الانتخابات المحلية التركية

لأول مرة في تاريخ الديمقراطية التركية؛ تأخذ الانتخابات البلدية زخماً كبيراً كما لو كانت انتخابات عامة. اختلفت الانتخابات المحلية التركية للعام 2019 في استراتيجياتها وخطاباتها عن الانتخابات المحلية السابقة، حيث جرت العادة؛ في الانتخابات المحلية في تركيا، أن تطرح الأحزاب ومرشحو رئاسة البلديات؛ المشاريع التي سيقومون بها في المدن والمناطق، والمشاريع والخدمات الاجتماعية التي سيقدمونها للناس. كل حزب يختار مرشحيه للبلديات الصغرى وللمدن الكبرى، ويسعى لتهيئة الظروف له ليفوز، لكن في هذه الانتخابات؛ وكنتيجة جانبية للتحول للنظام الرئاسي؛ بززت ظاهرة التحالف بين الأحزاب في الانتخابات المحلية.

 أهم الأحزاب التركية التي شاركت في الانتخابات المحلية

  1. حزب العدالة والتنمية: يرأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو الحزب الحاكم في تركيا منذ 17 سنة، كما يعرف بأنه حزب محافظ.
  2. حزب الشعب الجمهوري: يرأسه كمال كليجدار أوغلو، ويمارس السياسة كحزب علماني يساري.
  3. حزب الحركة القومية: يرأسه دولت بهجلي؛ يعرف بأنه حزب قومي محافظ.
  4. الحزب الجيد: اسسته ميرال أكشنير ورفقاؤها بعد انفصالها عن حزب الحركة القومية، استطاع أن يتجاوز في الانتخابات الأخيرة نسبة الحد الأدنى لدخول البرلمان، رؤية الحزب الجيد السياسية قومية محافظ.
  5. حزب الشعوب الديمقراطي: يعرف بدفاعه عن القومية الكردية، كما يدعم حزب العمال الكردستاني المعروف منذ سنوات بممارسته الإرهاب في تركيا، وبسبب أنه يعرف في تركيا كجناح سياسي لحزب العمال الكردستاني؛ أغلب الأحزاب تمتنع عن التحالف معه.
  6. حزب السعادة: حزب محافظ اسسه نجم الدين أربكان، وينحدر منه رجب طيب أردوغان ورفقاؤه.

التحالفات

أتاحت التعديلات الدستورية التي تم قبولها في 16 نيسان/إبريل 2017 مسألة التحالفات بين الأحزاب في الانتخابات العامة، إلا أنها لم تطرح ذلك في الانتخابات المحلية.

لذلك التحالفات التي بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من جهة، وبين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد من جهة أخرى هي مختلفة عن تلك التحالفات التي كانت في الانتخابات العامة حيث كانت اتفاقات بينهم وليست رسمية.

لأول مرة تدخل الأحزاب التركية في تحالفات تخص انتخابات بلديات المدن الكبرى، والتي على رأسها إسطنبول وأنقرة ومرسين وأضنة.

 حيث قررت الأحزاب السياسية ترشيح مرشحين مشتركين - بناءً على صفقات سياسية قامت بها فيما بينها- في بعض المناطق والمقاطعات.

وتحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في 51 مقاطعة، وبناء على ذلك سينافس مرشحو حزب العدالة والتنمية في 27 بلدية كبرى، وسيبقى مرشحو حزب الحركة القومية في مرسين وأضنة ومنيسا باسم التحالف. بمعنى أن التحالف تم في المدن التي يخشى المتحالفون خسارتها بينما المدن التي لا يوجد بها قوة للتحالف المقابل فقد تنافس أقطاب التحالفات فيها .

واتفق تحالف الأمة المكون من حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد على التحالف في 51 منطقة تشمل 23 بلدية كبرى. وينص الاتفاق على دعم مرشحي الحزب الجمهوري في 13 بلدية كبرى ودعم مرشحي الحزب الحيد في 10 بلديات كبرى.

فترة تسمية المرشحين

كانت مسألة تسمية المرشحين لرئاسة البلديات مهمة لجميع الأحزاب، فقد كانت استراتيجية الانتخابات لحزب العدالة والتنمية؛ وكذلك استراتيجية خصومه قائمة على منع الطرف الآخر من الفوز أكثر من العمل للفوز.

