تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، أثناء مشاركته في وضع حجر الأساس لمشروع محطة كهرباء في محافظة أبين، في واقعة أثارت موجة واسعة من الجدل والسخرية في الأوساط الشعبية والإعلامية.

وأظهرت الصورة الزُبيدي وهو يقوم بتغطية الطير الجمهوري أحد أبرز رموز الدولة اليمنية، في حين بقي اسم "الجمهورية اليمنية" واضحًا على اللوحة التعريفية للمشروع، وهو ما اعتبره ناشطون ومتابعون تناقضًا سياسيًا لافتًا، يعكس ارتباكًا في التعامل مع رمزية الدولة ومؤسساتها.

ورأى منتقدون أن محاولة طمس جزء من الشعار الرسمي دون إزالة الاسم الكامل للدولة تمثل فشلًا في إيصال الرسائل السياسية التي يتبناها المجلس الانتقالي، خصوصًا في ظل دعواته المتكررة لفصل الجنوب عن إطار الدولة اليمنية، مؤكدين أن هذه التصرفات تكشف صعوبة تجاوز الرموز السيادية الراسخة على الأرض.

في المقابل، اعتبر آخرون أن الواقعة تحمل دلالات رمزية عميقة حول الصراع القائم بين الواقع القانوني للدولة اليمنية ومحاولات فرض أمر واقع سياسي مغاير، مشيرين إلى أن المشاريع الخدمية المعلنة لا تزال تُدار وتُقدَّم باسم الجمهورية اليمنية ومؤسساتها الرسمية.

وفتحت الحادثة بابًا واسعًا للنقاش حول ازدواجية الخطاب السياسي في المشهد الجنوبي، وحدود استخدام الرموز الوطنية في الفعاليات العامة، إضافة إلى التساؤلات المتزايدة بشأن الرسائل التي يسعى المجلس الانتقالي لإيصالها داخليًا وخارجيًا، في ظل تعقيدات المرحلة الانتقالية وحساسية الملف السياسي في المحافظات الجنوبية.