استغلال العراق للسيليكا كفرصة لتعزيز الصناعة المحلية وجذب الاستثمارات
يمثل قطاع الصناعة في العراق حجر الزاوية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث تتجه الأنظار نحو الاستثمار في مادة السيليكا. تعد السيليكا مادة خام استراتيجية تسهم في إحياء الصناعات المحلية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مستفيدة من الاحتياطيات الغنية التي تمتلكها البلاد.
في هذا الإطار، تم توقيع اتفاقية تعاون بين الشركة العامة للزجاج والحراريات العراقية وشركة أجيال السعودية، بهدف إنشاء أكبر مجمع صناعي لمشاريع السيليكا في محافظة الأنبار. هذه الاتفاقية تأتي كجزء من جهود الحكومة العراقية لتطوير القطاع الصناعي وتعزيز العلاقات مع المستثمرين الدوليين.
تعتبر السيليكا مادة أساسية في عدة صناعات مهمة، بدءًا من صناعة الزجاج مرورًا بصناعات دقيقة مثل أجهزة الاتصالات. ويتميز العراق بوجود احتياطيات عالية النقاوة من السيليكا، خاصة في المحافظتين المذكورتين، مما يمنحه ميزة تنافسية في السوق الإقليمي والعالمي.
أفاد مدير عام الشركة العامة للزجاج، حامد محمد كودي، أن المشروع في مراحله الأولى، حيث يتم التحضير لإنشاء مجمع صناعي يمتد على 800 دونم. يتضمن المشروع مصانع لإنتاج الزجاج والسيليكون، مع توقعات بإنتاجية عالية لخدمة السوق المحلي.
المشروع من المتوقع أن يوفر بين 5 آلاف إلى 10 آلاف فرصة عمل، مما يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في محافظة الأنبار. كما يساهم في رفع إيرادات الدولة وزيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي.
وفي سياق متصل، أشار عبد الحسن الزيادي، عضو مجلس اتحاد رجال الأعمال العراقي، إلى أن العراق يمتلك احتياطيات كبيرة من السيليكا، مع وجود تقارير تشير إلى وجود نحو 220 مليون متر مكعب من الرمال المناسبة لصناعة الزجاج في النجف و385 مليون متر مكعب لصناعة الزجاج الملون في الأنبار.
كما أكد الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش أن الأنبار تعتبر من أكبر مناطق الشرق الأوسط في احتياطيات السيليكا. وأشار إلى ضرورة تهيئة بيئة استثمارية ملائمة لدعم المشاريع الصناعية، مع التركيز على ضبط الواردات وتحسين البنية التحتية.
تسعى الحكومة العراقية إلى تحقيق تنمية مستدامة تعتمد على استغلال مواردها الطبيعية، وترى أن الاستثمار في السيليكا يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتعزيز الاقتصاد المحلي وجذب الاستثمارات الخارجية.

التعليقات