المعارضة

نافس حزب الشعب الجمهوري  حزب العدالة والتنمية في بلديات إسطنبول وأنقرة بمرشحين ينحدران من أسر محافظة، حيث اتبع حزب الشعب الجمهوري استراتيجية ذكية بترشحيه لمنصور يواش المعروف بخلفيته القومية لرئاسة بلدية أنقرة، بهذا الترشيح كانت الفرصة مواتية لحزب الشعب الجمهوري في كسب أصوات المحافظين والقوميين بجانب أصوات ناخبيه التقليديين، وكان الحزب يدرك فاعلية تلك الاستراتيجية، حيث أن من الصعب جدا؛ أن يفوز برئاسة بلدية أنقرة إذا رشح شخصية يسارية، تأكيدا لذلك؛ استطلاعات الرأي الأولية مع بداية حملات الدعاية الانتخابية كانت تشير إلى أن منصور يواش سيفوز برئاسة بلدية أنقرة الكبرى.

كما هو الحال في أنقرة؛ اختار حزب الشعب الجمهوري مرشحًا استراتيجيًا جدًا لإسطنبول، فسمى أكرم أمام أغلوا مرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، رغم أن شخصية أكرم أمام لم تكن مشهورة؛ إلا أنه كان ناجح؛ خلال فترة رئاسته لبلدية بيلك دوزو التابعة لإسطنبول؛ حيث نفذ فيها العديد من المشاريع الناجحة. بجانب نجاحاته السابقة؛ ورغم أنه ترشح عن حزب الشعب الجمهوري إلا أن أكرم إمام يعرف بخلفيته المحافظة، وظهوره خلال الحملة الانتخابية في المساجد وقراءته للقرآن الكريم كان فيها رسالة فحواها: إنني ابن أسرة محافظة، كما هو الحال في أنقرة؛ حزب الشعب الجمهوري بخطوته هذه استطاع أن يسمي لإسطنبول شخصية يمكن أن يصوت لها اليساريون والمحافظون.

حزب العدالة والتنمية وعملية تسمية المرشحين

لإسطنبول أهمية كبيرة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان، فمنذ فوز رجب طيب أردوغان برئاسة بلدية إسطنبول في سنة 1994 كمرشح حزب الرفاه إلى يومنا هذا، أي لمدة 25 سنة كان الفوز ببلدية إسطنبول من نصيب حزب أردوغان، قام أروغان بعدد من المشاريع الناحجة خلال فترة رئاسته لبلدية إسطنبول، فقد قام بإجراءات مهمة في مجالات تطوير المواصلات وحل مشكلة المياه وتنظيم البيئة والنظافة وغيرها، نتيجة لهذا المشاريع المهمة بقيت إسطنبول في يد أروغان وحزبه لمدة 25 عام.

مدنية إسطنبول هي أكبر مدنية تركية وتمثل الماكينة المحركة للاقتصاد التركي، حيث قال اردوغان إحدى المرات أن من يخسر إسطنبول يخسر تركيا، فإذا كانت أنقرة هي العاصمة السياسية لتركيا، فإن إسطنبول هي عاصمتها الاقتصادية، لذلك خسارة إسطنبول لم تكن خياراً بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي كان من الضرورة أن يسمي  لها أقوى مرشحيه.

في هذا السياق؛ كان مرشح أردوغان لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى هو بن على يلدريم، الذي شغل من قبل منصب رئيس الوزراء، ومؤخرا؛ كان يشغل منصب رئاسة البرلمان، وما هذا إلا دليل على الأهمية الكبرى التي يوليها أردوغان وحزبه لإسطنبول.

كانت التقديرات قائمة على أن بن على يلدريم الذي شغل منصبي رئيس الوزراء ورئيس البرلمان من قبل؛ سيستطيع الحصول على دعم الناخبيين من خلال شخصيته المرنة غير المنغلقة، فيحصل على أصوات من معسكرات مختلفة، لهذا السبب؛ سماه أردوغان -واضعاً كل الاحتمالات نصب عينه-كمرشحه القوي لرئاسة بلدية إسطنبول.

على عكس إسطنبول؛ لم يكن مرشح حزب العدالة والتنمية لأنقرة بالقدر الكافي من القوة، فكان مرشح الحزب هو محمد أوزهسكي رئيس بلدية قيسري السابق عن حزب العدالة والتنمية، وكانت التحليلات المختلفة تشير إلى أن موقف أوزهسكي في أنقرة أمام مرشح المعارضة منصور يواش ضعيفاً، لدرجة صدور بعض التكهنات باستبدال أوزهسكي بوزير الداخلية سليمان صويلو، ولكن هذ لم يتحقق، ولم يعترف حزب العدالة والتنمية باستطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى فوز مرشح المعارضة في أنقرة بفارق كبير، وواصل دعمه للمرشح أوزهسكي.

