374 ألف طالب يمني يتلقون تعليمهم في مدارس السعودية.. استثمار يتجاوز 5.6 مليار ريال سنويًا
كشف الصحفي عبدالرحمن أنيس عن أرقام لافتة تتعلق بحجم حضور الطلاب اليمنيين في منظومة التعليم داخل المملكة العربية السعودية، حيث يتجاوز عددهم 374 ألف طالب في مدارس التعليم العام، إضافة إلى أكثر من 15 ألف طالب جامعي موزعين على الجامعات الحكومية والأهلية في مختلف التخصصات.
وبحسب التقديرات، فإن الكلفة السنوية للطالب الواحد في التعليم العام تصل إلى 15 ألف ريال سعودي، ما يعني أن مجموع ما يُستثمر في تعليم الطلاب اليمنيين يبلغ نحو 5.6 مليار ريال سعودي سنويًا. هذه الأرقام تعادل – من الناحية العملية – إنشاء 15 ألف فصل دراسي بطاقة استيعابية تقدر بـ 25 طالبًا في كل فصل.
دعم غير معلن للجالية اليمنية
وأشار أنيس إلى أن هذه الإحصاءات تكشف حجم الدعم الكبير وغير المعلن الذي يحظى به أبناء الجالية اليمنية في السعودية، حيث لا تُدرج هذه التكاليف عادة ضمن جداول المساعدات الرسمية، لكنها تعكس استثمارًا معرفيًا وإنسانيًا مباشرًا في حياة عشرات الآلاف من الأسر اليمنية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الرعاية التعليمية يفتح آفاقًا مستقبلية واسعة أمام الطلاب اليمنيين، من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تؤهلهم ليكونوا عناصر فاعلة في بناء اليمن مستقبلًا، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها بلدهم الأم.
أثر اجتماعي وإنساني
وبجانب البُعد التعليمي، يسلط هذا الرقم الضوء على البُعد الإنساني والاجتماعي لدور السعودية في استيعاب مئات آلاف الأسر اليمنية، حيث يشكل التعليم أحد أهم ركائز الاستقرار والاندماج للجالية في المجتمع المضيف، ويساعد في حماية الأجيال الجديدة من الانقطاع الدراسي الذي تعاني منه مناطق واسعة داخل اليمن بسبب الحرب والأزمات الاقتصادية.
تعليم.. كجسر للمستقبل
ويؤكد خبراء تربويون أن التعليم الذي يتلقاه الطلاب اليمنيون في السعودية لا يمثل مجرد فرصة آنية، بل يعد استثمارًا استراتيجيًا في الإنسان اليمني، بما يساهم في خلق نخبة شبابية قادرة على قيادة مسار التنمية وإعادة الإعمار في المستقبل.
التعليقات