تشهد جبهات القتال في قطاع غزة الليلة  تصعيدًا عسكريًا هو الأعنف منذ أيام، إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جندي واحد على الأقل وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة، في سلسلة عمليات نفذتها المقاومة الفلسطينية.

"أحداث أمنية صعبة" شرق غزة

المصادر الإسرائيلية تحدثت عن وقوع عدة "أحداث أمنية صعبة" متزامنة، كان أبرزها في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث تدور حتى اللحظة اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المقاومة وقوات الاحتلال.

وأوضحت أن مقاتلي كتائب القسام رصدوا تحركات القوات الإسرائيلية باستخدام مناظير ليلية، ما مكّنهم من مباغتة الوحدات المتوغلة، بينما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الدفع بتعزيزات جديدة وإجلاء جنوده عبر المروحيات تحت إطلاق نار كثيف.

تفعيل "بروتوكول هانيبال"

بالتزامن، أشارت تقارير عبرية إلى أن وحدة إنقاذ إسرائيلية تعرضت لكمين محكم أثناء محاولتها إخلاء جرحى من موقع الاشتباكات الأول، الأمر الذي أثار مخاوف من احتمال وقوع أسر في صفوف القوات، ودفع الجيش إلى تفعيل "بروتوكول هانيبال" الخاص بمثل هذه الحالات.

تدخل جوي كثيف

كما أكدت المصادر أن مقاتلات حربية إسرائيلية دخلت بشكل مكثف أجواء غزة لدعم القوات البرية، في حين قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة أحياء الزيتون والصبرة داخل مدينة غزة، إضافة إلى جباليا شمال القطاع، في محاولة لوقف هجمات المقاومة وفتح ممرات آمنة لجنوده.

الموقف الفلسطيني

على الجانب الفلسطيني، أفاد مراسل الجزيرة بأن الاشتباكات ما تزال مستمرة شرق مدينة غزة، وسط تحليق مكثف لمقاتلات إسرائيلية على علو منخفض. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان كتائب القسام عن سلسلة عمليات عسكرية نوعية استهدفت قوات الاحتلال وآلياته خلال الأيام الماضية.

وكان الناطق باسم القسام أبو عبيدة قد حذر في وقت سابق من أن أي محاولة إسرائيلية لاجتياح مدينة غزة ستواجه بـ"ثمن باهظ"، وهو ما اعتبره محللون تلويحًا بقدرة المقاومة على إطالة أمد المعارك واستنزاف القوات المتوغلة.

أبعاد وتداعيات

المراقبون يرون أن ما جرى في حي الزيتون قد يشكل نقطة تحول خطيرة في مسار المعارك البرية، خصوصًا إذا تأكدت معلومات وقوع خسائر بشرية كبيرة أو عمليات أسر في صفوف الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي من شأنه رفع وتيرة الضغط الداخلي على حكومة تل أبيب وتعقيد حساباتها العسكرية.