بسبب غلاء الأسعار وغياب الخدمات.. أبناء تعز يستقبلون رمضان "بفرحة منقوصة"

استقبل سكان مدينة تعز، جنوب اليمن، شهر رمضان المبارك، بفرحة منقوصة، بسبب استمرار الحصار الحوثي على المدينة منذ أكثر من أربع سنوات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وغياب الخدمات، وانتشار كبير لوباء الكوليرا.

وشهدت أسعار المواد الغذائية، والمتطلبات الرمضانية في الأسواق، ارتفاعا كبيرا، وصلت نسبة ارتفاع بعضها إلى 400 بالمائة، الأمر الذي أدى إلى عزوف المواطنين عن الأسواق بشكل كبير، بينما اكتفى السود الأعظم منهم باقتناء الأشياء الضرورية والاستغناء مجبرين عن غيرها.

وشكا المواطنون من تلاعب التجار بالأسعار، وجعل شهر رمضان المبارك، موسما للربح، وتعويض خسارتهم خلال أيام السنة في وقت تغيب فيه أي رقابة حكومية على التجار، وضبط الأسعار، ومنع التلاعب غير المبرر من قبل التجار بحجج وذرائع تشرعن لهم ما يقومون به، وأبرز تلك الحجج تلاعب أسعار صرف العملات.

يقول المواطن عبد الرحمن الحاج، "إن استقبال شهر رمضان لم يعد كما كان في السابق، فالفرحة غائبة، والاستقبال باهت، وأصبح المواطن يتهرب من أسئلة أطفاله التي تستفسر عن عدم شراء متطلبات رمضان، أسئلة بريئة تحصرك في مربع ضيق، وتجعلك عاجزا عن الرد عليها".

وأضاف الحاج (40عاما)، في تصريح لـ "يني يمن"، "لم نستطع توفير متطلبات رمضان بسبب غلاء الأسعار التي تضاعفت عن الأيام السابقة بشكل كبير، وإن وجدت مبلغا بسيطا لا تستطيع أن تتصرف به، فهل تدفعه إيجار، أم تشتري به متطلبات رمضان، أم تشتري به غاز، وماء، رمضان ليس كغيره من الأشهر، فهو يحتاج إلى مصروفات كثيرة، والوضع صعب".

وأوضح أنه ومع هذه الأوضاع الصعبة، امتنع التجار عن البيع بالآجل، كنا نشتري منهم ونسدد لاحقا، وكان هذا يخفف جزء من المعاناة، لكن أصبح الآن الجميع يرفض، بسبب أن تجار الجملة يرفضون البيع بالآجل، تفاديا لأي خسارة بسبب التلاعب الكبير في أسعار الصرف.

من جهته قال أسامة عبد الصمد، "إن قدوم شهر رمضان للأسف أصبح كابوسا عند أغلب المواطنين، وبدلا من أن هذا الشهر كان موسما للطاعة وشهرا للعبادات، أصبح الجميع يخاف قدومه ويفكر من أين وكيف يأتي بالمصاريف التي تقوم بتوفير التكاليف".

وأضاف عبدالصمد في تصريح لـ "يني يمن" قائلا، "ارتفاع الأسعار خلال رمضان أصبح عادة عند جميع التجار، سواء وجد ارتفاع لأسعار العملات أم لا يوجد، الجميع يرفع السعر ويستغل الشهر الفضيل لزيادة الأرباح، ونحن في تعز بحاجة إلى وجود دولة، تفرض الرقابة الصارمة على الأسواق، وتضبط المخالفين، وهذا سيخفف كثيرا من المعاناة".

وتابع، "خلال الأيام الماضية حصل تحسنا نسبيا في سعر العملة المحلية لكن التجار لم يتجاوبوا مع ذلك التحسن، ولا يزالون يتعاملون بالأسعار السابقة، وأصبح المواطن المغلوب على أمره هو من يدفع الثمن، لأن التاجر يتعامل بمبدأ" مصلحتي فوق الجميع"، ولو وجدت رقابة وحساب وعقاب لجعل مصلحة المواطن هي العليا".

لافتا "ورغم كل هذه المنغصات إلا أن أجواء رمضان هذه السنة في تعز أفضل من السابق بشكل كبير، فالشوارع حية، والناس متواجدون، خلال السنوات الماضية كانت الحياة شبه منعدمة، والحركة غائبة، ونتمنى أن تعمل السلطة المحلية على مراقبة الأسواق وتوفير الخدمات وتخفيف المعاناة على المواطنين".

شوقي السلمي قال "إن شهر رمضان يطل علينا، وما تزال مدينة تعز تعاني للعام الخامس على التوالي من الحصار الجائر من قبل الميليشيات الحوثية، وهذا الحصار انعكس بظله على ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية بسبب صعوبة وصول هذه المواد إلى داخل المدينة".

وأضاف في تصريح لـ "يني يمن"، أن "المواد الغذائية الأساسية تشهد ارتفاعا جنونيا، وأصبح المواطن لا يستطيع توفير حاجيات الشهر المبارك، وصحيح أن حركة الناس في هذا العام أفضل من العام الماضي، لكن الأسعار ارتفعت، ضعف أسعار العام الماضي.

وقال إن ارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وغاز، أفسد فرحة المواطنين بهذا الشهر الكريم بعد أن كانوا يستعدون سابقا بكل شيء لاستقباله، ويبتهجون كثيرا لقدومه، "ورغم ذلك تبقى تعز صامدة، ويبقى أبناءها على خطى المقاومة حتى الانتصار الكبير".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية