بالصور : فضيحة فساد تضرب برنامج الغذاء العالمي في عدن.. قمح تالف وحشرات داخل مخازن الإغاثة
كشف رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن، الدكتور عبدالقادر الخراز، عن فضيحة فساد خطيرة طالت برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، عقب توثيق فيديو صادم يُظهر كميات كبيرة من القمح التالف والمليء بالسوس والحشرات داخل أحد المخازن التابعة للبرنامج في ميناء المعلا بمدينة عدن.
وفي الفيديو الذي نشره على صفحته في الفيسبوك ، ظهر الخراز وهو يتفقد شحنة القمح الفاسدة، مؤكدًا أن الكمية المخزنة لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمي، وتمثل خطرًا بيئيًا وصحيًا على سكان المدينة، نتيجة تخزينها لفترات طويلة دون أدنى معايير الصحة والسلامة، ما أدى إلى تحللها وانتشار الحشرات فيها.
اتهامات مباشرة بالإهمال والفساد
واتهم الدكتور الخراز برنامج الغذاء العالمي بـ"الإهمال الجسيم والفساد المتعمد"، مشيرًا إلى أن الهيئة البيئية رفعت تقارير رسمية للجهات المعنية توثق الحادثة، محذرًا من أن هذه ليست الواقعة الأولى التي تشهد فيها البلاد مثل هذا الإهمال من قبل البرنامج الأممي.
وأضاف: "سبق أن وجهنا تحذيرات من سوء التخزين، إلا أن البرنامج واصل تجاهله، ما أدى إلى تلف مساعدات غذائية كان يفترض أن تصل إلى آلاف المحتاجين والنازحين".
مطالبات بتحقيق دولي
أثارت الحادثة موجة غضب واسع، دفعت نشطاء ومنظمات محلية إلى المطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل في أنشطة برنامج الغذاء العالمي داخل اليمن، بعد تكرار وقائع مماثلة في محافظات أخرى كصنعاء وإب.
وقال المحامي والناشط الحقوقي عدنان الصوفي: "ما يحدث جريمة في حق الفقراء، ولا يمكن التسامح مع استمرار التعامل مع المساعدات كأنها نفايات، حان الوقت لفرض رقابة ومحاسبة جادة على المنظمات الدولية".
صمت أممي واتهامات متكررة
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر برنامج الغذاء العالمي أي تعليق رسمي بشأن الفيديو أو الاتهامات الموجهة إليه، ما زاد من حدة الانتقادات، خاصة في ظل الظروف المعيشية المأساوية التي يعيشها ملايين اليمنيين.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان تقارير سابقة تحدثت عن توزيع مساعدات منتهية الصلاحية، وتخزين شحنات غذائية في بيئة غير آمنة، إضافة إلى تسرب بعض المساعدات إلى السوق السوداء، ما يثير الشكوك حول فعالية وكفاءة البرنامج الأممي في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
دعوات لتعزيز الرقابة المحلية
طالبت الهيئة العامة لحماية البيئة ومنظمات مجتمع مدني بضرورة إشراك السلطات المحلية في الرقابة على عمل المنظمات الدولية العاملة في اليمن، ووقف الاعتماد فقط على تقاريرها الداخلية.
وقال الخراز: "لن نقبل أن تكون البيئة والصحة في عدن حقل تجارب لمنظمات لا تحترم معايير السلامة. نطالب بمراجعة عاجلة لآليات عمل برنامج الغذاء العالمي، وتحميله المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة".
وتثير هذه الحادثة تساؤلات ملحّة حول مستقبل المساعدات الإنسانية في اليمن، ومدى التزام الجهات الدولية بالمعايير الأخلاقية، في بلد تتعمق فيه المآسي يوماً بعد آخر.
التعليقات