العناوين الرئيسية للحملات الانتخابية

  1. تحالف الجمهور الحاكم
    1. اثارة قضية دعم حزب الشعوب الديمقراطي لتحالف الأمة

الرئيس أردوغان في خطاباته خلال الحملة الانتخابية؛ كان يقول من دون ذكر اسم تحالف الأمة؛ أن حزب الشعوب الديمقراطي يساند تحالف الذلة والفساد.

رغم أن حزب الشعوب الديمقراطي لم يعلن مساندته للتحالف بشكل رسمي، ذكرت رئيسة الحزب الجيد ميرال أكشنير أن الأصوات التي سيحصلون عليها في مدينة أغدير ستخصم على تحالف الجمهور؛ مما يفتح الباب لفوز حزب الشعوب الديمقراطي، ولهذا السبب فإن الحزب الجيد لن يعلن مرشحا لمدينة أغدير.

ويعود السبب وراء تصريحات أردوغان تلك؛ الى قرار حزب الشعوب الديمقراطي بعدم المشاركة في انتخابات المحافظات غير الكردية.

وذكر الرئيس المفوض لحزب الشعوب الديمقراطي سزاي تملي بأنهم سيشاركون في كل المحافظات التي سيشارك فيها الحزب الجيد. لكن الحزب لن يشارك في المحافظات والمحليات التي سيشارك فيها مرشحو حزب الشعب الجمهوري. رغم أن حزب الشعوب الديمقراطي أعلن أنه سيدعم مرشحي حزب الشعب الجمهوري في بعض المناطق والمحافظات كأزمير وبك أوغلوا، إلا أنه لم يدلي بتصريح فيما يخص المناطق الأخرى.

بينما رأى البعض أن هذه المواقف من حزب الشعوب الديمقراطي هو دعم غير مباشر لحزب الشعب الجمهوري، يرى البعض الأخرى أنه نتيجة للاعتقالات التي طالت منسوبيه لم يعد الحزب قادراً على المشاركة في بعض المناطق.

2-1 مسألة البقاء

من أكثر النقاط الاستراتيجية التي عمل عليها حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية قائمة على مسألة بقاء الدولة التركية. والادعاء أن تركيا ستعيش مشاكل أمنية كبيرة في حال فوز المعارضة، وتذكير الناخب بتهديد حزب العمال الكردستاني داخليا وتهديد حزب الاتحاد الديمقراطي "مقره سوريا" من الخارج، وفي حالة الخسارة فإن الضغوط الغربية بالتحديد من الولايات المتحدة الأمريكية ستتضاعف، وقدمت الأزمة الاقتصادية في تركيا ومسألة تراجع الليرة التركية أمام الدولار للناخب على أنها مؤامرة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الخارجية ضد تركيا. وقد طرح كل من الرئيس أردوغان وزعيم حزب الحركة القومية باهجيلي هذه الحجج واتهموا تحالف حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد بالتعاون مع حزب الشعوب الديمقراطي.

حاول الجانب الحكومي شرح كل هذه الحجج للشعب من خلال وسائل الإعلام التي يسيطر عليها بما فيما من قنوات تلفزيونية وصحف يومية، وكان الحديث في برامج الدعاية التلفزيونية يشير إلى أن المشاكل الإقتصادية التي تعيشها تركيا ماهي إلا مؤامرات من دول خارجية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

التركيز على الأوضاع قبل مجيء حزب العدالة والتنمية

يواجه حزب العدالة والتنمية مشكلة في الجيل الجديد" جيل الالفية" في حملته الانتخابية والذين اتو بعد استلامه السلطة، حيث لم يعايشوا الفترة التي كان فيها الحزب الجمهوري حاكماً لتركيا وكيف كانت البلديات والمعيشة بشكل عام سيئة آنذاك، حيث يطالب هذا الجيل بمعيشة متطورة حسب النمط الغربي ولا يعون مدى التغيير الذي أحدثه العدالة والتنمية خلال سنين، ولذلك ينجذب الكثير منهم لخطابات المعارضة التي تعمل جاهدة لاستقطابهم وتعدهم بوعود كثيرة تلبي المطالب التي ينادون بها.

لذلك حرص الحزب ومن خلال الشاشات الكبيرة في أماكن التجمعات التي أقامها ووسائل إعلامه بشكل مكثف على بث صور وفيديوهات بعنوان" من اين الى اين" حيث بينت هذه المواد الفرق الواضح وانجازات الحزب على مدار 17 عاماً من توليه السلطة وكذلك الوضع السيئ قبل مجيئه.

تابع هذا الفيديو حيث يعرض الرئيس اردوغان فيديو لاعمال الحزب في إسطنبول وإسطنبول قديماً وهكذا عمل في اغلب المدن التركية .

https://www.youtube.com/watch?v=BcznQxZv_7c&t=73s

  1. تحالف الأمة المعارض

 نفى حزب الشعب الجمهوري وحليفه الحزب الجيد مسألة التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي، وكان خطابهم للناخبين حول أن تركيا لا تواجه أي مشكلة تهدد بقاءها كدولة، وإنما المشكلة الحقيقة هي الأزمة الاقتصادية القائمة، دلائلهم لهذا الطرح كانت ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات وانخفاض سعر صرف الليرة أمام العملات الصعبة، مما اضطر الحكومة الى عمل مراكز بيع مدعومة في المدن الكبرى كأنقرة واسطنبول بهدف بيع الخضروات بأسعار مخفضة لكنها لم تؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى المستوى المطلوب في عموم البلاد.

واتهمت المعارضة السلطة الحاكمة بالفشل في السياسيات الاقتصادية الحكومية وانها هي السبب في ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، وكذلك انخفاض الليرة أمام الدولار.

 أخبر قادة المعارضة الناخبين أن ضعف السياسات الحكومية في مجالات عديدة بما فيها الزراعة أدى إلى ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات في إسطنبول وغيرها من المدن الكبرى.

2-2 ميرال آكشنير

تعد ميرال آكشنير أول أمرأة تتولي منصب وزير الداخلية في تركيا، كان ذلك في 3 أكتوبر 1996 عقب واقعة سوسورلك، التي تسببت في استقالة محمد آغير الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة التركية الرابعة والخمسين التي تشكلت في 28 يونيو 1996 برئاسة نجم الدين أربكان، وتكونت من تحالف حزب الرفاه وحزب الطريق المستقيم، استمرت آكشنير في المنصب إلى 30 يونيو 1997 أي إلى أن حلت الحكومة المذكورة بعد إنقلاب 28 فبراير/شباط.

 أعلنت لاحقا في 4 سبتمبر 2001 استقالتها خلال مؤتمر صحفي من حزب الطريق المستقيم وانضمامها لمركز الأبحاث السياسية التابعة لمكتب عبد الله قول، وكان ذلك بعد أن انفصل عبد الله قول ورجب طيب أردوغان من حزب الفضيلة وأسسا الجناح التجديدي.

ولكن بعد فترة قصيرة؛ انفصلت عن الجناح التجديدي قائلة إنهم خيبوا آمالهم، "فما هم إلا امتداد لخط الرؤية القومية"، وانضمت في 3 أكتوبر 2001 إلى حزب الحركة القومية، وترشحت لرئاسة الحزب وفازت بالمنصب، إلا أن المحكمة أبطلت نتائج انتخابات الحزب، فانفصلت من الحزب هي وعدد من رفقائها وأسسوا الحزب الجيد.

كانت عبارة إرهابي التي استخدمت خلال الجدل الكلامي بين أردوغان وميرال آكشنير في فترة الحملات الانتخابية من أكثر المواضيع التي أثارت جدلا، حيث قالت آكشنير في خطاب لها أمام أنصارها في أنطاليا كيف حالكم يا إرهابيي أنطاليا، علكم بخير؟ في رد وضوح لأردوغان الذين كان يقول بأن هؤلاء يتعاونون مع الإرهابيين، أدى ذلك إلى غضب أردوغان حتى قال بأنه سيقاضيها؛ كان ذلك إيماءً بأن آكشنير تواجه حكما بالسجن.

بالمقابل؛ كانت آكشنير تظهر في خطاباتها الجماهيرية بحقيبتها قائلة ها أنا هنا، تفضل خذني إلى السجن.

  1. حزب الشعوب الديمقراطي الكردي

يمثل حزب الشعوب الديمقراطي لعدد كبير من الناخبين الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني المصنف في تركيا كمنظمة إرهابية، تصريحات مسؤولي الحزب المثيرة للجدل ومشاركة نواب الحزب في البرلمان في مراسم جنائز قتلى المنظمة الإرهابية تمثل مصدر إزعاج لغالب الناخبين، جميع الناخبين الأتراك من يساريين ويمنيين ومحافظين؛ حتى في أسوأ الظروف يلتقون عند نقطة الوطن كأرضية مشتركة. لذلك تجدهم متحدين فيما يتعلق بمواجهة التهديدات الإرهابية والتدخلات الخارجية، لهذا السبب جميع الأحزاب السياسية في تركيا بما فيها حزب الشعب الجمهوري يبتعدون عن العمل مع حزب الشعوب الديمقراطي، ولنفس السبب أيضا؛ ينفي حزبا الشعب الجمهوري والجيد ادعاءات حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية فيما يخص التحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي. من جانبه؛ يؤكد حزب الشعوب الديمقراطي بشكل مستمر دعمه للأحزاب المنافسة للعدالة والتنمية؛ رغم نفي الأطراف المعنيين بشكل صريح، حيث لم يقوم حزب الشعوب الديمقراطي بالمشاركة في الانتخابات في إسطنبول وأنقرة والمدن الكبرى الأخرى ووجه ناخبيه بالتصويت لمرشحي تحالف الأمة.

الحملة الانتخابية لحزب الشعوب الديمقراطي

لنضع مسألة التحالف معه جانبا؛ جميع الأحزاب السياسية في تركيا لا ترغب حتى أن تذكر خلال الحديث عن حزب الشعوب الديمقراطي. بنى الحزب المعروف بقربه من حزب العمال الكردستاني استراتيجيته الانتخابية حول أولوية لابد أن يخسر حزب العدالة والتنمية، حزب الشعوب الديمقراطي غير المشارك بشكل رسمي في تحالف الأمة؛ لم يشارك في انتخابات بلديات أنقرة وإسطنبول، هذا يعني دعمه للتحالف المذكور بشكل غير مباشر.

فسرت تصريحات الرئيس المفوض سزاي تمللي رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في أحدى خطاباته أمام المجموعة البرلمانية لحزبه على أنها دعم ضمني لتخالف الأمة، حيث قال: سنفوز في كردستان، سنسعى لأن يخسر حزبا العدالة والتنمية الحركة القومية في الغرب.

وكذلك كانت تصريحات تمللي الأخيرة مثيرة للجدل، حيث قال إذا ما فاز منصور يواش في أنقرة وأكرم إمام أغلوا في إسطنبول، فذلك بسبب دعم حزب الشعوب الديمقراطي.

الرئيس أردوغان من جانبه عرض تصريحات تمللي ومسؤولين حزب الشعوب الآخرين في خطاباته الجماهيرية؛ ليؤكد للناخبين مسألة تعاون تحالف الأمة مع حزب الشعوب أي التعاون مع جناح سياسي لمنظمة إرهابية.

حيث قال أردوغان "لقد توسع تحالف الهدم، حيث انضم لهم أعضاء جدد قبيل 31 مارس، من لا يوجد في هذا التحالف؟، الكل هناك، هناك الأحزب المساندة للانفصاليين، هناك رؤساء المناطق الذين يصفون دولتكم بالإرهابية، هناك المغفلين الساعيين لنصب تماثيل لقتلة الأطفال الرضع في الجنوب، هناك من يتصورون مع مجرمي حزب العمال الكردستاني ، مع أي سيدة تصور السيد كمال في ألمانيا، تصور مع السيدة التي تساند الإرهابيين في البرلمان الألماني، هنالك أيضا العصابات التي تدعوا لانقلاب، هناك الحمقى الذين يقولون الظلم بدأ في 1453 أي مع قيام الدولة العثمانية هناك قليلو الأدب الساعون للتشويش على الأذان المحمدي في قلب إسطنبول".

وسائل الأحزاب السياسية للفوز

  1. الاتهامات المتبادلة

1-1 بعض الادعاءات حول المرشح لرئاسة بلدية أنقرة منصور يواش

اتهم حزب العدالة والتنمية مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية أنقرة منصور يواش بإصدار سندات مزورة، الرئيس أردوغان والمتحدث باسم الحزب وعدد من مسؤولي حزب العدالة التنمية اتهموا منصور يواش بإصدار سند مزور، واشاروا إلى عدم إمكانية فوز محتال برئاسة بلدية أنقرة.

شغل هذا الموضوع الإعلام التركي لفترة من الوقت، مما اضطر يواش إلى عقد مؤتمر صحفي لتكذيب هذه الادعاءات، حيث كانت هذه الادعاءات مادة خام لحزب العدالة والتنمية خلال فترة الحملات الانتخابية.

في المقابل؛ قالت المعارضة إن الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وما هي إلا حملة مضادة لنتائج الاستطلاعات التي أظهرت أن فرص فوز منصور يواش برئاسة بلدية أنقرة كبيرة.

