حظر أمريكي جديد على دخول مواطني خمس دول إلى أراضيها.. اليمن في صدارة القائمة والبيت الأبيض يوضح الأسباب
أصدر البيت الأبيض بيانًا رسميًا يوضح فيه حيثيات القرار الجديد الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، من بينها خمس دول عربية إضافة إلى إيران. القرار الذي أثار ردود فعل متباينة، خاصة من الحكومة اليمنية، أتى مبررًا بدواعٍ أمنية وتقصير إداري في إصدار الوثائق الرسمية أو التعاون الاستخباراتي.
وفيما يلي تفصيل موقف كل دولة مشمولة بالحظر:
اليمن: حرب وأرض بلا سيطرة حكومية
بررت الإدارة الأمريكية قرارها بشأن اليمن بانعدام وجود سلطة مركزية فعالة تتولى إصدار وثائق السفر والمستندات المدنية، إضافة إلى غياب إجراءات تدقيق وفحص موثوقة. وأشار البيان إلى أن الحكومة اليمنية لا تملك السيطرة الفعلية على أراضيها، وأن البلاد تشهد منذ 20 يناير/كانون الثاني 2025 عمليات عسكرية أمريكية نشطة. بناءً عليه، يُعلّق دخول المواطنين اليمنيين إلى الولايات المتحدة بشكل كامل، سواء كمهاجرين أو غير مهاجرين.
من جانبها، عبّرت الحكومة اليمنية عن أسفها العميق وقلقها البالغ من القرار، مطالبة باستثناء اليمنيين تقديرًا للظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها شعبها. كما أكدت احترامها لحق الولايات المتحدة في حماية أمنها القومي، لكنها شددت على أن القرار يضر بآلاف اليمنيين، من طلاب وباحثين وعائلات، وأكدت حرصها على التعاون لتعزيز إجراءات التحقق والتدقيق.
السودان: نسبة عالية من مخالفي التأشيرات
فيما يخص السودان، أرجع البيت الأبيض الحظر إلى غياب سلطة مركزية فعالة لإصدار الوثائق، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات تجاوز مدة الإقامة بين السودانيين في الولايات المتحدة. ووفق البيان، بلغ معدل تجاوز مدة الإقامة لحاملي تأشيرات B-1/B-2 نحو 26.3%، بينما وصل إلى 28.4% لحاملي تأشيرات الدراسة والتبادل الثقافي (F, M, J). وبناءً عليه، تم تعليق دخول السودانيين إلى أمريكا بشكل كامل.
ليبيا: فوضى ومخاوف من الإرهاب
ليبيا كانت من بين الدول التي طالتها قرارات الحظر أيضًا، وذكر البيت الأبيض أن غياب حكومة موحدة أو سلطة مركزية لإصدار الوثائق الرسمية يجعل التحقق من هويات الليبيين أمرًا معقدًا. كما أشار إلى الوجود الإرهابي المزمن داخل البلاد، والذي يُعتبر تهديدًا لأمن الولايات المتحدة. لذلك، تم تعليق دخول الليبيين نهائيًا إلى أمريكا.
الصومال: ملاذ للإرهاب وفشل في التعاون
أما الصومال، فقد حمّلته واشنطن مسؤولية كونه ملاذًا آمنًا للإرهابيين الذين يستخدمون أراضيه لتخطيط وتنفيذ عمليات ضد المصالح الأمريكية، إضافة إلى عجز الحكومة عن فرض سيادتها على كامل أراضي البلاد، ورفضها قبول المرحّلين من مواطنيها. وأكد البيان أن دخول المواطنين الصوماليين إلى الولايات المتحدة مُعلّق بالكامل، سواء أكانوا مهاجرين أو زائرين.
إيران: دولة راعية للإرهاب وممتنعة عن التعاون
جاء في البيان أن إيران تُصنّف كـ"دولة راعية للإرهاب"، وتمتنع بشكل متكرر عن التعاون الأمني أو القنصلي مع الولايات المتحدة. كما أن الحكومة الإيرانية ترفض قبول المرحّلين من رعاياها. بناءً عليه، تم تعليق دخول الإيرانيين إلى الولايات المتحدة على اختلاف فئات التأشيرات.
خلفية تاريخية: تكرار لنموذج 2017
القرار يعيد إلى الأذهان مرسوم الحظر الأول الذي أصدره ترامب عام 2017 في ولايته الأولى، والذي شمل آنذاك دولًا مثل إيران، العراق، سوريا، اليمن، ليبيا، السودان، والصومال. وقد أثار حينها جدلاً قانونيًا واسعًا وصل إلى أروقة القضاء الأمريكي.
تحليل: هل يتكرر سيناريو المواجهة مع القضاء؟
تتجه الأنظار مجددًا إلى المحاكم الأمريكية والمنظمات الحقوقية التي من المتوقع أن تتصدى للقرار، خاصة في ظل الجدل الدائر حول التمييز الديني والعرقي، ودستورية فرض حظر جماعي يستهدف دولًا ذات أغلبية مسلمة.
التعليقات