لماذا ثار اليمنيون في 26 سبتمبر؟ قصة الانتفاضة ضد الإمامة.

مجلة فرنسية: بعد عشر سنوات من سيطرتهم.. بقاء الحوثيين مهدد وقبضتهم الأمنية تتضاءل
نشرت مجلة "أوريون 21" الفرنسية تقريراً يشير إلى أن سيطرة الحوثيين على مناطق في اليمن قد لا تستمر طويلاً في ظل تآكل الدعم الشعبي لهم وتصاعد التحديات الداخلية والخارجية.

ورغم أن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء في عام 2014 وأقاموا نظاماً قائماً على القبضة الأمنية والمؤسسات العسكرية، إلا أنهم يعانون من ضعف الحاضنة الشعبية الحقيقية التي يمكن أن تضمن بقاءهم على المدى الطويل.

وبحسب التقرير، فإن الحوثيين نجحوا في البداية في توسيع نفوذهم مستغلين الصراعات الداخلية وتحالفهم المؤقت مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكن هذا التحالف انهار بعد اغتيال صالح في عام 2017.

ومنذ ذلك الحين، اعتمد الحوثيون بشكل رئيسي على الدعم الإيراني وعلى توظيف الخطاب المعادي للتحالف العربي بقيادة السعودية لجذب الدعم الشعبي، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتعزيز شرعيتهم داخلياً.

وأكد التقرير أن الحوثيين واجهوا استياءً متزايداً من قبل الشعب اليمني بسبب سياساتهم القمعية والاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان. فقد تعرضت قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية للإهمال، مما دفع العديد من اليمنيين إلى الانتقاد العلني لسياسات الحوثيين. ورغم استمرارهم في السيطرة على مؤسسات الدولة، فإن قبضتهم تبدو أكثر هشاشة مع مرور الوقت.

وأضافت المجلة أن الحوثيين يعززون نفوذهم العسكري عبر تطوير قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيرة، لكن ذلك لم ينجح في كسب تأييد واسع النطاق داخل اليمن. وبدلاً من ذلك، ازدادت المطالبات بتوضيح أهدافهم السياسية طويلة المدى، خاصة وأنهم يستمرون في تقييد الحريات وفرض الضرائب على السكان وخلق أجواء من الخوف من خلال جهاز أمني صارم.

وفي ظل الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة على الحوثيين، وخاصة من قبل السعودية والإمارات، يرى التقرير أن الحوثيين قد يجدون أنفسهم في موقف حرج خلال السنوات القادمة. كما أن التدخل الإيراني لا يكفي لضمان بقائهم، خاصة في ظل تصاعد الغضب الداخلي وتردي الأوضاع الاقتصادية في المناطق التي يسيطرون عليها.

وختم التقرير بأن الشعب اليمني يبدو أكثر إرهاقاً من الحرب المستمرة ويرغب في إنهاء الصراع، لكن استمرارية حكم الحوثيين تعتمد بشكل كبير على قدرتهم على تحقيق تغيير جذري في سياساتهم والاستجابة لمطالب الشعب.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.