بالصور: بسبب انهيار شبكة المجاري.. الأمطار بصنعاء تضاعف معاناة المواطنين (خاص)

يستبشر الناس خيرا في هطول الأمطار للاستمتاع بالأجواء الخلابة، لكن في العاصمة صنعاء الأمر مختلف كلياً حيث تتسبب الأمطار بكثير من المشاكل في الأحياء والأسواق والطرق الرئيسة، بسبب انهيار شبكة مجاري تصريف السيول المتدفقة بغزاره.

وكلمات زادت كمية الأمطار تضاعفت معاناة الناس أكثر، حيث تتسبب بخراب الطرق بشكل كبير بالإضافة إلى أن السيول الجارفة تهاجم الكباري والتي تكون ممتلئة بالسيارات مما يؤدي إلى غرق بعضها أو التعثر في المشي، وحدثت حالات كثيرة من الوفاة خلال السنوات الماضية.

في أبريل/ نيسان الفائت تسببت السيول بغرق سيارة من طراز لكزز موديل، ونجاة من كان بداخلها من الغرق، حيث تداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات توثق الغرق وعملية الإنقاذ لحالتين، وعندما تهطل الأمطار يهرع سائقو المركبات في العادة للتوقف نهائيا خوفا من تدفق السيول.

خسائر مادية

"موسى الشرعبي" سائق سيارة أجرة بصنعاء، تعرضت سيارته للغرق في خط السير تعطلت كلياً واستمرت بين الماء، نحو ساعتين حتى هدأت السيول المتدفقة مما تسبب بأضرار كبيرة للمحرك بعد ان امتلأت بالماء وحدث لها كثير من الأعطال.

يقول موسى في حديث لـ "يني يمن" تدفق علينا السيل بطريقة مفاجئة وأنا كنت بالقرب دوار الرويشان في شارع حدة (أحد أشهر شوارع العاصمة صنعاء) متجه إلى المنزل بعد ان بدأ المطر بالهطول بغزارة وأنا أعرف مسبقاً انه من الصعوبة النجاة من السيول.

وأشار "تعطلت السيارة فجأة بعد ان تغطت إطارتها بالماء، ومن ثم تصاعد الماء حتى غمرت الكراسي واستمررت على هذا الحال لمدة ساعتين، وحدها سيارات رباعية الدفع من كانت قادرة على العبور في الماء الذي ارتفع نحو 70 سنتيمتر".

وتتعثر المركبات في الخطوط العادية والتي لا تعد موجهة للسيول القادمة من الجبال المحيطة بصنعاء، بسبب انهيار شبكة المجاري بشكل كلي، إما بخراب أو أنها ممتلئة بالقمامة ولم يتم تنظيفها، وغالبية شبكة المجاري بصنعاء أصبحت منتهية الصلاحية وبحاجة إلى صيانة كلية.

"السائلة" موت محقق

في محيط صنعاء القديمة كانت منذ القدم مصب للسيول المتدفقة من الجبال المحيطة بصنعاء، وبعد أن تم رصفها بالحجار في تسعينات القرن الماضي، ومع توسع المدينة أصبحت ممر للمركبات ويطلق عليها "السائلة" لكنها عندما تهطل الأمطار تتحول إلى تهديد حقيقي بالموت والغرق للمواطنين.

حيث تتدفق إليها السيول فجأة من كل أحياء وشوارع صنعاء، فمن يكون في تلك اللحظات ما زال يمشى بسيارته فيها تكون حياته معرضة للخطر، بحسب ما تحدث سكان في صنعاء القديمة لـ "يني يمن" والذين كانوا شهود على عشرات من حوادث الغرق.

وقال السكان "أن السائلة تكون مكان مميت وخاصة عندما تكون الأمطار غزيرة جدا، كثير من الأشخاص تم انقاذهم من الموت في اللحظات الأخيرة، بينما مركباتهم يكون مصيرها الغرق" ورغم هذه الكوارث لكن السلطات لم تتخذ أي إجراء خلال السنوات الماضية.

وتحولت كثير من مجاري السيول في العاصمة صنعاء إلى طرق للمركبات، مما زايد خطورتها دون اتخاذ إجراءات مرورية تغلقها أمام المركبات فور هطول الأمطار، بالإضافة إلى أن شبكة المجاري انتهت صلاحيتها ولم تعد تعمل على تصريف المياه، خلال السنوات الماضية.

أمراض وأوبئة

في الوقت الذي يعاني سكان صنعاء من الخراب الذي يطال شبكة مجاري "مياه الصرف الصحي" بشكل مزمن والتي تفاقمت بشكل كبير خلال العام الماضي، تأتي مياه الأمطار لتزيد من معاناة المواطنين بشكل كبير، حيث تختلط بالمياه العادمة وتتسرب للأحياء، مما تسبب أمراض واوبئة.

وتخلف السيول والأمطار خراب كبير في الطُرق وشبكة المجاري، مما يجعلها مكشوفة وتشكل حالة من الخوف لدى السكان، بسبب انتشار الأوبئة والأمراض، وتعمل ايضاً على تعطيل مصالح الناس في الأسواق حيث يضطر أصحاب المحلات التجارية لإغلاق محلاتهم بسبب حالة الركود لمياه الصرف الصحي بجوارها.

ولا تكترث سلطات ميلشيات الحوثي بصنعاء لهذه الكوارث التي تتسبب بكثير من الأمراض والخسارات للمواطنين، في الوقت الذي يستمرون في جباية كل الضرائب والإتاوات من التجار والمواطنين، حتى فيما يخص بند النظافة وإصلاح المجاري، لكن تلك الأموال تذهب لصالح حروبهم، ولا يرى المواطن أي مصلحة منها.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية