غياب علم الجمهورية وصورة العليمي من قصر المعاشيق… رسائل سياسية قوية يكشفها تمدد الانتقالي داخل مؤسسات الدولة
في مشهد سياسي لافت حمل رسائل لا يمكن تجاهلها، ظهر أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي وأبو زرعة المحرمي وعبدالرحمن المحرمي، في سلسلة اجتماعات رسمية داخل قصر المعاشيق في عدن خلال اليومين الماضيين، لكن اللافت هذه المرّة كان خلوّ قاعة الاجتماعات من علم الجمهورية اليمنية وصورة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وهو تحول أثار موجة واسعة من التساؤلات حول دلالاته السياسية وتوقيته.
وتزامنت هذه الاجتماعات مع تطورات عسكرية متسارعة في المحافظات الجنوبية، ما جعل ظهور قادة الانتقالي في القصر الرئاسي يبدو أقرب إلى تثبيت واقع جديد على الأرض، مستفيدين من غياب رئيس المجلس وفتور حضور الحكومة الشرعية.
وخلال يوم الأحد، عقد أبو زرعة المحرمي لقاءً مع قيادات محافظة المهرة، في اجتماع وصفته مصادر بأنه خدمي في الشكل، لكنه يحمل مضمونًا سياسيًا يعكس تمدد نفوذ الانتقالي إلى أطراف البلاد وربطها بالمركز الجديد للنفوذ.
أما يوم الإثنين، فقد التقى عيدروس الزبيدي في القصر ذاته بمحافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي، للاطلاع على سير العمل وإجراءات البنك. وفي الوقت ذاته، واصل عبد الرحمن المحرمي عقد اجتماعات مكثّفة مع مسؤولي الدولة، بينهم وزير الداخلية ومحافظ البنك المركزي.
ويرى مراقبون أن اختفاء رموز الجمهورية من قاعة الاجتماعات ليس تفصيلًا عابرًا، بل خطوة محسوبة الهدف منها إيصال رسالة واضحة بأن الانتقالي يكرّس مرحلة جديدة داخل مؤسسات الدولة، مرحلة تُبنى على أنقاض سابقتها، وبغطاء سياسي وإقليمي معلن.




التعليقات