دراسة : الحوثيون يستغلون "غزة" لتبرير أجندتهم الخاصة وتعزيز شرعيتهم الانقلابية
أصدر مركز يني يمن الإعلامي دراسة تحليلية حديثة بعنوان: "الحوثيون.. هل يقاتلون حقًا لأجل غزة؟"، سلّطت الضوء على الدوافع الحقيقية وراء انخراط جماعة الحوثي في التصعيد العسكري في البحر الأحمر، والترويج لأنفسهم كـ"مدافعين عن غزة"، في ظل اتهامات متزايدة بتوظيف هذه القضية لتكريس حكمهم وتعزيز شرعيتهم كسلطة أمر واقع في اليمن.
وأفادت الدراسة أن الحوثيين، رغم شعاراتهم الصاخبة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يخوضون هذه المواجهات انطلاقًا من مبدأ نضالي خالص، بل لأهداف سياسية داخلية وخارجية أبرزها "شرعنة سلطتهم" وبناء صورة جديدة تخفي سجلهم الطويل في الانتهاكات بحق اليمنيين، وتعويض افتقارهم للمشروعية السياسية والدستورية.
وأشارت الدراسة إلى أن تحركات الحوثيين الإقليمية، لا سيما في البحر الأحمر، جاءت بتنسيق غير مباشر مع أجندات إيرانية، وسط تواطؤ دولي مكّن الجماعة من التمدد وتكريس نفوذها، مستغلة غياب موقف دولي حازم ضد انقلابهم، والتلاعب بالخطاب الإنساني عبر منظمات ولوبيات بحثية موالية.
وأكدت الورقة أن جماعة الحوثي نجحت في تصوير مواجهتها مع إسرائيل والولايات المتحدة كأعمال "بطولية"، تهدف لتحشيد الجماهير وكسب تعاطف محلي وإقليمي، في حين أنها تستغل هذه العمليات لتحصيل مكاسب مالية ضخمة من رسوم عبور السفن، يُقدّر بعضها بنحو 180 مليون دولار شهريًا.
وبيّنت الدراسة أن ممارسات الحوثيين القمعية، من مصادرة الحريات وتعذيب المعتقلين وتجويع السكان، تتنافى مع مزاعم "النضال من أجل فلسطين"، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى صدقية خطابهم الإعلامي والسياسي.
وذكرت الدراسة أن التحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا، لا يهدف إلى القضاء على الحوثيين بشكل نهائي، بل يسعى لتأديبهم وتحييدهم جزئيًا، مع الاحتفاظ بهم كورقة ضغط لخدمة أجندات دولية وإقليمية، ما يساهم في إطالة أمد الأزمة اليمنية.
وخلص التقرير إلى أن الحوثيين يواجهون مستقبلًا غامضًا؛ إذ أن مغامرتهم الأخيرة قد تعرّضهم لعقوبات قاسية، لكنهم في الوقت ذاته يستثمرون تعقيدات الملف اليمني وتعدد الأطراف الدولية المتدخلة للبقاء أطول فترة ممكنة في السلطة، متحصنين بشعارات المقاومة والمظلومية.
للاطلاع على الدراسة: من هنـــــــا
للاطلاع على الدراسة: من هنـــــــا

التعليقات