شلل يلوح في الأفق.. أزمة وقود خانقة تضرب صنعاء ومحافظات أخرى وسط طوابير لا تنتهي
تشهد العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، منذ صباح اليوم الاثنين، أزمة حادة في المشتقات النفطية، تهدد بتوقف شبه كامل للحركة اليومية وبتداعيات واسعة على مختلف القطاعات الحيوية.
ووفقاً لمصادر محلية وسكان، فإن محطات الوقود في صنعاء، إلى جانب محافظات إب والحديدة وصعدة، أغلقت أبوابها بشكل شبه كلي، باستثناء محطة شركة النفط الرسمية التي لا تزال تعمل وسط ازدحام شديد وطوابير طويلة تمتد لمسافات.
وتداولت حسابات موالية للحوثيين تحذيرات من انهيار وشيك في خدمات النقل والإمداد، في ظل تقارير عن توجه شركة النفط في صنعاء إلى فرض سياسة تقنين صارمة، تقتصر على تزويد كل سيارة بـ40 لتراً فقط كل أسبوعين، الأمر الذي من شأنه مضاعفة معاناة المواطنين وشلّ قطاعات حيوية مثل المستشفيات التي تعتمد على الوقود لتشغيل مولداتها.
ورغم نفي شركة النفط الحوثية لوجود أزمة، تؤكد المعطيات الميدانية أن الجماعة تتحضر لإعلان رسمي بسياسة تقنين، في اعتراف غير مباشر بحجم الأزمة التي تعصف بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويأتي هذا الانهيار المتسارع في إمدادات الوقود بالتزامن مع تصعيد عسكري أميركي هو الأوسع منذ شهور، حيث تنفذ القوات الأميركية منذ منتصف أبريل ضربات جوية متتالية على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، في إطار ما تصفه القيادة المركزية الأميركية بأنه مسعى لحرمان الحوثيين من مصادر تمويلهم غير المشروعة.
وتشير تقارير غربية إلى أن تلك الضربات تستهدف تجفيف شريان الموارد المالية للجماعة، لا سيما من قطاعي النفط والوقود، الذي ظل لسنوات أحد أهم مصادر تمويل عملياتهم العسكرية وهجماتهم في البحر الأحمر.
في السياق، رُصدت طوابير طويلة للسيارات والمواطنين أمام محطات الوقود في صنعاء وإب وصعدة والحديدة، وسط أجواء من التوتر والخوف من تفاقم الأزمة إلى مستويات كارثية في الأيام المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الوضع.

التعليقات