1-2 ليس لدينا اقليم اسمه كردستان

خلال الحملة الانتخابية عرض أردوغان في شاشات عرض كبيرة مقاطع فيديو لمسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي، تحدث قائلا هل لدينا إقليم اسمه كردستان؟ تفضلوا، انظروا! يقولون إننا سنفوز في كردستان، رجاء اتركوا تركيا، اذهبوا إلى الجنوب، هنالك اقليم اسمه كردستان في العراق، اذهبوا إلى هناك، لكننا في تركيا ليس لدينا اقليم بهذا الاسم، لدنيا اقليم الأناضول في جنوب شرق البلاد، ولدينا اقليم الأناضول الشرقي، ولدينا اقليم البحر الأبيض المتوسط، ولدينا اقليم البحر الأسود، ولدينا اقليم الأناضول الأوسط، ولدينا اقليم أيجة لكن ليس لدينا اقليم باسم كردستان، الآن! مع من هؤلاء؟ هؤلاء في صف حزب الشعب الجمهوري وفي صف الحزب الجيد، يقولون ليست لنا علاقة بهم، كيف ليست لديكم علاقة بهم؟ اسماؤكم في نفس القوائم

  1. التركيز على أوضاع الاقتصادية: كما هو في الوضع في كل دول العالم؛ لعبت الأوضاع الاقتصادية دورا كبير في تحديد خط سير الانتخابات التركية، من أهم الأسباب التي دعت إلى تأسيس حزب العدالة والتنمية كان فشل الحكومات التي قبله في المجال الاقتصادي، وما نتج عن ذلك من أزمات اقتصادية في تركيا آنذاك، موجة الغلاء التي بدأت في التسعينات، فقدان الليرة لقيمته أمام الدولار في تلك الفترة؛ أفقد المواطنين الآمال فيما يتعلق بالأحزاب القائمة، في ظل هذا الوضع استطاع حزب العدالة والتنمية الذي تأسس حديثا؛ أن يفوز بالأغلبية في انتخابات 2002 والحكومات المتعاقبة منذ ذلك الوقت مما أتاح له تشكيل الحكومة منفردا.

في تلك الفترة؛ فشل عدد كبير من الأحزاب في الحصول على الحد الأدنى لدخول البرلمان واختفوا عن الساحة السياسية التركية.

كانت النجاحات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية هي سبب بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة لـ 17 عاما، سير الاقتصاد بشكل جيد كان السبب الرئيسي في فوزه بنتائج كبيرة في جميع الانتخابات التي شارك فيها.

لكن مع الأزمة الاقتصادية الأخيرة؛ برزت مسألة عدم الرضا عن أداء الحزب، حيث تأثرت القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة لارتفاع أسعار الفواكه والخضروات من جانب؛ ونتيجة لفقدان الليرة التركية لقيمته أمام الدولار من جانب آخر.

بالتالي فإن محاسبة حزب العدالة والتنمية في انتخابات 31 مارس هي مسألة لا مفر منها.

وكانت أحزاب المعارضة مدركة للأمر؛ فاستغلت الوضع، وبنت خططها الانتخابية على أن سبب الأزمة الاقتصادية هي السياسات السيئة لحزب العدالة والتنمية.

شكايات المواطنين من معدلات البطالة المتزايدة أيضا أمر لم يمكن تجاهله في الانتخابات.

أحزاب المعارضة ركزت بشكل كبير في خطاباتها الجماهيرية وتصريحاتها حول مسألة الغلاء الشديد في عموم البلاد، أشارت إلى أن استيراد المنتجات الزراعية؛ في بلد زارعي كتركيا أن دل أنما يدل على إفلاس السياسات الزراعية.

حاولت الحكومة تخفيض أسعار الخضروات والفواكه بشكل مؤقت من خلال فتح مراكز البيع المدعومة واستيراد بعض المنتجات الزراعية من الخارج، لكن لم يؤدي ذلك إلى انخفاض الأسعار إلى المستوى المطلوب.

في سياق آخر؛ أثر فقدان الليرة لقيمتها أمام الدولار سلبا على المواطنين وعلى الشركات التجارية المرتبطة بأعمال مع الخارج، كل هذه الأسباب كانت كرت رابح في يد المعارضة، لم تفوت المعارضة فرصة استخدام هذا الكرت الرابح بعدما فشلت في خلق خطاب قوي ضد حزب العدالة والتنمية في الفترات السابقة.

  1. الأمن: تركيا كافحت ضد حزب العمال الكردستاني الإرهابي لفترة تقارب الـ 40 سنة، نتيجة لاستشهاد الآلاف في هذه الحروب؛ أصبح المجتمع التركي شديد الحساسية في مسألة محاربة الإرهاب، ويظهر ذلك جلياً في مشاركة المئات وربما الآلاف في مراسم دفن ضحايا الهجمات الإرهابية.

في الوقت الذي كانت تحارب فيه تركيا حزب العمال الكردستاني؛ اندلعت الحرب الأهلية السورية فأتاحت لحزب الاتحاد الديمقراطي –الذي يمثل الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ويجد دعما أمريكيا-فرصة العمل لبناء منطقة مستقلة ذاتيا.

سعت تركيا لإفشال الخطط الأمريكية عن طريق القيام بعملية عفرين العسكرية داخل الحدود السورية، رغم ذلك لم تتلاشى تلك الظروف التي تمثل تهديداً كبيراً للأمن القومي التركي.­­

بجانب العمليات الإرهابية؛ سياسات الدول الغربية في المنطقة تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تشكل تهديدات للأمن والاقتصاد التركيين، على رأس تلك السياسات العمل على إنشاء دولة كردية في سوريا تتاخم الحدود التركية، استخدام حزب العدالة التنمية هذه التهديدات خلال حملاته الانتخابية؛ ليؤكد أنه في حالة ضعفه سياسيا؛ فإن تركيا ستواجه تهديداً مصيريا يهدد بقاءها كدولة.

الوسائل التقليدية والحديثة في الحملات الانتخابية.

ركزت الأحزاب المتنافسة على الاستفادة القصوى من الإعلام الحديث حيث استخدمت تقريباً كل وسائل التواصل الحديثة بشكل لافت وكثيف خلال الحملة الانتخابية وكانت الإعلانات المروجة تملأ الصفحات في الفيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستقرام وغيرها من وسائل التواصل الحديثة.

 بالإضافة لوسائل التواصل التقليدية كاللوحات التقليدية في الشوارع وعلى واجهات الأبنية والطرقات والإعلانات التلفزيونية والمطبوعات الورقية كانت شعارات الأحزاب السياسية في الانتخابات لافتة للنظر حيث استخدم حزب العدالة والتنمية مصطلح "بلديات متطوعة" حيث تشير هذه الجملة الى أن الحزب سيقدم الخدمة للناس في البلديات بلا مقابل.

واستخدمت المعارضة شعار " نهاية مارس يحل الربيع" حيث يدل هذا الشعار على ان عهد حزب العدالة والتنمية كان شتاء قارس وان نهاية مارس أي منذ يوم الانتخابات سيحل الربيع لينهي هذا الشتاء.

كانت من الحملات الانتخابية الناجحة حملة أكرم إمام أغلو مرشح المعارضة الفائز في إسطنبول وسنأخذها هنا كمثال. وسنلخصها على شكل نقاط كالآتي:-

  1. ركز مرشح المعارضة في خطابه على الوحدة الوطنية والأوضاع الاقتصادية جنباً الى جنب مع المشاريع الكبيرة بينما تركز خطاب الخصم على إنجازاته في إسطنبول والمشاريع المستقبلية، لم يتبنى أفكار حزبه العلمانية المتشددة ولم يتبنى أي خطاب للكراهية تجاه المنافسين بالرغم من اتهامه وحزبه بالإرهاب بل كان يقول دايما انه سيحتضن الجميع، وانه يحمل رسائل سلام ومحبة للجميع وان إسطنبول ستحكم عبر الجميع واستقطب بهذا الخطاب المعتدل الكثير من أنصار حزب العدالة والتنمية والمستقلين المترددين.
  2. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ممتاز. فكانت كل خطاباته ولقاءاته ومشاركته للناس تبث مباشر في صفحته بالفيس وتويتر ويوتيوب واستخدم فيديوهات قصيرة ومول هشتاقات في تويتر كما عمد الى توجيه رسائله للناس والخصوم عبر هذه الوسائل أيضاً واستخدم الإعلانات الممولة بكثرة للمنشورات وكان حتى يعمل فيديوهات مباشرة للرد على الأسئلة بما فيها المعارضة له بوجه ضاحك ورحابة صدر.

تابع كل فيديوهات الحملة الانتخابية للمرشح أكرم إمام أغلو (تبداء فيديوهات الحملة من شهر 12/2018 إلى نهاية شهر 03/2019) في قناة المرشح  على اليوتيوب:

https://www.youtube.com/user/ekremimamolu/videos

  1. قربه من الناس حيث نزل للأسواق والمراكز العامة والحدائق ورقص مع الشعب وغنى في الحفلات وعمل خطابات في كل مديريات إسطنبول تقريباُ وركز في خطابه على كل شرائح المجتمع وكان له مواقف مضحكة وطريفة أيضا مع الناس انتشرت بسرعة وأعجب الناس ببساطته واهتمامه بهم.
  2. الخطابات واللقاءات. حيث القى خطابات في كل مناطق إسطنبول وكان موفقا في كل خطاباته ولم يقدر الطرف المنافس اخذ زلات عليه وشارك في قنوات كثيرة منها تابعة للحزب الحاكم ورغم مهاجمته فيها الى انه تغلب على المذيع بفطنته وذكائه ووصل رسالته عبر إعلام المنافسين.
  3. حرص على اظهار تدينه حيث قرأ سورة (يس) في جامع السلطان أيوب حداداً على احداث نيوزيلندا وزار كثير من العوائل المحجبة لبيوتهم ولم يحمل خطابه أي تطرف كونه من أسرة محافظة وبذلك أذاب التخوف من ان المعارضة العلمانية سوف تقوم باضطهاد المتدينين كما كان في السابق وأحرق كرت مهم كان يستخدمه العدالة والتنمية.
  4. الاهتمام بالمناسبات والتفاصيل الصغيرة في غب الحملة الانتخابية وتهنئة بعيد الام والطفل مثلا واعياد المسيحيين واليهود والمسلمين وظهوره دائم الابتسامة والمرح رغم ضغط الحملة الانتخابية وقوة الخصم.

مكنت هذه الحملة الناجحة أكرم إمام أوغلو من الفوز على بن علي يلدرم رئيس الوزراء السابق وصاحب السياسي العريق والمشاريع العملاقة في إسطنبول وعموم تركيا.

 

تقييم نتائج الانتخابات

أنجزت تركيا الانتخابات المحلية رغم زخمها الكبير؛ والتي أوصل فيها الشعب رساءله لحزب العدالة والتنمية بدقة كبير لا تشاهد إلا في ميادين الصاغة.

بناء على نتائج الانتخابات؛ خسر حزب العدالة والتنمية مدن كبرى كأنقرة وإسطنبول وأضنة وإزمير، كانت هذه أكبر خسارة انتخابية يتجرعها الحزب خلال 17 عاما، بذلك أكد الشعب لحزب العدالة والتنمية ضرورة القيام بالإصلاحات المطلوبة لمواجهة أزمة البطالة ومشكلات الاقتصاد وكذلك ضرورة إعادة النظر حول بعض القوانين، الشعب الذي صوت لصالح المعارضة في بلديات المدن الكبرى؛ صوت لصالح حزب العدالة والتنمية في بلديات المناطق الفرعية، بهذه الخطوة خلق الشعب توازنا سياسيا بين أحزاب المعارضة والحكومة بحيث يكون رئيس البلدية معارضة وأعضاء مجلس البلدية والمقاطعات من الحزب الحاكم وكلا يراقب الاخر.

رغم خسارة حزب العدالة والتنمية لعدد كبير من المدن؛ إلا أنه حصل على 44% من مجموعة أصوات الناخبين، ولا شك أن ضعف الحكومة في السياسة الخارجية كان له دور كبير في تحديد اختيارات الناخبين، بالتالي لا يجب أغفال مسألة المخاوف الأمنية للشعب التركية حيال سياسات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى تجاه بلاده.

في هذه الانتخابات؛ أوصل الشعب رسالته لحزب العدالة التنمية بأن أمامه أربع سنوات ونصف؛ عليه أن يصحح فيها الأوضاع، إذا لم يتم ذلك؛ فإنه سيسحب منه التفويض والسلطة لصالح لمعارضة إن دعت الضرورة.

معسكر المعارضة

بالنسبة لمعسكر تحالف الأمة؛ كان لحزب الشعب الجمهوري النصيب الأكبر في الفوز بالبلديات، نتيجة للتحالف تمكن حزب الشعب من الفوز بكبرى مدن البلاد، صوت الشعب لصالح المعارضة في البلديات الكبرى لكنه صوت للحكومة في مستوى المجالس الرقابية، فرؤساء البلديات قد لا يتمكنون من اجراء قرارتهم؛ لأن أغلبية اعضاء مجالس البلديات تم اختيارهم من مرشحي حزب العدالة والتنمية، وهذا الوضع يجعل رؤساء البلديات دقيقين في قرارتهم.

رسالة الشعب

أراد الشعب إبلاغ الحكومة بضرورة التعجيل في إيجاد حلول لمشاكل الاقتصاد والغلاء والبطالة، وضرورة العمل على إجراء الاصلاحات العدلية المطلوبة، وكذلك ضرورة انتهاج سياسة خارجية فعالة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعب الذي يدرك أن هناك مشاكل أمنية خطيرة تواجهها المنطقة وخاصة تركيا، أراد أن يبعث رسالة مفادها القوة والوحدة للعالم الخارجي؛ فلم ينتقص من نسبة أصوات الحكومة لكنه وجه لها رسائل بالغة حيث قال اردوغان في خطاب النصر يوم الانتخابات انه فهمها وسيعمل على الإصلاح من اليوم الثاني للانتخابات.

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية