ما حقيقة اعتراف أمريكا بالحوثيين؟ هذا نص ما قاله المبعوث الأمريكي إلى اليمن

أثارت تصريحات منسوبة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن "تيم ليندر كينج" بخصوص "الاعتراف بالحوثيين" الكثير من الجدل والتأويلات، وتداول رواد وسائل التواصل تلك التصريحات بأشكال متناقضة.

وجاءت تصريحات المبعوث الأمريكي رداً على سؤال: هل من المنطقي أن يتنازل الحوثيون عن كل ما حققوه من سيطرة على أراض وحجم الأسلحة التي وقعت في أيديهم عند سيطرتهم على صنعاء، وأيضاً سعيهم من خلال هجومهم على مارب، للحصول على الغاز والنفط التي فيها، ويقبلوا بوقف إطلاق النار والدخول في عملية سلام؟

رد المبعوث قائلاً: من خلال خبرتي من التعامل مع الحوثيين فإنهم تحدثوا عن التزامهم تجاه السلام في اليمن واعتقد أن هنالك عوامل ضمن منظومة القيادة الحوثية تدعم هذا الاتجاه، وأعتقد أن استمرار الانخراط معهم من قبل العمانيين ومن السعودية ومن لاعبين آخرين ومن قبلنا هو شيئ أساسي

وأضاف المبعوث قائلاً: واعتقد انه يجب علينا أن نحفزهم.. لقد تحدثت في عدة مرات عن شرعية الحوثيين وأن الولايات المتحدة تعترف بهم كلاعب شرعي واننا نعترف بانهم مجموعة حصلت على مكاسب مهمة لا يستطيع احد ان يلغيهم او يزيحهم من إطار الصراع.

واستطرد: لذا دعونا نتعامل مع الوقائع الموجودة على الارض وان نجلب ذلك الإجماع الدولي والاحتياجات الإنسانية التي ذكرت في هذه الندوة لتحسين الوضع.

وتابع: أتمنى أن أستطيع ان أشجع الحوثيين لدعم العملية التي تقودها الامم المتحدة للوصول الى السلام والتسوية السياسية.

التصريحات جاءت في ندوة نظمها "المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية"، وفيما يلي النص الكامل لحديث المبعوث وردوده على الأسئلة:

 

 

المبعوث تيم ليندركينج:

 

شكرا جزيلا عباس وكذلك دوك؛ إنه لشرف ان اكون معكم،كذلك عبدالعزيز، شكر خاص للمعهد الوطني لتنظيمه هذه الندوة، كما انه شرف ان اخدم في لجنة مكونة من سارة تشارلز وديفد بيريزلي الذي يعد مسؤولاً إنسانياً بحق، وعندما تحدث الدكتور جون دوك عن اهمية القضية فإننا قد نتعامل معها بنفس الأهمية وأؤمن بأن إدارة بايدن كذلك تتعامل مع القضية بنفس الأهمية.

 

عندما تم تعييني كمبعوث فإنه تم تكليفي بالعمل على مسارين؛ الجانب الإنساني وهو ما سنتحدث عنه بشكل مكثف اليوم، وكذلك التوصل الى سلام دائم للصراع في اليمن، وهذان المساران يعكسان فهم الإدارة للكارثة الإنسانية التي تواجه اليمنيين، وان الكارثة الانسانية والحرب مرتبطتان ببعضهما، والنقطة الأساسية هنا هي اذا ما استمرت الحرب فإن الأزمة الإنسانية ستستمر في التدهور وان الانهيار الاقتصادي سيغذي الصراع بشكل اكبر وهنا نشعر باهمية التعامل مع هذين المسارين في نفس الوقت ولكن لا نجعل أحدهما يغطي على الآخر.

 

اعتقد أن المستمعين يعرفون أن جذور الأزمة عميقة؛ شهدت اليمن سنوات من عدم الاستقرار والحكومات الضعيفة التي أدت الى تآكل الخدمات الأساسية وانهيار الاقتصاد وكذلك منع الانتقال السياسي السلمي واندلاع الحرب التي تدخل عامها السابع ادت كلها الى تفاقم الازمة.

 

لقد شهدنا الدمار الذي خلفته الحرب وعدم الاستقرار وشهدنا تعطيلا مستمرا لتدفق المساعدات والغذاء وتعطيلا لحركة الناس في كل الصراع والذي تتحمل مسؤوليته جميع الاطراف.

 

لا يوجد هنالك حلول سهلة لمواجهة الأزمة الإنسانية وسنتحدث عن حاجة المانحين للدفع بشكل أكبر، كما يجب أن نحذر من أولئك الذين يقولون ان هنالك حلول سهلة للأزمة الانسانية وما شهدته اعتقد أنها محاولة من أطراف الصراع لاستخدام الوضع الإنساني كسلاح.

 

ومن هنا فإن منظور الولايات المتحدة الامريكية لحل إشكالية عدم وصول المساعدات والغذاء وتعطيل حركة الناس بشكل دائم هو بإيقاف القتال والطريق الوحيد لإيجاد حل لجذور الأزمة الانسانية هي بالتوصل إلى اتفاق سلام دائم للحرب لهذا فان الولايات المتحدة الامريكية تدعو على الدوام الى وقف اطلاق شامل في اليمن مع انتقال إلى المحادثات السياسية بشكل سريع.

 

بالرغم من الإجماع غير المسبوق دوليا وعلى مستوى المنطقة على وجوب وقف إطلاق النار فإنني قضيت معظم وقتي في جولاتي منذ تعييني في فبراير الى كل دول المنطقة والتحدث معهم ومع اللاعبين اليمنيين في الداخل والخارج والتحدث مع الحكومات المجاورة لليمن وهو مبعث أمل، واقصد الاجماع الدولي وفي المنطقة على وقف الحرب والذي لم يحدث خلال الست سنوات السابقة، لكن ما لم نره هو التزام حقيقي في الانخراط المباشر وبشكل عاجل في وقف النار واعتقد يجب هنا ذكر احدى المناطق التي يجب علينا ان نتحدث عنها وهي الهجوم على مأرب الذي يشنه الحوثييون والذي يشكل قضية واشكالية.

 

وهو بسبب كما تعرفون ان مأرب تعتبر منطقة آمنة وملاذ آمن لليمنيين الذين هربو من مناطق أخرى، هنالك ملايين النازحين في مأرب، لذا عندما نتحدث عن الحرب في اليمن فإن أول ما يتبادر إلينا هي قضية مأرب والقتال المستمر والهجوم المتواصل من الحوثيين والذي يسبب تكلفة انسانية متزايدة للوضع الانسانية المتدهور أصلاً.

 

هنالك أيضاً نقطة إيجابية أود التحدث عنها.. انا سعيد ان أرى ان هنالك انخراط في محادثات الرياض في الجنوب والجهود المبذولة لجعل الجنوب اكثر استقراراً وهو ما سيؤدي الى تحسين الخدمات الأساسية هناك.

 

نعتقد ان اتفاق الرياض يسير قدما، هنالك فرصة كبيرة للحكومة للعودة الى عدن وتوفير الخدمات الأساسية، و الذي سيؤدي الى تحسين البنية التحتية في الجنوب.

 

سارة سوف تتحدث اكثر عن الوضع الانساني المتدهور والذي زاد في تدهوره وباء كوفيد 19 حيث يجب علينا الاستمرار في تقديم المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من عشرة ملايين يمني بشكل مستمر بالرغم من كل العوائق.

 

إن المساعدات الإنسانية لا تخفف من معاناة الشعب اليمني فحسب ولكنها تؤسس لقاعدة لتعافي اليمن مستقبلا، لذا فإن الولايات المتحدة الامريكية ترحب بجميع الجهود التي تقوم بها المنظمات الدولية لمنع انهيار الوضع والمؤسسات الصحية.

 

دعوني أختم باقتراح 3 بنود تستطيع المنظمات والمجتمع الدولي تسريع استجابتهم للأزمة في اليمن؛

 

الاولى: المجتمع الدولي عليه، وخصوصا الدول المجاورة، يجب عليها زيادة تمويل المساعدات بما يشمل 250 مليون دولار تعهدات كتمويل مستعجل من مؤتمر المساعدات في مارس.

 

إن الخطة الأممية حالياً ممولة بنسبة 43 بالمائة وهي ليست كافية بالنظر للاحتياجات التي نراها هناك

 

واذا لم يكن هنالك أي تمويلات إضافية في الفترة المقبلة فإننا سنشهد إغلاق عدد من البرامج.

 

الثاني: المجتمع الدولي يجب عليه ان يضغط على الحوثيين لايقاف الحرب على مأرب والانخراط في وقف اطلاق نار شامل.

 

ان الحوثيين لا يتحملون مسؤولية العنف لوحدهم ولكن التحالف الذي تقوده السعودية مشارك في المسؤولية لكن الحقيقة ان اخفاق الحوثيين في احراز نصر في مأرب زاد من حدة الصراع هناك وان استمرار الهجوم يضع الملايين من النازحين والسكان الضعفاء تحت التهديد و النزوح المتجدد.

 

وختاما يجب على الحكومة اليمنية والسعودية والحوثيين اتخاذ خطوات تتعلق بنقص الوقود في شمال اليمن.

 

ان واردات النفط عبر ميناء الحديدة تشكل فقط ثلث ما كانت عليه في السنة الماضية في نفس الفترة وبينما أن تدفق المواد الغذائية والمساعدات يتم عبر الحديدة فإن ارتفاع اسعار الوقود الى مستويات اعلى من هذه المواد يجعلها خارج امكانية الكثير من اليمنيين لذا فاننا نعمل على ايجاد آلية لتنظيم دخول المشتقات النفطية وأن تذهب عائدات الضرائب لهذه المشتقات لدفع الرواتب لموظفي الدولة.

 

كما اننا ندعو الحوثيين لعدم تكديس واحتكار الوقود والتلاعب بأسعاره والذي أبقى أسعار المشتقات مرتفعة بالرغم من وصول الوقود عبر ميناء الحديدة او عبر البر من موانئ الجنوب.

 

إن الوضع الاقتصادي في اليمن يعاني ولكن هذه الثلاث خطوات ستحد بشكل كبير من الضرر الحاصل وتضعنا على طريق ايجاد سلام دائم في اليمن.

 

فيما يلي ردود المبعوث على الأسئلة:

فيما يتعلق بالسؤال عن مأرب والقتال حولها واهميتها في الصراع في اليمن: أعتقد انه سؤال جيد فإن مأرب هي المعقل الرئيسي للحكومة المينية في الشمال وهنالك حقول النفط، وكما تلاحظون هنالك ما يقرب من مليون نازح داخلي فيها، وخلال سنوات الحرب اصبحت مأرب ملاذاً آمناً للكثير من اليمنيين الذين هربوا إليها من مناطق الصراع في اليمن واستطاعوا أن يحصلو على الأمن فيها كل ذلك الان اصبح مهدداً.

 

إن حلم الوصول إلى تسوية سياسية و قضايا مثل التحكم بموارد اليمن، ماذا نفعل للنازحين وما المطلوب لاعاددتهم الى بيتوهم، ومن هو سيتحكم بثروات اليمن لا يمكن الوصول اليه بفوهات البنادق ولكن عبر تسوية سياسية تجمع المينيين معاً لاتخاذ هذه القرارات معاً،

 

يجب علينا كسر هذه الدائرة واعتقد أن هذا هو أساس مهمتي وهو كسر الدائرة التي يظن او تظن اي مجموعة من داخل اليمن او خارجه أن الوصول الى مثل هذه القرارات التي ذكرتها هو عبر القتال، ومأرب تعتبر هي النقطة التي يجب علينا من خلالها تغيير هذا السلوك، وأعتقد ان هنالك اهتمام كبير حاليا من قبل المجتمع الدولي لإخراج مارب من دائرة العنف مع الاهتمام بالجانب الانساني والسياسي.

 

في السؤال عن تجنيد الأطفال باليمن وما ذكره مدير مركز الملك سلمان عن تجنيد الأطفال في اليمن والسؤال عن الاجراءات التي يمكن اتخاذها وهل هنالك اهتمام في الجانب السياسي بهذا الموضوع وهل تطرح القضية في المحادثات الجارية

 

اجاب ليندركينج:

 

انا سعيد للاجابة مع اني اعرف ان زميلي لديهم الكثير فيما يتعلق بهذا الموضوع

 

من منظور الولايات المتحدة الامريكية فإن تجنيد الأطفال من قبل أي طرف هو امر غير مقبول مستنكر وهو كذلك في أي صراع ولكن بالنسبة لليمن فإننا قلقون من تقارير تفيد بتجنيد الأطفال بشكل اكبر من قبل الحوثيين وخصوصا للذهاب الى خطوط القتال في مأرب وهذا سبب آخر يجعل قضية مأرب مهمة ومستعجلة وهي من القضايا التي أثرناها بين الطرفين.

 

لقد تحدث عباس عن الانحراف الايدولوجي لدى الاطفال في اليمن لذا نعتقد انه كلما طال أمد الحرب فان اطفال اليمن وشبابها سيتأثرون بشكل سلبي والميل الى حل مشاكلهم بشكل عسكري وهو جزء من الدائرة التي يجب كسرها بشكل عاجل.

