المناضل محمد قحطان المشمول بقرار مجلس الأمن الدولي في مقدمة إنهاء معاناة المحتجزين، والمختطفين، والمخفيين ولم شملهم، وفقا لقاعدة "الكل مقابل الكل"؛
ولم تخفي مجلس القيادة كذلك من الامتعاض من عملية القرصنة الحوثية، التي أسفرت عن خطف اربع طائرات للخطوط الجوية اليمنبة قبيل هذا الانعقاد المرتقب، ولذلك شكل المجلس لجنة إدارة للأزمة برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء! لهذا الغرض؛
وأظهر الاجتماع ان فتح الطرق يحتاج لتنسيق وإجراءات ضامنة للاستدامة والتأمين، بما في ذلك الإشراف الأممي، وهو مالم يتم، لذلك لجأ المجلس للمراهنة على الوعي الشعبي باليقظة !؛ وحذر المجلس من محاولة استغلال هذه القضايا الإنسانية من قبل الحوثي لتحقيق مكاسب انتهازية.
والأكثر استغراباً وغرابة؛ لا بل ووقاحة، هو ما غرد به صباح اليوم (حسين العزي) ، عندما قال :
" تغريدة.. قد تثير استغرابكم ولكن أرجوكم سجلوها للذكريات.. هذه المرّة إذا دفعونا للحرب فإن أموراً يقدرها الله ستحدث (لن تخطر على بال إلا لما تحدث).. بعدها بحول الله وقوته سيتحقق السلام بإتفاق من عدة نقاط بينها تسليم قادة المرتزقة طبقاً لمعاهدة الطائف المبرمة في ثلاثينيات القرن الماضي.. واستدرك.. طبعاً باستثناء العليمي لأن وفاته وشيكة.."
أهو التنجيم يا (حسين) أم هو الاستفزاز؟؛
فما قيمة لقاء الأحد إذاً في عُمان بعد هذا التصريح باستئناف الحرب ضد الشعب اليمني؟!؛
وما قيمة الجهود السعودية الرامية لتحقيق السلام في اليمن؟ إذا كان أحد الأطراف يريد سلامه هو، والممثل بتسليم قادة الشرعية إليه بدل التفاوض معهم على حل للمشكلة اليمتبة؟!؛
تغريدة(العزي) هذه هي إعلان حرب ضد المملكة الحليفة للشرعية ايضاً؛ تصريحه هذا يوحي بأنه لا يريد التفاوض مع مكونات الشرعية بل مع السعودية؟؛ ومن أجل ماذا؟ من اجل تسليم قادة الشرعية إليه!؛
َوكأنه واثق من التوقيع مع المملكة ، من انها على استعداد لبيع السلطة الشرعية والتعامل معه.. وهذا كله محض افتراء ودعاية رخيصة وعلى المملكة إيقاف هذه المهازل الحوثية بإنهاء الهدنة، ومؤزرة الشرعية من جديد في الميدان ؟!؛
والأكثر غرابة هو البوح جهاراً نهاراً من هذا الكائن والذي لم يسلم منه الدكتور رشاد حتى التلاعب بحروف اسمه، من شدة الحقد والكراهية للدكتور رشاد، ومن شدّة الإفلاس والثقافة الشوارعية، فها هو يفصح بكل جرأة بالتخطيط لإغتيال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تغريدته لا ينبغي أن تمر دون عقاب، ولابد من تقديم شكوى به لمجلس الأمن، وضمه في العقوبات الدولية ..!؛
ابعد هذا الكلام الأحمق لحسين العزي، اي اختراق؟!؛ ايمكن بعد هذا للمفاوضات أن تتم وتحدث يوم غد؟!؛
أم انه ينبغي إعداد العدّة والاستعداد للدفاع عن المحرر، وتحرير ما تبقى؟!؛بعد إعلان الحوثي قَرب استئناف الحرب على اليمنيين والمملكة..
لذلك وجب التنبيه والحذر وعدم إتمام اللقاء وآي لقاء آخر، حتى يرعوي هذا المهبول الحوثي عن جنانه، وينفذ كل التفاهمات والاتفاقيات السابقة أولاً، ويفرج عن المخطوفين والمعتقلين والطائرات وأموال الخطوط الجوية اليمنية ثانياً، وثالثاً يلتزم بكل إجراءات البنك المركزي..
هذا ما عندي.. اللهم إني قد بلغت..

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.