نقابة موظفي "اليمنية" تحذّر من انهيار الناقل الوطني وتدعو لتحقيق محايد وإنقاذ الشركة من الانقسام
حذّرت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية من خطورة استمرار الانقسام الإداري والسياسي داخل شركة الطيران الوطنية، داعية إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في ملابسات الأزمة وتقديم توصيات ملزمة للحفاظ على وحدة الشركة وضمان استمرار خدماتها.
وفي بيان صدر الأربعاء، شددت النقابة على أن "إنقاذ شركة الخطوط الجوية اليمنية هو واجب وطني"، مطالبة كافة الأطراف السياسية بالتوقف عن استغلال الشركة في صراعاتهم، والتعامل معها كمؤسسة وطنية سيادية ينبغي أن تظل مملوكة لجميع اليمنيين.
وقال رئيس النقابة، هاني القرشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن ما يحدث داخل الشركة "أمر ضار وخطير ومؤثر"، مشيراً إلى أن استمرار الانقسام الفني والإداري والمالي سيؤدي إلى "شلل كامل في عمل الشركة وتوقف خدماتها، وهو ما سيضر بملايين اليمنيين الذين يعتمدون عليها في السفر والعلاج والتعليم والعودة إلى الوطن".
وأضاف القرشي: "الخطوط الجوية اليمنية ليست مجرد مؤسسة خدمية، بل هي رمز سيادي وواجهة لليمن في المحافل الدولية، ولا يمكن السكوت على محاولات تفتيتها أو تسييسها"، مؤكدًا أن كل اليمنيين، دون استثناء، يستفيدون من خدماتها، ويجب الحفاظ على طابعها الوطني بعيداً عن الاستقطاب الحزبي والمناطقي.
أزمة مضاعفة بفعل العدوان الإسرائيلي
وجاء بيان النقابة بعد تصاعد الأزمة الداخلية في الشركة إثر الانقسام الحاصل منذ مارس/آذار 2023، وتزامنه مع العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/أيار، ما أسفر عن تدمير مبنى المسافرين وتدمير ثلاث طائرات كانت رابضة في المطار، واستهداف طائرة رابعة بعد وصولها من العاصمة الأردنية عمّان.
تسبب الهجوم في وقف الرحلات بين صنعاء وعمّان، وهي الرحلة الوحيدة التي كانت تخدم شريحة واسعة من المرضى والمغتربين، مما زاد من معاناة اليمنيين، خصوصاً في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة.
وفي الوقت الراهن، لا تمتلك الشركة سوى ثلاث طائرات فقط تعمل في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، بعد خروج طائرة عن الخدمة إثر حادث في مطار عدن يوم 22 يونيو/حزيران، قبل أن تعود إلى الجاهزية الكاملة في 2 يوليو/تموز 2025.
مطالب بوقف التدخلات السياسية وإعادة توحيد الإدارة
وأكدت النقابة في بيانها أن التدخلات السياسية والصراعات غير المسؤولة تسببت في تدهور كبير بأداء الشركة، محذّرة من أن استمرار الأزمة دون تدخل عاجل "يهدد مستقبل الخطوط الجوية اليمنية ويعرض ملايين اليمنيين لأزمات سفر وتنقل ومعيشة".
ودعت النقابة إلى "وقفة جادة من الجهات المعنية والضغط على جميع الأطراف لإعادة توحيد إدارة الشركة، ومحاسبة المتسببين في الانقسام، بعيداً عن الاعتبارات السياسية والمناطقية".
وأوضحت أن موظفي الشركة ما زالوا موحّدين في مواقفهم، ويرفضون الانجرار خلف الصراعات السياسية، مطالبين باحترام النظام الأساسي للشركة، وعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية تمسّ بنيتها أو موظفيها.
التعليقات