 

سؤال عن الدور العماني في الصراع حيث كانت في الظل وكان لها تأثير كبير في حل صراعات مختلفة كيف تصف الدور العماني:

 

ليندركينج:

 

شكرا لك على هذا السؤال المهم لاننا عندما نتحدث عن بناء إجماع دولي واقليمي لإنهاء الصراع في اليمن فإننا يجب أن نتحدث عن عُمان ودورها الايجابي وخلال زياراتي المتعددة وجولاتي في المنطقة التقيت فيها في مسقط مسؤوليها وخبرائها عن اليمن وكذلك السلطان الذي يعتبر جديدا على العرش ودعمه وكذلك انخراطه الشخصي في محاولة الوصول الى حل للصراع اليمني يعتبر شيئا جديدا ومميز واعتقد انه شيئ نشجعه.

 

العمانيون أرسلوا وفدا الى صنعاء منذ اسبوعين وأمضوا وقتاً طويلاً هناك، وكان ذلك بالتنسيق معنا، نقدر ذلك جدا والانخراط في المفاوضات مع القيادة الحوثية في صنعاء والتي توضح الدور الذي يمكن ان تلعبه الدول الاقليمية كعمان.

 

عمان هي دولة محاذية لليمن لذا هنالك الكثير مما يهم عمان من مخرجات الصراع في اليمن لذا لا يمكنني شكر القيادة العمانية بشكل كاف لدعمهم ونوعية الانخراط الذي يمارسونه في الصراع اليمني والذي يساعد على المضي قدماً.

 

سؤال آخر يتعلق بالحوثيين وهو من جانب منطقي؛ هل الحوثيين الآن وبعد حصولهم على أراض جديدة اكثر مما كانت لديهم وكذلك حجم الأسلحة التي لديهم والتي وقعت في ايديهم عد سيطرتهم على صنعاء والآن يريدون الحصول على الغاز والنفط في مأرب.. هل من المنطقي ان يقوم الحوثييون بالتنازل عن كل هذا من اجل وقف اطلاق النار؟

 

كنج: من خلال خبرتي من التعامل مع الحوثيين فإنهم تحدثوا عن التزامهم تجاه السلام في اليمن واعتقد ان هنالك عوامل ضمن منظومة القيادة الحوثية تدعم هذا الاتجاه.

 

وأعتقد استمرار الانخراط معهم من قبل العمانيين ومن السعودية ومن لاعبين آخرين ومن قبلنا هو شيئ أساسي واعتقد انه يجب علينا ان نحفزهم.

 

لقد تحدثت في عدة مرات عن شرعية الحوثيين وأن الولايات المتحدة تعترف بهم كلاعب شرعي واننا نعترف بانهم مجموعة حصلت على مكاسب مهمة لا يستطيع احد ان يلغيهم او يزيحهم من إطار الصراع.

 

لذا دعونا نتعامل مع الوقائع الموجودة على الارض وان نجلب ذلك الاجماع الدولي والاحتياجات الانسانية التي ذكرت في هذه الندوة لتحسين الوضع.

 

اتمنى ان أستطيع ان أشجع الحوثيين لدعم العملية التي تقودها الامم المتحدة للوصول الى السلام والتسوية السياسية.

 

ديفيد بريسلي: عن مسألة تجنيد الاطفال اريد الحديث اننا نعمل مع السلطات في صنعاء فيما يتعلق بهذه القضية خصوصا، ورأينا ردة فعل عنيفة منهم لأنه إدرجوا على القائمة السوداء لتجنيد الأطفال وقتلهم في الأسبوع الماضي ولهذا أريد الإشارة إلى نقطتي حساسية لدى الحوثيين:

 

أولا: ان نظرة المجتمع الدولي نحوهم ككيان مسؤول عن قتل الاطفال هو مؤلم لهم وهي نقطة مهمة يجب علينا استغلالها في القضية

 

الثانية: انهم وصلو الى فهم ان النقص الكبير في حجم المساعدات مقارنة بالسابق أوصلهم إلى فهم ان ليس كل شيئ يسير بشكل اوتوماتيكي وانه يجب عليهم التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات على الارض ونحن نعمل على ايجاد تفاهمات.

 

لذا اعتقد ان هذه النقطتين مهمة في فهم عقلية الحوثيين اذا أردت التعامل فيما يتعلق بهذه القضية.

نقلا عن المصدر أولاين

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية