ناشط حوثي: الجماعة حولت الوظيفة العامة إلى مزاد للكفالة والرواتب إلى وسيلة ابتزاز
في فضيحة جديدة تكشف مدى الفساد المنهجي الذي تمارسه مليشيا الحوثي الإرهابية، أكد أحد الناشطين المنتمين للجماعة، ويدعى طه الرزامي، عن ما اسماه "نظام كفالة" مشبوه بات شرطًا أساسيًا للحصول على أي وظيفة حكومية في مناطق سيطرة الحوثيين، وخاصة في محافظة صنعاء.
وبحسب منشور للرزامي، المعروف بكنية "أبو محمد"، فإن المليشيا فرضت نظامًا غير معلن يشترط على المتقدمين للوظائف الحكومية الحصول على "كفالة" من أحد مسؤولي الجماعة أو مشرفيها الأمنيين، مقابل دفع مبالغ مالية شهرية بشكل غير قانوني، في عملية تماثل شبكات الإتاوة والابتزاز المنظم.
وأكد الرزامي في منشوره أن "لا أحد يستطيع الحصول على وظيفة أو منصب قيادي مهما كانت كفاءته أو خبرته ما لم يحصل على كفالة من أحد قادة الصف الأول أو الثاني للجماعة"، مشيرًا إلى أن الكفاءة أصبحت بلا قيمة في نظام المليشيا، حيث تسود المحسوبية والانتماء العقائدي والولاء للقيادة الحوثية.
ووصف الرزامي ما يحدث في صنعاء بأنه يشبه معاملة المغترب اليمني في الخارج، ولكن داخل وطنه، وعلى يد جماعة تدّعي تمثيله، وهو ما يعكس الطابع القمعي والتمييزي لسلطة الحوثيين المفروضة بقوة السلاح.
ويأتي ذلك في ظل استمرار مليشيا الحوثي في نهب مرتبات أكثر من مليون موظف حكومي منذ أكثر من سبع سنوات، وحرمانهم من أبسط حقوقهم المعيشية، بينما تحوّل الوظائف الحكومية إلى وسيلة للإثراء غير المشروع والنفوذ الطائفي.
ويتزامن الكشف عن هذا النظام الفاسد مع تقارير متزايدة عن الاستيلاء الحوثي على مؤسسات الدولة وتفريغها من الكفاءات الوطنية، وتكريسها لخدمة مشروع طائفي دخيل على المجتمع اليمني، في الوقت الذي يعيش فيه ملايين اليمنيين تحت خط الفقر، ويصارعون من أجل لقمة العيش.

التعليقات