برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

صحيفة واشنطن بوست تكشف عن انقسام ديني يزلزل أركان السياسة الأميركية

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً للكاتب شادي حامد تناول فيه الانقسام اللاهوتي والسياسي الحاد داخل المسيحية الأميركية، والذي تجلّى بوضوح خلال مراسم تأبين الناشط المحافظ تشارلي كيرك، الذي اغتيل في 10 سبتمبر/أيلول الجاري أثناء نقاشه مع طلاب في جامعة يوتا فالي.

وبحسب حامد، فقد كشفت المراسم عن نسختين متعارضتين من المسيحية تشدان السياسة الأميركية في اتجاهين مختلفين؛ الأولى rooted في قيم المغفرة ومحبة الأعداء، والثانية توظّف الدين كأداة في معركة سياسية محتدمة. المفارقة الكبرى – كما يصفها – أن الانقسام لم يظهر داخل الكنيسة، بل في ملعب كرة قدم بولاية أريزونا حيث أُقيم حفل التأبين.

اللحظة الأبرز كانت إعلان إريكا كيرك، أرملة الناشط الراحل، عفوها عن قاتل زوجها أمام الحاضرين الذين كان من بينهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس. لكن ترامب رفض هذا النهج فور صعوده المنصة قائلاً: "أنا أكره خصومي ولا أريد الأفضل لهم".

هذا التناقض، وفق الكاتب، لم يكن خلافاً سياسياً وحسب، بل مواجهة مع أعمق سؤال في اللاهوت المسيحي: هل يمكن للمؤمن أن "يدير الخد الآخر" ويظل فاعلاً في السياسة الديمقراطية؟

المراسم تحولت إلى صورة مصغرة لصراع أكبر: مسيحية تدعو للتواضع والتضحية، في مقابل مسيحية ترى الخصوم السياسيين كقوى شيطانية يجب هزيمتها لا هدايتها.

وذهب متحدثون مثل جاك بوسوبيتش ووزير الحرب الأميركي بيت هيغسِيث إلى تصوير اغتيال كيرك كجزء من معركة كونية بين الخير والشر، بل عرض هيغسِيث مقطعاً ترويجياً يمزج بين صلاة المسيح وصور الدبابات والقاذفات في إشارة رمزية إلى تماهي الإيمان مع القومية والعسكرة.

ويخلص حامد إلى أن الأزمة أعمق مما يدركه كثيرون؛ فجزء متزايد من المسيحيين المؤيدين لترامب يرفضون تعاليم يسوع عن محبة العدو باعتبارها غير صالحة للسياسة، وهو ما يفتح الباب أمام أزمة لاهوتية وسياسية متشابكة.

ويرى أن السياسة الأميركية اليوم لا تعكس تعاليم المسيحية بقدر ما تعيد تشكيلها وفق ضروراتها وصراعاتها، لتجد الديمقراطية الأميركية نفسها إزاء نسختين متنافستين من المسيحية، كلتاهما تدّعي امتلاك الحقيقة الإلهية.

المصدر الجزيرة نت
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا