هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين: تخفيف الرسوم ورفع المعنويات في الأسواق العالمية
توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق مبدئي يقضي بخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كبير، في خطوة وصفها المفاوضون بأنها "هدنة لمدة 90 يومًا" تهدف إلى تسهيل المفاوضات التجارية الأوسع. الإعلان عن هذا الاتفاق جاء خلال اجتماع في جنيف، ليشكل تحولاً جذريًا في التوترات الاقتصادية التي عصفت بالأسواق العالمية.
في حديث له مع شبكة "بلومبيرغ"، صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن هذا الاتفاق لا يعني انفصالًا تامًا بين الدولتين، لكنه يعكس فصلًا استراتيجيًا في مجالات حساسة مثل أشباه الموصلات والأدوية. وقد رحبت الأسواق المالية بشكل سريع بهذا الخبر، حيث شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة الأسهم.
أسعار النفط أيضًا شهدت قفزات كبيرة، حيث ارتفع خام "برنت" بنسبة 3.3% ليصل إلى 66.03 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 3.5%. هذه الزيادة تأتي في ظل توقعات بتحسن الطلب من أكبر مستهلكي النفط على مستوى العالم.
بينما شهدت الأصول الآمنة مثل الذهب تراجعًا كبيرًا، حيث انخفضت بنسبة 2.5%، مما يعكس عودة الثقة في الدولار الأميركي وزيادة شهيّة المخاطرة لدى المستثمرين. وأفاد جيمس ماكينتوش من صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن هذا الهبوط يعكس التحول في مواقف المستثمرين.
على الرغم من الترحيب الواسع بالاتفاق، إلا أن هناك تحذيرات من بعض المحللين، حيث وصف لاري، كبير الاقتصاديين في شركة "ماكواري كابيتال"، الخطوة بأنها إيجابية لكنها مجرد بداية. وقد أوضح تاي هوي، كبير استراتيجيي السوق في "جي بي مورغان"، أن فترة الـ90 يومًا قد لا تكون كافية للتوصل إلى اتفاق نهائي وشامل.
بينما لا تزال بعض الرسوم القطاعية، مثل تلك المتعلقة بالصلب والألمنيوم، قائمة، وعدت الصين بتعليق الإجراءات الانتقامية غير الجمركية، مما يعكس تقدمًا في المحادثات. وأكدت الحكومة الصينية التزامها بالتعامل مع الولايات المتحدة وفقًا لمبدأ الاحترام المتبادل، مشددة على أن الضغوط ليست الوسيلة الصحيحة للتعامل مع بكين.
ورغم الأجواء الإيجابية، يظل تنفيذ الاتفاق محل شك، ويشير البعض إلى أن التوترات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والفنتانيل والعملات لا تزال قائمة، مما يعني أن هذه الهدنة ليست نهاية الحرب التجارية، بل مجرد فترة من الهدوء قبل الجولة المقبلة.

التعليقات