خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين


تقرير فرنسي: استراتيجية الإمارات تغذي النزاعات وتقوّض استقرار الشرق الأوسط


كشف تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية عن الوجه الخفي للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، واصفًا إياها بـ"إسبرطة الشرق الأوسط"، نسبةً إلى النزعة العسكرية التوسعية التي تنتهجها منذ أكثر من عقد، خصوصًا في مرحلة ما بعد "الربيع العربي".

ووفقًا لتحليل أعدّه الأكاديمي الفرنسي جان-بيير فيليو، أستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية في باريس، فإن الاستراتيجية الإماراتية، التي تحمل بصمة الرئيس الحالي محمد بن زايد، تقوم على معاداة ثورات الشعوب العربية وتأييد القوى الانفصالية والانقلابية، مما ساهم في تفتيت دول عربية رئيسية بدلًا من المساهمة في استقرارها.

,أبرز التقرير أن الإمارات لعبت دورًا محوريًا في تغذية النزاعات الليبية، بدءًا من دعمها العسكري المباشر للواء المتقاعد خليفة حفتر، إلى المشاركة الجوية في قصف العاصمة طرابلس عام 2014، في تحدٍ واضح لحظر الأمم المتحدة على تسليح الأطراف المتنازعة.

وبعد فشل حفتر في السيطرة على العاصمة، تحولت بنغازي إلى منصة لتعاون إماراتي-روسي، تزايد بعد انسحاب موسكو من الساحل السوري في أواخر 2024، مع إنشاء قاعدة جوية جديدة جنوب ليبيا تهدد الاستقرار الإقليمي.

وفي اليمن، شاركت الإمارات في التحالف العربي بدايةً، لكنها سرعان ما انحازت إلى الانفصاليين الجنوبيين على حساب الحكومة المعترف بها دوليًا، مما عمّق الانقسامات وأضعف المعسكر المناهض للحوثيين.

وبحسب التقرير، فإن أبوظبي دعمت لاحقًا ميليشيات موالية لعائلة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، فيما بدا وكأنه مشروع لتفكيك اليمن إلى كيانات متناحرة تفتقر لأي شرعية جامعة.

اتهم التقرير الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، المتورطة في مجازر دارفور، بالمال والسلاح عبر صفقات من بلغاريا.

ووثق التقرير العلاقة الوثيقة بين محمد بن زايد وقائد الميليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي تطورت من خلال تهريب الذهب إلى دبي.

ووفقًا للكاتب، فإن هذا الدعم الإماراتي ساهم في الانقلاب على الحكومة المدنية عام 2021، ثم في تفجر الحرب الأهلية بين الجيش والدعم السريع عام 2023، مع تحذيرات من أن الدولة تتجه نحو التقسيم الكامل.

,يخلص تقرير لوموند إلى أن السياسة الخارجية للإمارات تتمحور حول هدف ثوري مضاد للربيع العربي، يتمثل في تقويض أي مسار ديمقراطي ناشئ، حتى لو أدى ذلك إلى تقسيم الدول وإطالة أمد الحروب.

ويعتبر الكاتب أن الرهان الإماراتي على الحركات الانفصالية والانقلابية يضاعف من معاناة المدنيين ويهدد بتفكيك النظام الإقليمي العربي برمته.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.