برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

من البلقاء إلى البلق

جهز النبي صلى الله عليه و سلم جيشا بعثه نحو الشام و هو ما يعرف بغزوة مؤتة التي هي في الأردن ، ثم تحرك إلى البلقاء، و كان عدد الجيش ثلاثة آلف رجل ؛ و لأهمية المعركة، عين له ثلاثة من القادة : زيد بن حارثة فإن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة.

 

   و معلوم أن الثلاثة القادة استشهدوا تباعا في مواجهة حامية الوطيس مع جيش من الروم و العرب.

 

 

 

    و قد أخبر النبي الصحابة باستشهاد القادة الثلاثة، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم نعى زيدا و جعفرا و ابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب و عيناه تذرفان، حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم".

 

 

 

     ما أشبه الليلة بالبارحة، و ما أشبه البلقاء. في أرض الأردن، بالبلق من أرض اليمن،  و ما أشبه  المشهد بالمشهد، و ما أشبه الآخِر بالأول " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " .. و ما أشبه الروم بالفرس، و ما أشبه الزنابيل بعرب ذلك الزمن الذين ساندوا الروم ضد إخوانهم.

 

 

 

   كما تتابع زيد و جعفر و ابن رواحة استبسالا و استشهادا في قلب المعركة ؛ تتابع مثلهم شعلان، و الحوري، و الصلوي؛ استبسالا و استشهادا .

 

 

 

   -  أخذ الراية عبدالغني شعلان، فواجه الأعداء بلا هوادة، و قاتل البغاة بلا تردد :

 

 

 

         و أثبت في مستنقع الموت رجله

 

         و قال لها من تحت أخْمُصِك الحَشْرُ

 

 

 

    فقاتل بشجاعة و إقدام، حتى لقي ربه مقبلا غير مدبر :

 

 

 

     و ما مات حتى مات مضرب سيفه

 

     من الطعن واعتلت عليه القنا السُّمْرُ

 

 

 

   و صدق فيه قول القائل :

 

 

 

          بين اللّظَى صقرُ المعارك قاما

 

          قصف  المدافع  عنده  أنغاما

 

 

 

         هزّاتُ سيفك كالنهار مُضيئةٌ

 

       تُجْلِي عن المتحوّث الإظلاما

 

 

 

     فأخذ الراية نوفل الحوري، فقاتل قتال الأبطال، و نازل نزال الفرسان، و لسان حاله يقول :

 

 

 

         و إذا الجبان نهاك يوم كريهة

 

          خوفا عليك من ازدحام الجَحْفل

 

 

 

          فاعصِ مقالته و لا تحفل بها

 

         و اقدم إذا حُقّ اللقا في الأول

 

 

 

   فمضى يحصد المجرمين، و يهدّ صفوف المعتدين، حتى استشهد .. فأخذ الراية أمجد الصلوي، و خاض بها لهيب المعركة  دون خوف أو تردد، و مضى يقتحم الوطيس :

 

 

 

      يغشى الوقائع مثل طود شامخ

 

      تلقاه دوما في الوغى همّاما

 

 

 

      بالمدفع الرشاش و هو مكبّر

 

      يُصْلِي العِدا و يحطم الإجراما

 

 

 

      لن نستكين فشعبنا يَهْوَى الذُّرَى

 

      إن  اليماني  مثل  ليث  قاما

 

 

 

    و مضى شاهرا بندقيته  يدك بها مليشيا الكهنوت، حتى استشهد .

 

 

 

   فأخذ الراية مَن بعدهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، و هم سُيوف من سيوف البطولة و الأمجاد، قاتلوا باستبسال غير هيّابين، و قاتلوا دون خوف أو وجل، و كأني بهم كانوا يرددون جميعا :

 

 

 

          سبيل الموت غاية كل حُرٍّ

 

          فداعيه لأهل الأرض  داعي

 

 

 

   فلله درهم جميعا، ثبات، و صمود، و استبسال :

 

 

 

         غُبارُ  رَحَى الهيجاء  في لَهَواتِهم

 

        من الشهد أحلى أو من المسك أضْوَعُ

 

 

 

   و لله درهم يخوضون البسالة، و يقتحمون لهيب المعارك " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ".

 

 

 

   و كان بإذن الله نصر الله و الظفر .

 

 

 

   الأبطال هم من يكتب التاريخ، و الأبطال هم من يحمون العار و الذِّمار  .. فاكتب تاريخك أيها اليمني الحر الأبي بدماء التضحية، و مواقف البطولة، و عرَق البسالة، و دراهم البذل  "ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء  ".

 

 

 

   ميادين البطولة اليوم في الجبهات، و ميادين البطولة كذلك في من يقفون مساندين و داعمين للجبهات ( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ).

 

 

 

   على كل يمني حر أن يتصدى لمشروع التخريب الإيراني، و أن يسأل نفسه : ما الذي يريده ملالي إيران من اليمن؟

 

 

 

   و ليسأل ايضا :

 

    من دمر العراق غير إيران ؟ من يدمر سوريا غير إيران ؟

 

    من يعيث فسادا بلبنان غير إيران ؟

 

   من يحقد على العرب و العروبة غير إيران؟ و من يحقد على الإسلام والمسلمين غير إيران؟

 

   من يخدم قوى الاستكبار و الاستعمار و الاستخبارات الدولية غير إيران؟

 

 

 

    فيا أيها الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه :

 

 

 

            قف دون دينك في الميدان ممتشقا

 

            للبغي  سيفا و قف  للجهل  بالقلم

 

 

 

    إن اليمنيين يريدون السلام و يعشقونه لأنه حياة، و لكنهم يريدون السلام لا الاستسلام، و يريدون الحرية لا العبودية ، و يطالبون بالديمقراطية لا  الاستبداد .

 

    رضي الله عن شهداء البلقاء : زيد و جعفر و عبدالله بن رواحة، و تقبل الله شهداء البلق : عبد الغني شعلان و نوفل الحوري و أمجد الصلوي .. و لا نامت أعين المرتهنين للمشروع الإيراني.


فيديو الوداع الأخير لشاعر اليمن المرحوم فؤاد الحميري في اسطنبول - تركيا


أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.




وسيبقى نبض قلبي يمنيا