تقرير.. المجلس الانتقالي الجنوبي يتودد لإسرائيل في مساعيه للانفصال في اليمن
قال تقرير لصحيفة "العربي الجديد" إن إعلان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، عن استعداد حركته لفتح باب تطبيع العلاقات مع إسرائيل في حال استعادة الجنوب لاستقلاله أثار موجة واسعة من الجدل والغضب داخليًا وإقليميًا.
وأضاف التقرير أن تصريحات الزُبيدي التي أدلى بها أواخر سبتمبر أظهرت أن قيادات المجلس تعتبر أن استعادة الدولة الجنوبية قد تهيئ الأرضية أمام إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، معتبرًا أن اتفاقيات «أبراهام» تشكل عاملًا مهمًا لتحقيق سلام إقليمي.
وأشار التقرير إلى أن التصريح قوبل بردود فعل سلبية من قطاعات يمنية وعربية، واعتبره محلّلون «مغازلة لتل أبيب» تهدف إلى تعزيز الأجندة الانفصالية للمجلس، فيما حذّر مختصون من أن هذا الموقف سيؤدي إلى تعميق الاستقطاب وتقويض الدعم العربي للقضية الجنوبية.
ونقل التقرير عن صلاح السقلدي، معلق سياسي ومؤيّد للانفصال، وصفه لتصريحات الزُبيدي بأنها «استفزازية» في ضوء الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، مؤكدًا أن مثل هذا الخطاب قد يهمّش الجنوبيين أمام الرأي العام العربي ويقلّص التضامن الإقليمي الذي تحقق خلال السنوات الماضية.
وأوضح التقرير أن خلفية التوجه الانفصالي تعود إلى تاريخ طويل من الخلافات بين الشطرين الشمالي والجنوبي؛ فبعد اتحاد 1990 اندلعت صراعات أدت إلى حرب أهلية انتهت بانتصار قيادات الشمال، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف محاولات الجنوب لاستعادة استقلاله.
ونقل التقرير عن محمد السامعي، صحفي سياسي من تعز، أن المجلس الانتقالي يواجه خيارات محدودة لدفع مشروعه الانفصالي، وهو ما دفعه إلى إظهار رغبة بالتقارب مع إسرائيل كتكتيك لتعزيز موقفه، مشيرًا إلى أن الدعم الإماراتي للمجلس والتقارب الإماراتي-الإسرائيلي يفسران انسجام هذا الخطاب مع توجهات داعميه الإقليميين.
كما سلط التقرير الضوء على ما وصفه بدور إسرائيلي ملموس في بعض مناطق الجنوب، لا سيما جزر سقطرى، حيث أفاد بأن حلفاء الإمارات، من بينهم إسرائيل والولايات المتحدة، ساهموا في إنشاء وتوسيع قواعد عسكرية واستخباراتية، وأن أنظمة رصد إسرائيلية تعمل لصالح الشركاء في المنطقة، بما يسهم في مراقبة وإحباط هجمات الحوثيين.
وأضاف التقرير أن زيارة وفود إعلامية أجنبية، بينها صحفي إسرائيلي، إلى مناطق جنوبيّة ولقاءهم مسؤولين من المجلس أثارت جدلًا واسعًا حول مدى الانفتاح على علاقات رسمية مع تل أبيب، في حين نقل عن مصادر إعلامية أمريكية اتهامات بدور إسرائيلي غير مباشر في تشكيل وتدريب بعض التشكيلات الأمنية الجنوبية وتورط عناصر أجنبية في حملات استهدفت معارضين للمجلس في عدن.
وتناول التقرير تحوّل المزاج الشعبي تجاه فكرة الانفصال والتطبيع، مشيرًا إلى أن العديد من اليمنيين الذين كانوا يتسامحون مع طرح الانفصال تغيرت مواقفهم بعد إعلان استعداد بعض قيادات الجنوب للتطبيع مع إسرائيل، معتبرين ذلك خيانة للقضية الفلسطينية ومصدرًا لعداء شعبي واسع.
واختتم التقرير بتحذير محلّلين من أن رهان المجلس على مدّ يد تطبيعية نحو إسرائيل قد يمنحه مزايا تكتيكية قصيرة الأجل لكنه يحمل مخاطر استراتيجية تتمثل في عزل القضية الجنوبية عربياً وشعبيًا، داعين إلى أن تضع قيادة المجلس أولوياتها في بناء نموذج تنموي ومؤسساتي يكتسب ثقة المواطنين بدلاً من الاعتماد على تحالفات خارجية قد تكبد القضية ثمناً باهظًا على المدى الطويل.
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"
التعليقات