القرن الأفريقي يواجه أزمات سياسية متصاعدة وتحالفات جديدة تزيد من التوترات
تشهد منطقة القرن الأفريقي تصاعدًا في الأزمات والتوترات السياسية، حيث تتداخل العوامل الداخلية والخارجية لتصبغ المنطقة بعدم الاستقرار.
وتعتبر إثيوبيا محورًا رئيسيًا لهذه الأزمات، نظرًا لدورها المركزي وسعيها لتحقيق مصالحها الجيوسياسية والإستراتيجية.
اقرأأيضاً: تقرير يكشف تفاصيل خطيرة لملف سري: توسع الحوثيين في القرن الأفريقي يهدد الأمن الإقليمي
إثيوبيا، التي أصبحت دولة حبيسة بعد استقلال إريتريا في التسعينيات، تسعى منذ ذلك الحين إلى الحصول على منفذ بحري لاستعادة حيويتها الاقتصادية والجيوسياسية.
إثيوبيا، التي أصبحت دولة حبيسة بعد استقلال إريتريا في التسعينيات، تسعى منذ ذلك الحين إلى الحصول على منفذ بحري لاستعادة حيويتها الاقتصادية والجيوسياسية.
وعلى الرغم من استخدامها لموانئ دول الجوار مثل جيبوتي، إلا أنها سعت مؤخرًا إلى استئجار موقع في إقليم "أرض الصومال" الانفصالي، مما أثار توترات مع الحكومة الصومالية في مقديشو.
أثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من الصومال، التي تعتبر "أرض الصومال" جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. وبحثًا عن دعم دولي وإقليمي لحماية سيادتها، عززت الصومال علاقاتها مع دول مثل تركيا ومصر.
ووقعت مقديشو اتفاقيات تعاون عسكري واقتصادي مع أنقرة، تشمل حماية شواطئها وتطوير قدراتها البحرية، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون عسكري مع مصر في أغسطس 2024 يسمح بنشر قوات مصرية وتقديم دعم لوجستي وتدريبي.
تسعى مصر إلى تعزيز وجودها في القرن الأفريقي كجزء من استراتيجيتها لمواجهة تداعيات سد النهضة الإثيوبي وتأمين مصالحها في مياه النيل.
ويُعتبر نشر قواتها في الصومال خطوة تعزز من نفوذها الإقليمي، لكنها تثير في الوقت ذاته قلق إثيوبيا التي ترى في ذلك تهديدًا لأمنها القومي.
حاولت تركيا التوسط بين الصومال وإثيوبيا لتهدئة التوترات، وعُقدت لقاءات في أنقرة لتحقيق تقدم في المفاوضات.
ورغم الإشارات الإيجابية، إلا أن التطورات الأخيرة، وخاصة وصول القوات المصرية إلى مقديشو، أعادت التوترات وزادت من تعقيد المشهد السياسي.
تشكلت تحالفات جديدة في المنطقة، حيث عززت الصومال علاقاتها مع إريتريا وجيبوتي والسودان، التي أبدت دعمها لمقديشو في مواجهة التحركات الإثيوبية.
في المقابل، تواجه الحكومة الصومالية تحديات داخلية مع بعض الأقاليم التي تعارض تقاربها مع مصر وتفضل الحفاظ على علاقاتها مع إثيوبيا، مثل إقليم بونتلاند.
تصاعد التوترات يثير مخاوف من إمكانية تحولها إلى صراع مسلح، خاصة مع تداخل المصالح الإقليمية والدولية وتعدد الفاعلين.
وتبرز تساؤلات حول ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستنجح في نزع فتيل الأزمة أم أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الاضطرابات.
تظل منطقة القرن الأفريقي ساحة لتقاطع المصالح والتنافس الإقليمي والدولي. يتطلب تجاوز الأزمات الحالية تكثيف الجهود الدبلوماسية والحوار بين الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار والسلام، وتجنب الانزلاق نحو صراعات جديدة قد تزيد من معاناة شعوب المنطقة.
المصدر : الجزيرة
المصدر : الجزيرة
التعليقات