نحن عين اليمن في بلاد المهجر ..
اشترك ليصلك كل جديد صوت وصورة


سببها حصار الحوثيين.. أزمة مياه حادة تضرب مدينة تعز وتهدد سكانها (تقرير خاص)

تعيش مدينة تعز، أزمة مياه مزمنة، لكنها تعد حاليا الأكثر حدة، في ظل استمرار الحصار الحوثي المفروض على المدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات، الأمر الذي ضاعف معاناة السكان، وشكل عبئا إضافيا لسلسلة المعاناة المستمرة.

ووصل سعر وايت الماء سعة 6 آلاف لتر، إلى 15 ألف ريال يمني، بعد أن كان يباع بـ7 ألف ريال، (الدولار = 600 ريال) في ظل وضع معيشي صعب، لا يتمكن فيه المواطنون من القيام بتكاليف الحياة، في ظل توقف الأعمال وانقطاع المرتبات، وارتفاع الأسعار.

مشكلة المياه في تعز، ليست جديدة، حيث تعد الأقدم من نوعها في اليمن حيث كانت قد بدأت المشكلة مطلع التسعينيات في مدينة تعز ومطلع السبعينيات في ريفها. أما الآن فالمشكلة قد تحولت أسوأ، وأصبحت غير محتملة، خاصة أن أغلب الآبار التي تغذي المدينة تقع تحت سيطرة الحوثيين.

يقول مدير عام مؤسسة المياه في تعز بدري محمد سيف، إن أهم أسباب أزمة المياه تكمن في منع ميليشيات الحوثي الانقلابية تشغيل 40 بئرا تقع تحت سيطرتها في منطقة الحيمة خارج المدينة، متخذة الماء وسيلة حرب وسلاح يوجه على المدينة وسكانها، الأمر الذي تسبب بانعدام المياه وضاعف معاناة السكان".

وأضاف سيف في تصريح لـ "يني يمن" أن مدينة تعز تعتمد على ثلاث أحواض مائية وهي: الحيمة، وادي الضباب، والحوبان، ويبلغ الاحتياج اليومي للسكان من المياه 35 ألف متر مكعب، بينما الإنتاج اليومي يقدر 2500 متر مكعب فقط. وهذا يعني نقص 32500 متر مكعب من الاحتياج.

وأوضح أن إجمالي الآبار المتواجدة داخل المدينة، هو 16 بئرا، لكنها لا تتمكن من تغطية العجز، مشيراً إلى أن الحل يكمن في تشغيل الآبار المتوقفة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والتي قالت إنها ستعمل على الحد من الأزمة بشكل كبير، داعياً المنظمات الحقوقية الى الضغط على ميليشيات الحوثي من أجل السماح بتشغيل الآبار التي تقع تحت سيطرتها، وإنهاء معاناة المواطنين.

وقال سيف "إن هناك رفع غير مبرر في أسعار المياه من قبل مالكي الآبار وسائقي الوايتات، منوهاً إلى انه تم عقد اجتماع لمناقشة وضع تسعيرة مقبولة بناء على بعد المسافة، وكذا منع خروج الماء من المدينة الى مزارع القات خارجها، وتم إبلاغ النقاط الأمنية على مدخل المدينة الغربي لتنفيذ الاتفاق".

وأكد أن المؤسسة ستعمل على تأهيل وصيانة الآبار المعطلة لتغطية جزء من الأزمة الحاصلة، وتخفيف المعاناة، وكذا قامت بوقف استغلال بعض الآبار من قبل نافذين، وبدأت بضخ الماء الى بعض المناطق المحرومة منذ أربع سنوات، داخل المدينة.

وكشف سيف عن مشاريع مستقبلية تعمل مؤسسة المياه على تنفيذها تتمثل في تشغيل الآبار بالطاقة الشمسية بدلا عن الديزل الذي يضاعف التكلفة، وكذا إحياء مشروع محطة التحلية التي كانت على بعد خطوة واحدة من تنفيذها بدعم سعودي لولا الانقلاب الحوثي الذي أوقف المشروع.

عبد العزيز القباطي، (سائق وايت) قال إن المعاناة ليست محصورة على المواطنين فقط، بل شملت حتى سائقي الوايتات، حيث قال إنه يبدأ من اليوم الأول بتسجيل اسمه لدى صاحب البئر لحجز مكانه، ومن ثم يبقى في قائمة الانتظار حتى يصل دوره في اليوم التالي بسبب الإقبال الكبير على البئر".

وأضاف في تصريح لـ "يني يمن" إنهم اضطروا إلى رفع الأسعار لتعويض النقص في عملية البيع التي قال إنها خفت بسبب الازدحام الكبير، الأمر الذي تسبب بمضاعفة التكاليف، ورفع من نسبة المعاناة".

أزمة المياه ليست محصورة على مدينة تعز فحسب، وإنما حتى ريفها الذي يشهد أزمة مياه هي الأشد من نوعها، والمعاناة أقسى بالنسبة للفتيات والنساء اللاتي اعتدن على جلب المياه بأنفسهن من الآبار البعيدة وقيعان الوديان، في رحلة شاقة تبدأ مع آذان الفجر، حتى الساعة الـ 12 ظهرا.

السلطة المحلية في تعز، شددت بدورها على ضرورة الخروج بمعالجات عاجلة لحل هذه الأزمة والتي تمثل قضية محورية تلامس حياة المواطن بشكل مباشر.

ووجهت مؤسسة المياه بالقيام بزيارة ميدانية لآبار المياه وتحديد الآبار التي ستعمل على تغطية احتياجات المدينة من المياه، وعمل الدراسات اللازمة لإعادة صيانة شبكات المياه بشكل عاجل.

كما أكدت على أهمية وضع حلول جذرية لأي اختلالات في مؤسسة المياه، وعدم اتاحة المجال لبائعي المياه من الآبار في رفع الأسعار، ووضع تعميم لمنع عملية نقل المياه بالطرق العشوائية التي تؤدي الى إحداث أزمة في المدينة، داعية جميع المنظمات المانحة الى المساهمة في حل أزمة المياه في المحافظة.

شاهد :الطيران الإسرائيلي يقصف مقر الإذاعة والتلفزيون
في طهران على الهواء مباشرة



أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.




وسيبقى نبض قلبي يمنيا