قراءة في خطاب العليمي بذكرى ثورة 14 اكتوبر

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي على أهمية الوحدة الوطنية كركيزة أساسية لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية التي تواجه اليمن.

جاء ذلك في خطاب القاه مساء اليوم الاحد بمناسبة الذكرى الواحدة والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.

وجاء خطاب العليمي ليعزز الشعور بالانتماء الوطني، مستنداً إلى الإرث النضالي للثورات اليمنية، ومشدداً على ضرورة التصدي للتدخلات الخارجية التي تهدد استقرار البلاد.

من خلال رؤية استراتيجية شاملة، تناول العليمي دور النظام الإيراني السلبي في زعزعة استقرار اليمن والمنطقة بأكملها، مؤكداً أن اليمن ليست وحدها في هذا التحدي، وأن التعاون الإقليمي والدولي هو المفتاح لمواجهة تلك المخاطر المشتركة.

وركز العليمي في خطابه على أهمية الوحدة الوطنية كأساس لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية التي تواجه اليمن.، وهذه الرسالة الاستراتيجية تسعى لتعزيز الانتماء الوطني والهوية الجامعة، حيث يُذكّر الشعب بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، وخاصة في وجه الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، التي يحاول من خلالها النظام الإيراني التلاعب بالنسيج الاجتماعي اليمني وتفتيته.

العليمي تناول الدور السلبي للنظام الإيراني في اليمن بشكل صريح، مشددًا على أن محاولات إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة لن تؤثر فقط على اليمن بل على المنطقة بأسرها. هذا التأطير يظهر أن اليمن ليست وحدها في مواجهة هذا التهديد، ويؤكد أهمية التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة. إضافة إلى ذلك، يشير الخطاب إلى إسرائيل ويُظهر موقفًا ثابتًا ضد التدخلات العدوانية، مما يعزز صورة اليمن كداعم للاستقرار الإقليمي.

ورغم التحديات الاقتصادية والأمنية الكبيرة، أكد الرئيس على أهمية بناء الدولة اليمنية وتطوير مؤسساتها في المناطق المحررة، مع تركيزه على التزام الحكومة بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وهذا يوضح استراتيجية طويلة المدى لخلق نموذج ناجح للدولة المستقرة في المناطق المحررة، والذي يمكن أن يكون دافعًا للوحدة الوطنية واستعادة السيطرة على كامل التراب اليمني.

العليمي عبّر عن شكره للقوات المسلحة اليمنية وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، وهذه الرسالة ليست مجرد شكر؛ بل هي تعبير عن الدعم الاستراتيجي المتبادل بين اليمن والتحالف العربي، وأهمية هذه التحالفات في تحقيق الأهداف اليمنية المتعلقة باستعادة الاستقرار، وهو بذلك يؤكد أن المعركة ليست فقط يمنية، بل هي جزء من معركة إقليمية أوسع ضد التهديدات المشتركة.

خطاب العليمي أشار إلى جهود الحكومة في تعزيز ثقة المجتمع الدولي بالحكومة الشرعية، مما يُبرز استراتيجية اليمن للتعامل مع المجتمع الدولي كحليف أساسي في الصراع. كما تطرّق إلى نجاح الدبلوماسية اليمنية في إعادة بناء سمعة الدولة وتحقيق دعم دولي أوسع، وهذه الاستراتيجية تسعى لجلب الدعم المالي والسياسي الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية وتقديم مساعدات مباشرة في إطار الدعم الإنساني لليمن.

وشدّد الرئيس العليمي على أهمية الحوار والتكامل بين القوى السياسية والاجتماعية في البلاد، وهذه الدعوة ليست مجرد دعوة تقليدية للوحدة، بل هي بمثابة استراتيجية لتحييد القوى الداخلية التي قد تكون عرضة للتلاعب الخارجي.

في إشارة إلى أنه بالعمل معًا، يمكن أن يصبح المشهد السياسي اليمني أكثر استقرارًا ومناعة أمام التدخلات الأجنبية، وخاصة في ظل الصراعات المستمرة.

ومع تزايد التحديات الاقتصادية، يُشير الرئيس إلى ضرورة تنمية الإيرادات الذاتية واستغلال الموارد المحلية لتحويل الأزمات إلى فرص، وهذا التركيز على القدرات الاقتصادية الوطنية يعكس توجهًا استراتيجيًا للاعتماد على الذات في ظل تراجع الدعم الدولي، وتحويل القطاع الاقتصادي إلى قوة دافعة للاستقرار الداخلي.

وختم الرئيس العليمي خطابه بتأكيد موقف اليمن الثابت تجاه القضايا الإقليمية العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وهذا الموقف يعزز دور اليمن كجزء من منظومة الأمة العربية والإسلامية، ويدعم توجهه الاستراتيجي لتعزيز العلاقات العربية والإسلامية على أساس الثقة المشتركة والمواقف المتسقة.

خطاب الرئيس العليمي يعكس رؤية استراتيجية عميقة لمستقبل اليمن، تقوم على تعزيز الوحدة الوطنية، وبناء مؤسسات الدولة، وتفعيل التعاون الإقليمي والدولي، مع التصدي للتحديات التي تفرضها قوى خارجية كإيران، وهذه الاستراتيجية تهدف إلى الحفاظ على الهوية اليمنية، واستعادة الاستقرار، وتعزيز الدور الإقليمي والدولي لليمن كدولة مسالمة وداعمة لقضايا الأمة.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية