كشفت صحيفة عكاظ السعودية، في تقرير موسع، تفاصيل صادمة حول الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة المحتلة صنعاء، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة الانقلاب ونحو تسعة وزراء وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية البارزة في جماعة الحوثي، في هجوم وصفه الإعلام العبري بأنه "نوعي واستراتيجي".

وبحسب الصحيفة، فإن العملية جاءت نتيجة اختراق عميق للبنية الأمنية والاستخباراتية للحوثيين، مكن إسرائيل من الوصول إلى بيانات دقيقة تخص قيادات الصف الأول والثاني، بما في ذلك أرقام هواتفهم ومواقع اجتماعاتهم السرية. وأوضحت أن هذا الاختراق هو ما سمح لتل أبيب برصد اجتماع الحكومة في منزل بمدينة حدة، ومعسكر سري شمال صنعاء، وتحديد ساعة الاستهداف بدقة متناهية.

وأشارت "عكاظ" إلى أن الضربة تزامنت مع حالة تخبط واضحة في خطابات الحوثيين، الذين سارعوا إلى إنكار سقوط ضحايا، قبل أن يعترف زعيمهم عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير بحجم الاختراق الأمني الكبير الذي تعرضت له الجماعة.

ولفت التقرير إلى أن إسرائيل، التي كانت تركز سابقًا على استهداف مؤسسات خدمية مثل الكهرباء والموانئ، انتقلت هذه المرة إلى استهداف مباشر للقيادات، بعد أن تمكنت من اختراق قطاعات حساسة خاضعة لسيطرة الحوثيين، بينها الاتصالات والإنترنت والتلفزيون الرسمي وشركة الملاحة.

وذكرت الصحيفة أن بعض عناصر الحوثيين تورطوا في تسهيل هذه الاختراقات مقابل إغراءات مالية أو الإفراج عن مروجي مخدرات من السجون، وهو ما كشف هشاشة المنظومة الأمنية للجماعة. كما أكدت أن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية المزودة بكاميرات حرارية حلقت في أجواء صنعاء خلال الأيام السابقة للهجوم، بهدف رصد ومراقبة تحركات القيادات.

وتساءلت "عكاظ" عما إذا كانت هذه الضربة ستشكل درسًا تاريخيًا للجماعة يدفعها نحو السلام وتسليم المؤسسات والسلاح للدولة الشرعية، أو أنها ستستمر في سياسة التعنت وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وهو ما يفاقم معاناة اليمنيين ويطيل أمد الصراع.