تحقيق استقصائي يكشف تسريب أكثر من مليوني وثيقة حول مخططات روسيا النووية
كشفت منصتا "دانواتش" الدنماركية و"دير شبيغل" الألمانية، في تحقيق استقصائي مشترك، عن تسريب غير مسبوق لأكثر من مليوني وثيقة حساسة تتعلق بعمليات تحديث منشآت نووية استراتيجية في روسيا، ما وصفه خبراء بأنه يمثل "أحد أكبر الخروقات الأمنية في التاريخ الحديث".
ووفقاً للتحقيق، فإن الوثائق المسرّبة، التي استُخرجت من قواعد بيانات عامة روسية خاصة بالمناقصات الحكومية، تحتوي على تفاصيل دقيقة ومخططات هندسية للبنية التحتية في عدة منشآت نووية، بما في ذلك مواقع صواريخ استراتيجية وأنفاق تحت الأرض ومراكز قيادة ومنشآت عسكرية وأمنية.
وتُظهر الوثائق أن روسيا أجرت خلال السنوات الماضية عمليات تطوير موسعة في مواقع حساسة، أبرزها في منطقة "ياسني" الواقعة قرب جبال الأورال. وشملت الأعمال بناء مئات المنشآت الجديدة، بينها أبراج مراقبة، ثكنات عسكرية، ومراكز تشغيلية، إلى جانب تركيب أنظمة أمن معقدة مثل الأسوار الكهربائية متعددة الطبقات وأجهزة استشعار للحركة والإشعاع.
وذكر التحقيق أن بعض التجهيزات المستخدمة في هذه المنشآت من إنتاج شركات أوروبية، مثل "كنوف" الألمانية و"دانفوس" و"غرندفوس" الدنماركيتين، رغم العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على موسكو، ما يسلط الضوء على ثغرات خطيرة في منظومة الرقابة على تصدير المنتجات.
ويرى خبراء في الأمن والدفاع أن هذا التسريب يمثل "كنزًا استخباراتيًا" لدول الغرب، كونه يكشف معلومات نادرة حول قدرات روسيا النووية وتوزيع منشآتها، مما قد يغير من موازين القوى العسكرية ويجبر موسكو على مراجعة خططها الدفاعية والبنية الأمنية لمنشآتها النووية.
وعلى الرغم من صدور تشريعات روسية مشددة عام 2020 للحد من تسريب المعلومات العسكرية، إلا أن التحقيق أظهر استمرار رفع وثائق حساسة على منصات المناقصات الحكومية حتى منتصف عام 2024 دون حماية كافية أو إجراءات أمان فعّالة.

التعليقات