ضمن سلسلة جرائم الحوثي- ممارسات الحوثيين الإجرامية بحق التعليم في اليمن

الحرب الصامتة.. الكوليرا تحصد أرواح اليمنيين
لم يستطع الأطباء في مركز علاج الكوليرا المتواضع في صنعاء، اخفاء قلقهم الواضح من التقارير والارقام التي تصلهم تباعاً، وعلى الأسرّة والارضية يرقد عشرات المصابين بالوباء القاتل من مختلف الاعمار، بينما يحاول الاطباء والممرضين انقاذهم من الموت الوشيك، والذي - كما قالو – كان بإمكانهم الوقاية منه بسهولة لولا تعنت سلطات الامر الواقع.


اهمال متعمد

في صنعاء المحتلة، افتتحت المنظمات الدولية مخيمات لعلاج المصابين بالكوليرا وسط تكتم نسبي خوفا من ملاحقة السلطات الانقلابية، يقول احد الصحيين في مركز فلسطين " زايد سابقا" لموقع الصحوة نت " ان المركز يعاني من قلة الامكانيات والمخصصات ونقص الدعم في الوقت الذي يستقبل فيه المركز يوميا مابين ٢٠٠ الى ٣٥٠ حالة اصابة مؤكدة بالكوليرا وهو ما يشكل " تحديا خطيرا" بالنسبة للمركز، مضيفاً : " لذلك نناشد السلطات في صنعاء بسرعة تزويد المركز بالأدوية والأسرّة اللازمة خصوصا وان وتيرة انتشار الوباء قد زادت في الآونة الأخيرة بمعدل ٥٠ اصابة جديدة، ويخشى في حال استمر الاهمال "المتعمد" ان تصبح صنعاء مدينة منكوبة وستكون جماعة الحوثي هي المسؤولة عن ذلك ".

وتابع قائلاً : إن المركز يستقبل الكثير من الحالات المعقدة من الكوليرا ، ورغم أن هذا المرض يمكن الوقاية منه بسهولة ، فإن نسبة التطعيم ضده بحسب المعلومات لا تتجاوز 10 في المائة. وحذر الصحي من أنه إذا لم يتم احتواء المرض وتوفير الدعم للمخيمات الطبية الطارئة فإن الكثير من اليمنيين سيعانون من الكوليرا القاتلة.


قائمة القتلة

من جانبه، قال الاخصائي في الفيروسات والاوبئة الدكتور " هائل نصر" ان القطاع الصحي في اليمن متهالك وليس لدى جماعة الحوثي اي استراتيجية او خطة لاحتواء المرض ومكافحته رغم بساطة الاستراتيجية التي غالبا ماتكون تحسين المياه والصرف الصحي والنظافة وتحسين التغذية، ونظرا لغياب الاستراتيجية يخشى ان تظهر الكوليرا باستمرار كل عامين او ثلاثة وسيموت مئات اليمنيين حتى يتم معالجة الأسباب الرئيسية".

واضاف نصر" لموقع الصحوة نت " من المخجل ان تظهر الكوليرا في الوقت الذي انتهى العالم منها منذ قرون، الكوليرا مرض من الطبيعي ألا يكون موجودا هذا الزمان، غير أن عرقلة المساعدات، واعتقال عمال الإغاثة وموظفي شركات الأدوية، والحملات المناهضة للقاحات والفقر والحروب هي التي اعادت مثل هذه الامراض من جديد وضمتها الى القائمة الطويلة لقتلة الشعب اليمني وما اكثرهم".



منع اللقاحات

وارجع مصدر في وزارة الصحة المختطفة في صنعاء (رفض الكشف عن هويته) السبب الرئيسي لانتشار الوباء، إلى ضعف القطاع الصحي في مناطق سيطرة الحوثيين، وتدهور الظروف الاقتصادية في البلاد، بالإضافة إلى اعاقة التطعيم وشن الحوثيين حملات ضخمة لمحاربة اللقاحات وتخويف المجتمع منها، مع العلم ان اللقاحات تعتبر سلاحا فعالا في علاج هذه الأمراض، كماقال المصدر.

و أكد المصدر لموقع" الصحوة نت" بأن الحوثيين يتعمدون اتلاف اللقاحات وتشويه حملات التحصين بأوامر مباشرة من المنتحل صفة وزير الصحة القيادي الحوثي " طه المتوكل " ما جعل اليمنيين عرضة لتفشي الأمراض ومن بينها الكوليرا .

ودعا المصدر المجتمع اليمني لتحمل مسؤولياته وتلافي الكارثة، والعمل بمبداْ الوقاية وعدم الالتفات للدعوات المستحدثة والاشاعات التي ثبت عدم صحتها علمياً .


عرقلة الاغاثة

في السياق، قالت "هيومن رايتس ووتش" إن الحوثيين يتعمدون تفشي الكوليرا القاتل في أنحاء البلاد من خلال عرقلة أعمال الإغاثة ومنع المساعدات والوصول إلى المعلومات، وعدم اتخاذ تدابير وقائية كافية للتخفيف من انتشار الكوليرا، اضافة الى احتجاز الحوثيون موظفي المجتمع المدني وتهديدهم، ضمن حملة الاعتقالات الأخيرة.

واشارت "ووتش" في بيانها الصادر في يوليو من العام الجاري، الى ان الفترة من 1 يناير إلى 19 يوليو من العام الجاري شهدت حوالي 95 ألف حالة اصابة بالكوليرا، توفي منها 258 حالة، واتهم بيان هيومن رايتس ووتش الحوثيين بـ" وضع العوائق التي تواجه أعمال الإغاثة مما يساهم في انتشار الكوليرا، وعدم اتخاذ تدابير وقائية كافية للتخفيف من انتشار الكوليرا، داعياً جماعة الحوثي الى " إنهاء اعتقالاتهم التعسفية للعاملين في المجتمع المدني والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية".

اطباء بلا حدود

وكانت منظمة "أطباء بلا حدود " قد اعلنت بانها رصدت حوالي 63 ألف إصابة بمرض الكوليرا في 20 محافظة يمنية منذ مطلع العام الجاري 2024، ووصفت المنظمة حالات الاصابة بأنها تشهد ارتفاعا كبيرا بشكل يومي، وفي نفس السياق، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، ان اليمن يشهد ألف حالة مؤكدة بالكوليرا يوميا، ونتيجة لتدهور القطاع الصحي في اليمن جراء الانقلاب والحرب التي ترتب عليه، فان مرضى الكوليرا يعانون من الاهمال المتمثل في صعوبة الحصول على الادوية اللازمة لتعويض الجفاف الحاد الذي قد يؤدي الى الوفاة، بحسب الاوتشا.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.