القائمة السرّية... أسماء ثقيلة قتلت والإعلان عنها بالتقسيط ..الغماري والعاطفي وشقيق الحوثي البداية!!. تحقيق
تشهد الساحة اليمنية واحدة من أكثر مراحلها حساسية منذ اندلاع الحرب قبل عقد من الزمن، بعد اعتراف نادر من ميليشيات الحوثي بمقتل أبرز قادتها العسكريين، في وقتٍ يتزامن مع تصعيد متبادل في البحر الأحمر وتشكّل تحالف دولي جديد ضد الجماعة المدعومة من إيران.
اعتراف نادر وبداية انهيار الصمت الطويل
في 16 أكتوبر الجاري، أقرّت ميليشيات الحوثي رسميًا بمقتل الجنرال محمد عبد الغني الغماري، متأثرًا بجروحه إثر غارة إسرائيلية على صنعاء أواخر أغسطس الماضي. ويُعد الغماري من العقول العسكرية البارزة داخل الجماعة وأحد مهندسي منظومة الصواريخ والطائرات المسيّرة.
مصادر عسكرية يمنية كشفت لـ«الحدث» أن الاعتراف “ليس سوى بداية لسلسلة من الإعلانات القادمة”، مؤكدة أن الجماعة “تُخفي مقتل عدد من قادتها الكبار للحفاظ على تماسكها الداخلي”. وأضافت المصادر أن الغماري “كان الرجل الأقوى عسكريًا في الجماعة، ومقتله يعادل في رمزيته اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر”.
القائمة السرّية... أسماء ثقيلة في دائرة النار
تُشير معلومات ميدانية إلى وجود قائمة سرّية تضم أكثر من عشرة قيادات حوثية، على رأسهم وزير الدفاع محمد العاطفي، الذي لم يظهر علنًا منذ أشهر، وسط مؤشرات على مقتله. كما ذكرت التقارير إصابة عبد الكريم الحوثي – وزير الداخلية وشقيق زعيم الجماعة – بجروح بليغة في الغارة ذاتها.
ورغم بثّ وسائل إعلام الجماعة “تهنئة منسوبة للغماري” مؤخرًا بمناسبة ثورة 14 أكتوبر، وصف مراقبون تلك الخطوة بأنها “محاولة مكشوفة لإخفاء وفاته”.
تحوّل استراتيجي في بنك الأهداف
موقع i24NEWS الإسرائيلي وصف الغارة بأنها “ضربة تعيد تعريف الردع في اليمن”، مشيرًا إلى انتقال إسرائيل من استهداف المواقع والمنصات إلى سياسة “قطع الرأس” باستهداف القيادات العليا.
ويقول الخبير الأمريكي مايكل نايتس إن إسرائيل وواشنطن تتعاملان مع الحوثيين اليوم كـ“امتداد مباشر لإيران”، بينما يؤكد الباحث اليمني عبد السلام محمد أن هذا التحول “قد يشل الأجنحة التكتيكية مؤقتًا لكنه سيزيد من التصلّب العقائدي داخل الجماعة”.
تداعيات داخلية وقلق في معاقل الجماعة
يُتوقّع أن يُحدث غياب الغماري والعاطفي فراغًا في منظومة القيادة الحوثية، إذ كانا يقودان جناحي العمليات الميدانية والتخطيط العسكري. ويقول الخبير علي الذهب إن “سقوط هذه القيادات في وقت واحد يُربك منظومة السيطرة لدى الحوثيين”.
لكن مصادر قريبة من الجماعة تقلل من شأن الخسائر، مؤكدة أن الحوثيين “أعدّوا منظومة بديلة للقيادة الميدانية منذ سنوات”.
البعد الإقليمي... رسائل تتجاوز صنعاء
تحليل صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) يؤكد أن الغارات الأمريكية والإسرائيلية “تحمل رسائل استراتيجية إلى طهران بأن أذرعها لم تعد محصّنة”.
إيران التزمت الصمت، واكتفت بتغطية مقتضبة للحدث، في مؤشر على حرجها من الدفاع العلني عن الحوثيين وسط تصاعد الاستهدافات في اليمن وسوريا ولبنان.
هل يتغيّر ميزان القوى؟
تحذر الباحثة البريطانية إليزابيث كيندال من المبالغة في التوقعات، مؤكدة أن الحوثيين “يمتلكون قدرة عالية على امتصاص الصدمات بفضل بنيتهم العقائدية وتنظيمهم المحلي”، لكنها ترى أن فقدان الغماري “يترك فجوة يصعب تعويضها لأنه كان حلقة وصل بين العقيدة والعمليات العسكرية”.
تصعيد أم تمهيد لتفاوض؟
يرى المحلل عبد الباري طاهر أن الضربات “تحمل بعدين؛ ردعي وتمهيدي لتغيير موازين القوى قبل أي مفاوضات سياسية”.
وفي المقابل، قد توظّف الجماعة هذه الهجمات لتعزيز خطاب “المظلومية الوطنية” وتعبئة أنصارها تحت شعار “المواجهة مع المشروع الصهيوني الأمريكي”.
ضربة الرأس... ومعركة البقاء
مقتل الغماري لا يمثل خسارة عسكرية فحسب، بل ضربة رمزية للنواة الصلبة داخل الحوثيين. غير أن التجربة اليمنية أظهرت أن الجماعة تمتلك قدرة استثنائية على التكيّف بعد كل ضربة.
المنطقة اليوم تقف أمام مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها:
“الرؤوس الكبيرة تسقط... لكن اللعبة لم تنتهِ بعد.”
التعليقات