خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
نازحوا اليمن بين موجات الحر العالية والأوبئة القاتلة

“انتشرت الكثير من الأمراض بسبب ارتفاع درجة الحرارة وبخاصة عند الأطفال الذين أصيبوا بالإسهالات والسعال الحاد” قصة نازح يروي معانته مع ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير مؤخرا الأمر الذي ضاعف من معاناة النازحين في المخيمات بشكل عام.

“صدام زعبل” ترك منزله في محافظة حجة ليستقربه الحال في أحد مخيمات النزوح بمحافظة مأرب يعمل صدام كمسؤول لمخيم الكنتيرات ويعيش معاناة متكررة كحال بقية النازحين في مختلف المحافظات ولكن مخيمات النزوح في مأرب أشد قسوة على ساكنيها، وذلك لأن المحافظة شبه صحراوية وترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

وتشهد البلاد موجة حر كبيرة وغير مسبوقة نتيجة التغيرات المناخية التي تعيشها دول العالم بشكل عام، حيث يشهد العالم انحباس حراري تسبب في ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة من قبل.

معاناة الحر والمرض

تتسبب درجات الحرارة العالية بالعديد من الأمراض التي قد تصيب الذين يتعرضون لأشعة الشمس لفترات طويلة ومن تلك الأمراض الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة أو التعرض إلى ضربة شمس، إلى جانب معاناة كبار السن ممن يعانوا أمراض مزمنة وبخاصة مرضى الربو حيث يصابون بحالات إعياء ومضاعفات حادة نتيجة استنشاق الهواء الحار لمدة طويلة.

يروي “صدام زعبل” لموقع “يمن مونيتور” بعضًا من معاناة النازحين قائلًا:” ساهمت الموجات الحرارية العالية في نشوب حرائق متكررة في المخيمات المجاورة والقريبة مننا وأصبح النازحين في الكنتيرات يخافوا أن تحدث في مخيماتهم حرائق”.

تتضاعف معاناة النازحين خلال فصل الصيف كثيرًا وبخاصة صيف هذا العام فالمخيمات تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة للوقاية من درجات الحرارة إلى جانب أنها تفتقر لأبسط المقومات اللازمة للمعيشة، الأمر الذي انعكس على حياة النازحين وفاقم من معاناتهم.

يضيف “صدام” قوله بأن الأسر لا تستطيع المحافظة على الأدوية التي تستخدم في علاج الحميات التي يعاني منها الأطفال بسبب عدم وجود المبردات، كما أن الحر تسبب في زيادة استخدام المياه وأغلب الأسر أصبحت تعاني من شحة المياه وصعوبة كبيرة في توفيره.

مأساة لا تطاق

يعيش النازح في مخيمات النزوح معاناة متعددة ومأساة كبيرة، ضاعفتها درجة الحرارة، ويشكوا نازحوا مخيم الكنتيرات تراجع عمل المنظمات المحلية والدولية خلال الفترة السابقة حيث يأكدون أن المعاناة فاقت قدرتهم على الإحتمال، بحسب حديثهم.

يقول النازح “محمد مراد” في حديثه لـ”يمن مونيتور” بأن الوضع الاقتصادي للنازحين منهار، ولا يوجد لديهم أي وسيلة لمعالجة أمراضهم وبالإضافة إلى تراجع عمل المنظمات وشحتها، وبخاصة مع انقطاع الغذاء الذي كان له دور كبير في تخفيف معاناة النازحين وبخاصة مخيم الكنتيرات.

بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد تقع المعاناة الكبيرة على النازحين في المخيمات التي لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، ناهيك عن معاناتهم الكثيرة في توفير متطلبات الحياة اليومية، وبخاصة مع دخول العام الدراسي الجديد يعاني الآباء في توفير متطلبات الدراسة لأبنائهم، عند حد قول “محمد مراد”.

ثالوث المرض والحر والنزوح، حياة ليست هينة على أولئك الذين يقطنون في كنتيرات أو مخيمات شبه تالفة، معاناة أثقلت كاهل النازحين الذين شردتهم الحرب وتركوا منازلهم بحثًا عن حياة آمنة يعيشون فيها، نازحين من مختلف المحافظات جمعتهم معاناة واحدة، فهروبهم من ويلات الحرب أودى بهم إلى معاناة يتكبدونها كل يوم.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.