تحولات الاستراتيجية الأمريكية تجاه الحوثيين في اليمن: استعراض قوة أم تحرك سياسي؟
رغم الإعلان الأمريكي عن شن هجمات بطائرات "بي2" الشبحية ضد أهداف تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن منتصف الشهر الماضي، تشير التحليلات إلى أن هذه العمليات لم تُحقق تغييرًا جوهريًا في موقف واشنطن تجاه الصراع اليمني، فيما لم يُكشف حتى الآن عن حجم الأهداف التي أصابتها هذه الطائرات المتطورة، مما يجعل هذه الخطوة أقرب لاستعراض القوة أكثر من كونها تحولاً في الاستراتيجية الأمريكية.
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، فان هذه الضربات تأتي في إطار رسالة ردع قد تكون موجهة أكثر لحلفاء الحوثيين، وخاصة إيران، لإظهار التزام الولايات المتحدة بفرض هيمنتها في المنطقة.
وأضاف التميمي في مقال نشره "عربي21" اليوم أن الاستراتيجية الأمريكية لا تزال تعتمد على بقاء الحوثيين كقوة فاعلة على الأرض اليمنية، مع السعي لإضعافهم بدلاً من القضاء عليهم كليًا.
وأشار التميمي إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع الحوثيين، معتبرة إياهم جزءًا من الحل السياسي في اليمن، وتدفع نحو ترتيبات سياسية مع الأطراف الإقليمية، بما فيها السعودية، للوصول إلى تسوية.
ويرى أن هذا النهج هو جزء من مساعي واشنطن لاحتواء الأزمة اليمنية، مع الأخذ في الاعتبار الدور المحتمل لجماعات متطرفة مثل القاعدة في المنطقة.
في سياق موازٍ، تتطلع السعودية أيضًا إلى إعادة تقييم دورها في الأزمة اليمنية، خاصة بعد التوترات الأخيرة في المنطقة بسبب الصراع في غزة ولبنان.
ويشير التميمي إلى أن الوقت حان لتبدي الرياض حسن نية حقيقية تجاه اليمن عبر تعزيز استقلالية السلطة الشرعية اليمنية، والمساهمة في تحقيق سلام دائم ومستقر للشعب اليمني.
التعليقات