بسبب الغليان الشعبي.. مليشيات الحوثي تعترف لأول مرة بتفكك جبهتها الداخلية والعسكرية
أقرت مليشيا الحوثي بتفكك جبهتها الداخلية، والتي وصلت إلى قوتها العسكرية، وذلك مع توسع حملة الغضب الشعبي الذي يتوسع يوما بعد أخر، وذلك مع مطالبة الموظفين بصرف روابتهم المنقطعة منذ ثمان سنوات.
وهاجمت صحيفة الثورة التي تصدرها مليشيا الحوثي في صنعاء، رواد وسائل التواصل الاجتماعي، في مناطق سيطرتها، ملوحة باستخدام عقوبات ضدهم قد تصل إلى الإعدام.
وقالت الصحيفة في مقال نشره القيادي الحوثي، هاشم شرف الدين، إن حالة الغليان والانتقادات والسخط العام، وصلت إلى صفوف عناصرها المسلحة من المليشيا، (وسمتهم الصحيفة بـ"القوات المسلحة").
وأكدت الصحيفة، أن الانتقادات التي تصدر من رواد وسائل التواصل الاجتماعي (تؤثر على القوات المسلحة، وتزيد من التوترات الاجتماعية). ويعد هذا أول اعتراف حوثي بحالة السخط العام لدى عناصرها العسكرية ضدهم.
كما أكدت الصحيفة، أن حالة السخط العام أثرت أيضا على حالة التعبئة والحشد للجبهات الحوثية، وفككت التضامن وشقت الجبهة الداخلية.
وواصلت الصحيفة قولها: "يجب علينا إدراك حقيقة أن الانتقادات العلنية للحكومة الوطنية تؤثر سلبًا على الجبهة الوطنية وقد تقوض الاستقرار الداخلي"، كما تعمل على إضعاف الروح المعنوية لعناصرها المقاتلة.
واعترفت الصحيفة أن الانتقادات المتصاعدة في صنعاء قد ساهم في نشر الدعاية السلبية ضد الحكومة الحوثية، وهو ما ظل يسهم في تقويض سلطتها وزعزعة الاستقرار.
وطالبت الصحيفة بحظر الانتقادات العلنية ضد قيادة المليشيا في مؤسسات الدولة، خاصة أن تلك الانتقادات وصلت لعبدالملك الحوثي نفسه، أو كما تقول الصحيفة القيادة الثورية لها.
وواصلت الصحيفة وهي إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية التي استولت عليها المليشيا وجيرتها لصالحها أن عملية إعادة بناء الثقة بعبدالملك الحوثي أمر في غاية الصعوبة بعد أن اهتزت خلال الفترة الأخيرة.
وفي المقال الطويل نسبيا للصحيفة اعترفت أيضا بأن الانتقادات التي يصدرها أعضاء المليشيا أو من هم محسوبون عليها، أدت إلى تضخيم المعارضة وانقسام مجتمعي حاد هناك.
واعتبرت الصحيفة أن حالة السخط العام الناتج عن النقد وكشف الفساد والفضائح والمظالم في صنعاء دفعت إلى "أن يتجرأ بعضهم لإطلاق الدعوات الضمنية للتمرد ضد الحكومة الحوثية من وسط صنعاء".
ويأتي التحذير الحوثي تزامنا مع إعلان عبدالملك الحوثي نفسه بدء حرب تغييرات جذرية شاملة في مؤسسات الدولة وذلك في محاولة لامتصاص حالة الغضب والاحتقان الشعبي الذي يتصاعد يوما بعد آخر.
التعليقات