مصادر: الحكومة اليمنية تكثّف تحركاتها الدبلوماسية وحشد الدعم لإنهاء انقلاب الحوثيين
شرعت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في تنفيذ تحرك دبلوماسي واسع النطاق يشمل عواصم عربية وغربية، في محاولة لحشد الدعم الإقليمي والدولي لموقفها الداعي إلى إنهاء انقلاب جماعة الحوثيين، وتسويق رؤيتها لما بعد الصراع تحت عنوان "اليمن الجديد".
وتأتي هذه التحركات وسط انتقادات لكونها متأخرة، واتهامات بأنها محاولة لإعادة تسويق الشرعية اليمنية مستفيدة من تغير المزاج الإقليمي والدولي تجاه الأزمة.
وتأتي هذه التحركات وسط انتقادات لكونها متأخرة، واتهامات بأنها محاولة لإعادة تسويق الشرعية اليمنية مستفيدة من تغير المزاج الإقليمي والدولي تجاه الأزمة.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية تحدثت لـ"العربي الجديد"، تشمل استراتيجية الحكومة مسارين لإنهاء الانقلاب: أولهما التوصل إلى تسوية سلمية تتضمن انسحاب الحوثيين وتسليم سلاحهم والمشاركة في حكومة انتقالية، والثاني خيار الحسم العسكري البري، والذي يتطلب رفع الفيتو الدولي عنه.
كما أوضحت المصادر أن الحكومة وجّهت وزارة الخارجية وسفراء اليمن في الخارج بتكثيف التواصل مع سفراء الدول العربية والغربية والمنظمات الدولية لتوحيد الجهود الداعمة لموقفها، واستعراض رؤيتها لمرحلة ما بعد الحوثيين، التي تركز على إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتعزيز المشاركة السياسية، وضمان الحقوق والحريات، ومكافحة الإرهاب، وتأمين الملاحة الدولية.
وشهدت عواصم عدة لقاءات مكثفة، أبرزها اجتماع نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى نعمان بالسفراء العرب في واشنطن، حيث أكد على أهمية الشراكة مع الحكومة اليمنية لضمان أمن البحر الأحمر وخليج عدن، محذرًا من استمرار الدعم الإيراني للحوثيين وتأثيره على الاستقرار الإقليمي وأمن التجارة العالمية.
بالتوازي مع هذا الحراك، أجرت الحكومة مشاورات دبلوماسية في العاصمة العمانية مسقط، ركزت على بحث فرص استئناف العملية السياسية، وذلك في ظل جهود تقودها سلطنة عُمان وأطراف دولية لإعادة فتح مسار التفاوض بين الحكومة والحوثيين.
ورغم الزخم الظاهر في هذا الحراك، يرى مراقبون أن التحرك جاء متأخرًا، خاصة بعد التطورات الأخيرة في البحر الأحمر واتفاق الحوثيين مع الولايات المتحدة على وقف العمليات المتبادلة، ما قلّص من فرص استثمار الحكومة لهذه اللحظة سياسياً.
وقال مصدر دبلوماسي يمني سابق إن النشاط الحالي "يُظهر رغبة الحكومة في الظهور كطرف موحّد وقادر على إدارة المرحلة المقبلة"، لكنه أشار إلى أن "النتائج مرهونة بقدرة الحكومة على تقديم رؤية مقنعة وضمانات حقيقية للمجتمع الدولي".
في المقابل، حذّر ناشطون وسياسيون من محاولات بعض القوى داخل الشرعية استغلال الحراك الدبلوماسي لصالح أجنداتها، مؤكدين أن الحكومة لن تنجح في معركتها ضد الحوثيين ما لم تُنهِ حالة التنازع الداخلي وتعيد ترتيب صفوفها.

التعليقات