شهدت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، خلال الساعات الماضية، ضجة إعلامية واسعة بعد انفجار خلاف علني بين الشاعر الحوثي المعروف محمد الجرموزي، والقياديين في الجماعة عبدالسلام جحاف وعلي الضبيبي، بلغ حد اتهامات خطيرة تتعلق بـ"الأعراض وتشكيل شبكة دعارة داخل صنعاء".

وفي مقاطع مصوّرة تداولها ناشطون بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر الجرموزي موجهاً اتهامات مباشرة للقياديين الحوثيين جحاف والضبيبي بارتكاب ممارسات "مخلة وفضائح أخلاقية"، وقال إن بيده "إذن من القيادة العليا لفضحهم"، بحسب تعبيره.

وأضاف الجرموزي في إحدى التسجيلات أن ما وصفه بـ"الفساد الأخلاقي داخل الجماعة لم يعد يمكن السكوت عنه"، مؤكداً أنه مستعد للكشف عن مزيد من الأسرار.

في المقابل، رد القيادي الحوثي علي الضبيبي عبر منشورات على صفحته، مهاجماً الجرموزي ومتوعداً إياه بـ"العقاب وعدم الإفلات من المحاسبة"، واصفاً ما يصدر عنه بأنه "افتراءات ومحاولات لابتزاز قيادات الجماعة".

أزمة أخلاقية وصدمة داخل البيئة الحوثية

الواقعة أثارت صدمة كبيرة داخل الأوساط الموالية للحوثيين، باعتبارها تأتي من داخل الصف نفسه، وتضم شخصيات محسوبة على جناح القيادة. واعتبر ناشطون أن تبادل الاتهامات في “العِرض والشرف” يمثل ضربة قاسية لصورة الجماعة، التي تروّج لنفسها كـ"قوة أخلاقية تدّعي حماية المجتمع والدفاع عن غزة"، بينما تشهد أجنحتها صراعاً حاداً وفضائح أخلاقية علنية، بحسب تعليقات مستخدمين.

كما علّق ناشطون بأن الأزمة تكشف ما يجري خلف ستار سلطة الأمر الواقع في صنعاء، وسط انتشار واسع لفيديوهات وتصريحات تهديد وتشهير متبادلة.

مساعٍ للتهدئة

مصادر محلية في صنعاء أفادت بأن قيادات في الجماعة تدخلت في الساعات الماضية لمحاولة احتواء الأزمة ومنع التصعيد الإعلامي، في ظل مخاوف من توسع الفضائح وامتدادها إلى أسماء أخرى.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه ميليشيات الحوثي انتقادات دولية واسعة بسبب حملات اعتقال واتهامات بانتهاكات حقوقية، إضافة إلى صراع داخلي متصاعد بين أجنحة الجماعة.