للمطالبة بقاتل شيخ قبلي.. قبائل عمران تنتفض ضد الحوثيين في صنعاء

لم تتوقف تداعيات مقتل الزعيم قبلي "أحمد السكني" من قبل قيادي حوثي في العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي، حيث نصبت مجاميع قبلية من محافظة عمران (شمال اليمن) خيام في المنطقة التي جرت فيها حادثة القتل في "منطقة صرف" بصنعاء وأعلنت الاعتصام بشكل مفتوح لا يزال مستمر لليوم التاسع على التوالي.

والإثنين الماضي 1 إبريل/ نيسان، قُتل "السكني" برصاص قيادي حوثي، في العاصمة صنعاء، أثناء توسطه لحل خلاف على قطعة أرض تعود لمواطن من أبناء قبيلته، حيث تم إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل قيادي حوثي يدعى أبو ناجي الماربي والذي يعرف بقيادته لعصابة سطو على الأراضي.

وعقب مقتل الزعيم القبلي، توافدت مجاميع قبلية مسلحة من محافظة عمران (المحافظة التي ينحدر منها السكني) ونصبو خيام في العاصمة صنعاء، وأعلنوا اعتصام مفتوح، لمطالبة سلطات الحوثيين بالجاني وتسليمه، بعد أن تم التستر عليه من قبل قيادات رفعيه في جماعة الحوثي، ولايزالون يرفضون تسليمه.

قيادات الحوثي تفاوض القبائل

ومنذ نحو أكثر من أسبوع تواصل المجاميع القبلية نصب الخيام في صنعاء، ويساندهم زعماء قبائل أخرى من صنعاء وعدد من المناطق، وحاول الحوثيون السبت الماضي 6 إبريل، ارسال تحكيم قبلي (اعتراف بالجريمة والخضوع للحكم القبلي من قبل المجني عليهم) للمحتشدين وعلى إثره يرفعون اعتصامهم.

ووصل إلى كان الاعتصام القياديين الحوثيين أبو علي الحاكم (رئيس جهاز المخابرات العسكرية الحوثية) ومحمد علي الحوثي (رئيس ما يطلق عليها اللجنة الثورية العليا) قدموا عدة بنادق مقابل أن ترفع القبائل الاحتشاد، وحاولت القيادات الحوثية استمالة القبائل واستعطافهم، وهو ما رفضته من قبل التجمع القبلي، مصرين على مطلبهم الأساسي في تسليم القاتل.

وفي الوقت الذي يحاول الحوثيون دفن القضية بتحكيم قبلي عبر ارسال وساطات وقيادات حوثية، ساندت القبائل في صنعاء مطالب أبناء عمران، حيث شهدت العاصمة صنعاء الخميس الماضي، تجمعا قبليا حاشدا لقبائل من محافظتي عمران وصنعاء وتوافد عناصر كل من قبائل "أرحب" و "دهم "و "خولان" و "عيال سريح" و"الجبل" و"الحدا" و"الحيمتين" استجابة للنكف القبلي الذي أطلقه مشائخ عمران.

تستر الحوثيين

ويرى أبناء القبائل المعتصمون أن ميلشيات الحوثي تتستر على الجاني والذي يعد قيادي في صفوفها، حيث تناقضت روايات الوسطاء والقيادات الحوثية التي زارت مكان احتشاد القبائل خلال الأيام الماضية، حيث اعترف بعضهم بوجود القاتل، فيما نفى آخرون تواجده بصنعاء وقالوا انه فر بعد جريمة القتل.

وقالت مصادر قبلية في الاعتصام في حديث لـ "يني يمن" أن قيادات الحوثيين منذ اليوم الأول للجريمة كانوا يؤكدون أن الجاني موجود لديهم منذ اليوم الأول للحادثة، ومن بين من أكد محافظ صنعاء الحوثي حنين قطينه بالإضافة إلى قيادي آخر يدعى "فارس الحباري" والذي أكد فيه ان القاتل موجود وقد سلم نفسه لسلطات الحوثيين الأمنية بصنعاء.

وأضاف المصادر "أن القيادي الحوثي أبو علي الحاكم، خلال زيارته لموقع اعتصام القبائل أنكر وجود المتهم بالقتل في صنعاء وقال لهم أنه هرب، في محاول لتبرئة المتهمين بتهريب الجاني والذي له ارتباط وثيق مع قيادات رفيعة من ميلشيات الحوثي".

والجاني الذي قتل الزعيم القبلي "احمد السكني" هو أحد القيادات الحوثية وكان يعمل مشرف أمني، وأيضا هو شقيق نائب مدير امن صنعاء الذي بدوره رد على أحد مشائخ القبائل قبل أيام أثناء مطالبته بتسليم الجاني "والله ما نسلمه لو يموتوا ألف" بحسب ما ذكرت مصادر قبلية.

القبائل يريدون القاتل

واتهم زعيم قبائل عيال سريح في عمران الشيخ مجاهد القهالي، قيادات عليا في مليشيا الحوثي، بتهريب قاتل الشيخ السكني، التستر عليه. مؤكدا رفضه القاطع لرفع مخيمات الحشد حتى يتم تسليم القاتل، ومحاسبة المتورطين في تهريبه بما فيهم المعين من قبل المليشيا الحوثيين مديرا لأمن صنعاء القيادي الحوثي المدعو "أبو ذياب".

وقال القهالي في رده على قيادات حوثية "نطالب بتسليم القاتل حتى ينفذ فيه حكم الله، وإذا لم يتم إحضاره فالقبائل تعرف تلحقه، وتأخذ حقها". وكان هذا موقف القبائل المعتصمين في الخيام والذين هددوا بالتصعيد في حال لم يتم تسليم القاتل ومحاسبة المتورطين في تهريبه. رافضين كل محاولات الوساطات الحوثية لإنهاء القضية.

من جانبه قال الناشط على السكني "لو كانت جريمة قتل الشيخ السكني حدثت ولكن مع تغيير في الأدوار بحيث يكون الشيخ هو الذي قتل المشرف بنفس الطريقة البشعة ستنفذ سلطات الحوثي حملة على قبيلة الشيخ وتقتحم منزلة ومنازل اقاربه وتفجرها وتنتهك أعراض ابناء القرية وتعتقل كل من تجده في طريقها وتتهمهم بالانتماء لداعش".

وأضاف -في منشور بصفحته على فيسبوك – "لكن لأن القاتل مقرب من قيادات نافذة داخل جماعة الحوثي واخوة نائب مدير امن صنعاء -وربما لأنه هاشمي -يقومون بالتستر عليه وتهريبه وغاضبين من ابناء القبائل لأنهم يطالبون بالعدالة".

ويعد الشيخ المجني عليه "أحمد سالم السكني" شيخ قبيلة سكن في محافظة عمران (شمال اليمن) وعضو المجلس المحلي بمديرية ريدة وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وأحد أبرز المشايخ في المحافظة عمران، كان يعمل كمصلح اجتماعي حيث يسعى لحل قضايا الناس وخلافتهم، ولم يكن عدوا للحوثيين ولم يسبق ان عارضهم، إلا إن ذلك لم يشفع له من القتل من قبل قيادي تابع لهم.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية