الحشود المقهورة.. وسيلة الحوثيين لتضليل المجتمع الدولي
في لقاء جمعنا بالسفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، مطلع ديسمبر 2019، استغرب السفير من قدرة الحوثيين على حشد اليمنيين في المسيرات التي يقيمونها في صنعاء بين الوقت والآخر.
في الحقيقة، هذه ملاحظة يضعها كثير من المتابعين للشأن اليمني لاسيما المتابع الغربي. يشعرون بالحيرة.. كيف يستطيع الحوثيون إخراج آلاف اليمنيين إلى الميادين ليهتفوا بشعاراتهم؟ ألا يعني ذلك أن للحوثيين شعبية كبيرة؟ وأن ما يقال عن عنصرية الحوثيين وعدم تمثيلهم للشعب اليمني أو حتى جزء كبير منه يعتبر غير واقعي؟
على من يطرحون هذه الأسئلة أن يقتربوا من الواقع اليمني أكثر، ولا يعتمدوا، في تكوين قناعاتهم، على المعطيات والبيانات التي يتلقونها عبر شخصيات يمنية غير متخصصة أو منحازة أو ما تبثه بعض المؤسسات الإعلامية الحوثية أو العالمية المتأثرة بالتجاذبات السياسية اليوم.
استطاعت عصابة الحوثية السيطرة على العاصمة صنعاء وبالتالي تحكمت بكل مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. هي تتحكم اليوم بالمال والأعمال والوظيفة العامة والخاصة والبنك المركزي والمدرسة والجامعة والمسجد والجيش والأمن ووسائل الإعلام، وقد حولت هذه المؤسسات والإمكانيات لأدوات قهر وتطويع اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
سألت الكثير لا سيما من يعيشون خارج صنعاء: لماذا تقطعون هذه المسافة لتشاركوا في مسيرات الحوثيين وأنا أعرف بأنكم ضدهم؟! يجيب رب الأسرة بأنه إذا لم يخرج معهم فسوف يحرم من أسطوانة الغاز المنزلي والسلة الغذائية، ويجيب الطالب في المدرسة أو الجامعة بأنه إذا تغيب عن الخروج فسوف يرسب أو يحرم من الدرجات، وفي المقابل إذا أظهر التزامه بحضور فعاليات الحوثي فسوف يحصل على درجات أكثر وسينجح دون أن يجتهد ويتعب في المذاكرة. ويجيب الموظف في المؤسسات الحكومية والخاصة بأنه سيحرم من حقوقه إذا تغيب عن حضور هذه المسيرات والفعاليات.. وهكذا، ربطوا مصالح الناس واحتياجاتهم اليومية بالالتزام بفعالياتهم وأنشطتهم التي لا تتوقف طوال العام.
بعد ست سنوات من الحرب، يجد كثير من اليمنيين أنفسهم مضطرين لمسايرة الحوثيين كي يحصلوا على أبسط حقوقهم. وهذا كان أحد أهدف الحوثيين من وراء تجويع اليمنيين وحرمانهم من مرتباتهم وأعمالهم.
الحشود المقهورة.. هي تلك التي نشاهدها في قنوات الحوثيين والمنظومة الإعلامية الإيرانية والموالية لها في المنطقة بشكل دائم.. ثمة حوثيون يشاركون في هذه المسيرات عن قناعة وإيمانًا بالفكر الحوثإيراني بلا شك، لكن أغلب هؤلاء يدعون انتسابهم للعرقية الهاشمية التي ينتمي إليها عبدالملك الحوثي وبالتالي يصطفون عرقيًا مع عبدالملك الحوثي. أما أغلب اليمنيين فقد خرجوا قسرًا وحرصًا على الرغيف بعد تجويعهم وحرمانهم من حقوقهم.
“الحشود المقهورة”.. سلاح حوثي يستخدم لتضليل المحتمع الدولي، وعلى كل فرد منا مسؤولية تعطيل هذا السلاح من خلال إيضاح الحقيقة والتأكيد للعالم بأن اليمنيين باتوا في حكم الرهائن عند هذه الجماعة الإرهابية العنصرية.
التعليقات