برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

الإصلاح في الذكري الـ ٣٥ وخيارات فوق المعتاد

بعد هذه التجربة الراشدة الماجدة في التاريخ والتي اعتصرت معها الكثير من الأحداث جزأً منها كانت فترات الميلاد وتبعات البناء والتأسيس مترافقاً مع العمل على الشأن العام وبناء منظومة القيم الجامعة للوحدة والسيادة الوطنية لقد كانت فترة زمنية صرف فيها الإصلاح الوقت والجهد والتكلفة من عمر الزمان والمكان والأحداث ولعل المحطة الأكثر كلفة كانت هي سنوات العجاف الشديدة والتي فاقت الفترة المفترضة لتصبح أعنف فترة تاريخية في عمر الاصلاح حين الاستفاقة على وطن بدون سيادة ،ليسبقه انتهاك صارخ لمليشيات مسلحة ، وحين رفض الإصلاح رفع السلاح صرح عبده ربه منصور هادي في الـ ٢٠١٤م على كل مواطن ان يحمي نفسه في تصريح واضح وجرئ عن تركه للبلد مفتوحة للحرب ، وهنا بدأت العجلة تدور على مقدرات وإمكانيات بلد بحجم اليمن وحزب بحجم الوطن وهنا نود التركيز حول الـ ١١ عاماً منذ سبتمبر ٢١ ٢٠١٤م - اللحظة، فترة زمنية فارقة في تصور كل مواطن يمني سواءً كان اصلاحي أو لا ، برزت التحديات وتلونت الأحداث وتبدلت المواقف واستعصى العيش ضمن مشروع الجريمة الكاملة لمليشيات مستعدة لإزهاق الحياة داخل اليمن بكليته، فبدأت الخيارات بالنزوح بيت لبيت او مدينة لقرية او عزلة لمدينة وإلى اللحظة لازال النزوح يرسم أنفاسه بين الناس داخل اليمن ، تم الاطباق على مدينة تعز من ابرز منافذها ودخلت ضمن حصار تام محاطة بالألغام ، ومشهد في بقية المحافظات لانفلات أمني كبير وانهيار إنساني صادم وتدخلات عقيمة للأمم المتحدة بمنظماتها التي لم تقدم خطوة انقاذ بحجم الوضع الذي ارتسم أمام العالم.
جزء من المشهد الذي لم يتصور الاصلاح ان يصل البلد الذي كان يتنفسه ويدير فيه انشطته وبرامجه ويمارس حرية التنقل فيه ويعقد فيه مؤتمراته ويدعو كل العالم ليشهد كرنفال الديمقراطية والانتقال السلمي داخل دوائر الاصلاح وتفعيل خارطة القيادات وتوظيف قدرات الشباب وتفعيل دور المرأة واذكاء الحس الوطني التام ،دخل الاصلاح في محيط رمال متحركة دفع فيه خيرة شبابه وناسه ومنتسبيه وتوزعت جهوده للمقاومة لكن الضربات كانت متوزعة بين الداخل والخارج لإخراجه من المشهد كاملاً ، ما الذي حدث؟ ولماذا وصلنا لهذا المنحنى؟ وما الذي يمكن؟ وما هو الأولي في حرب مستمرة وخيارات مجهولة الهوية في انهاء الحرب واعادة الحياة داخل اليمن؟
لقد اصبح خيار رفع السقف في المطالبة بالاستحقاق الوطني مستحقاً لحزب دفع كلفة باهظة حفاظاً على سيادة اليمن واستقلاله لكنه اليوم بات مطلوب منه التحول من مربع التفاوض والمشاورات والسياسة التي لم تفضي لحل واقعي والتحول إلي مربع رفع سقف المطالبة باستحقاق العيش الكريم في بلد موفور الإمكانات، لقد سأم الجميع الحوارات الفضفاضة وأصبحت لغة القوة لازمة وملزمة، لقد ذهب من أجل السياسة والحوار ١١ عاماً من عمر البشر داخل اليمن تعرضت فيه المحافظات بساكنيها لأبشع أنواع الانتهاك فضلاً عن حالات الموت المستمرة وتهديد الحياة برمتها لليوم، وخاصة في ظل محدودية الوصول الإعلامي لرواية القصة كاملة، لقد باتت المقاومة الشعبية خياراً ضامناً لقلب مسار التفاوض باتجاه جاد ومسؤول و الطريق الوحيد لإنهاء حالة التراخي في الملف اليمني وتأجيل وصوله للحل وافراغه من الاستحقاق، وطالما ان تجربة معتصرة بأكثر من عقد من الزمان امكانية وصولها للحل كانت بدون نتيجة، فالبحث في وسائل جديدة واطروحات مختلفة وفاعليين جدد سواءً داخلياً او خارجياً اصبح من الاولوية بمكان خاصة بعد تعاقب من ١-٣ من الممثلين الامميين لليمن لم يخرجوا عن دائرة الكلام للكلام والحوار لنفسه ولم يكن هناك شئ ليحسب غير امضاء الزمن لتستمر الكارثة الانسانية، لقد بات ملحاً للإصلاح باعتباره الحزب الاكثر شعبية ان يجد مخارجاً تنتظم مع خياراته الوطنية التي يدافع عنها باستماتة، فهل ستكون هناك ادوار غير معتادة يمارسها الاصلاح بعد هذه الفترة من الزمن المر ، هل سيخرج خارج السياق الذي حدد له كمساحة للبقاء والتحدث من خلاله ، هل سيكون هناك تنقلاً نوعياً وطرحاً يتواكب مع تحديات مستمرة ، اسئلة كثير تدور خاصة انه الوحيد الذي يشار إليه بدفع الفاتورة دون غيره، فى المحصلة سيكون هناك وقتاً لنهاية المشهد فى اليمن لكن الراهن سيظل حول النقطة النوعية التي ستحدث هذا الوقت فهل سيتحول فيها الإصلاح من خلال أدوار غير معتادة؟؟

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا