ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

هل ستقبل مليشيا الحوثي بالخارطة السعودية للحل في اليمن؟


تصاعدت التحركات مؤخرا بخصوص الحل السياسي في اليمن، مع توالي التأكيد على قرب التوصل إلى اتفاق.

في الرياض، كان مجلس القيادة الرئاسي يلتقي بوزير الدفاع السعودي، المعني بالملف اليمني، لمناقشة خارطة الحل المقترحة سعوديا، وهي الخارطة التي تلقى المجلس نسخة منها قبل أشهر، وقدم ملاحظاته عليها.

وبحسب المصادر، فإن الخارطة تتضمن تأكيدا سعوديا على التكفل بدفع مرتبات جميع الأطراف لمدة سنة، واستئناف تصدير النفط والغاز، وفتح الطرق والموانئ والمطارات، وإتمام تبادل الأسرى والمختطفين.

كما تتضمن الخارطة القيام بتعديل وزاري للتمهيد لتغيير الحكومة حتى التوصل إلى اتفاق نهائي.

 

- أثر كبير على السلام

يقول د. محمد النعماني -ناشط حقوقي-: "هناك تأثيرات لحرب غزة، وإعلان المشاركة (من قِبل مليشيا الحوثي) لدعم القضية الفلسطينية، واستهداف العُمق السعودي".

وأضاف: "أصبح لتداعيات الحرب في غزة أثر كبير جدا على عملية إحلال السلام في اليمن، والوصول إلى ما تم الاتفاق عليه في شهر رمضان بين التحالف بقيادة السعودية وما بين اليمن (مليشيا الحوثي)".

وتابع: "بالتالي تريد (مليشيا الحوثي) أن تنقل رسالة بأن اليمن اليوم قادرة على حماية رسالتها الإستراتيجية، وقادرة على فرض قواعد اشتباك جديدة، وقادرة على انتزاع الحقوق المشروعة لإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في المحافظات الجنوبية".

وردا على سؤال لماذا لم نشهد موافقة حوثية بالرغم من المناقشات والتفاهمات بين المليشيا والسعودية، يقول النعماني: "هناك مطالب يمنية (حوثية) مشروعة تم الاتفاق حولها بوساطة عُمانية، وقبل المصادقة على ما طرحته السعودية من خارطة طريق".

وأضاف: "السعودية اليوم تريد أن تتنصل من مسؤوليتها في إعادة الإعمار ودفع التعويضات في اليمن من خلال إيعاز للمجلس الرئاسي بإصدار قرارات بإنهاء خدمات التحالف في اليمن، وكأنها تريد أن تتحول اليوم من قائدة العدوان والحرب في اليمن إلى وسيطة للسلام".

وزاد: "يجب على السعودية أولا أن تستجيب للمطالب، وتنفذ كل ما اتفق عليه من خلال الوساطة العُمانية برفع الحصار بالكامل، وصرف الرواتب، وإنهاء التواجد الأجنبي في المحافظات الجنوبية".

وتساءل: "كيف يمكن أن تُقبل خارطة طريق جديدة، وهي (السعودية) لم تنفذ الاتفاقيات، التي تمت بموجب الوساطة العُمانية، ولم تستجب لهذه المطالب، وما زالت الاعتداءات السعودية على المحافظات اليمنية على الحدود المشتركة مستمرة حتى اليوم، وما زالت تمارس الحصار، وتنتهك الأراضي اليمنية، وتنهب الثروة مع الإمارات في محافظتي شبوة وحضرموت".

واتهم النعماني السعودية بتعطيل الاتفاقيات السابقة، وذلك بتقديم شروط جديدة؛ عندما كان يتم التوافق على تلك الاتفاقيات؛ نافيا أن يكون الحوثيون هم من نقض تلك الاتفاقيات.

وقال: "نحن الآن أمام عام كامل من الهدنة، ماذا قدمت السعودية وماذا نفذت؛ لا زالت تفرض الحصار على مطار صنعاء.....".

 

- محاولة تسوية الملعب

بدوره، يقول د. عبدالوهاب العوج -أكاديمي ومحلل سياسي-: "الذي يحدث بالنسبة للملف اليمني هو محاولة تسوية الملعب، وإقرار خطة سلام من مراحل".

وأضاف: "الخطورة هي في تجزئة القضية، يعني المرحلة الأولى والثانية والثالثة لا يوجد بناء مشترك لقضية السلام في اليمن، فلا الحوثي أعلن موافقته على القرارات الدولية، ولا أعلن حتى موافقته على نظام الأقاليم، أو محافظات واسعة الصلاحيات، أو حتى القبول بالتعددية السياسية، هذا يجعلنا أمام مشكلة كبرى".

وأوضح أن "أحداث غزة حدث عارض لم يكن يتوقعه لا الحوثيون ولا إيران ولا حتى السعوديون ولا الأمريكان؛ بمعنى أنه حدث قد يكون له دور في تعجيل المفاوضات، وإتمام الحل السياسي في اليمن".

وأشار إلى أن "السعودية تريد أن تخرج من هذا الأمر، وتتحول إلى وسيط، ولا تريد أن تكون طرفا مباشرا في الحرب، كما أعلنت في عاصفة الحزم، أنها ستتدخل لإعادة الشرعية".

وذكّر بأن "مجلس القيادة الرئاسي، الذي تم تشكيله، كان الغرض منه هو عودة الشرعية إلى صنعاء، والقضاء على الانقلاب، الذي تم في 2014".

 

- شرعنة الحوثي وانقلابه

وقال: "ما يحدث الآن من تسريبات للاتفاق يدل على أننا ما زلنا في بداية الطريق، وأنه لا يؤسس لسلام حقيقي؛ بل يعطي مشروعية لتواجد مليشيا الحوثي، وانقلابها المشؤوم في 2014".

وأوضح: "ما يحدث الآن في طوفان الأقصى والعدوان الهمجي القاتل المدمر للشعب الفلسطيني في غزة قد يساهم في محاولة من الراعي الدولي والرباعية أن يسرعوا في الحل في اليمن، لكي تستقر منطقة جنوب المملكة، ومنطقة البحر الأحمر وخليج عدن".

وأضاف: "لكن هل هذا يؤثر في المفاوضات؟ لا أعتقد، المفاوضات لها عامان، وقد وصلت إلى نقاط معينة، أرادت المملكة العربية السعودية أن تجمع مجلس القيادة الرئاسي مرة أخرى بعد مرات سابقة لإطلاعه على آخر المستجدات، ولما وصلوا من مفاوضات مع مليشيا الحوثي سرية وغير معلنة، ولم يكن الطرف الشرعي على علم بها".

ويرى أن الحوثيين غير جادين في الدخول في حرب غزة، أو حتى استهداف العدو الصهيوني، وأن كل ما قاموا هو مفرقعات وألعاب نارية المراد منها أن المواطن اليمني والمواطن العربي يصدق ما تقوله المليشيات الإيرانية، من أنها تريد تحرير القدس، والموت لأمريكا والموت لإسرائيل؛ لكن في الحقيقة هم متفقون مع الأمريكان باطنيا.

وبيّن: "ما وصلت صفقات السلاح إلى مليشيا الحوثي، منذ حروب صعدة وحتى الآن، إلا بضوء أخضر أمريكي وأوروبي، سمح لكل تلك الصفقات أن تصل إليها".

واستطرد: "الأحداث الأخير تدل على أن السعوديين قد ذهبوا بتجاه الصين، وحاولوا لملمة الموقف، يريدون أن تكون رؤية 2030 هي الرؤية الاقتصادية التي ينتهجها محمد بن سلمان، لكي يخرج من اليمن، وغيرها من الملفات".

وأكد أن "المستفيد الوحيد من هذا السلام هو الحوثي؛ لأنه سلام غير مبني على مرجعيات، لأن الحوثي لا يمكن في يوم من الأيام أن يقبل بالاطراف الأخرى، أو أن يقبل بالتعددية السياسية".

وأردف: "سنؤسس لشرعنة الحوثي وانقلابه المشؤوم من خلال هذا الاتفاق"، متسائلا: "كيف يقبل مجلس القيادة الرئاسي؟ لم يتضح إلى الآن، وخاصة مكون المجلس الانتقالي الجنوبي".

واعتقد أن "أحداث غزة كشفت الجميع وعرّت المليشيات الإيرانية"؛ قائلا: "هناك لعبة كبيرة يُراد استخدام كل هذه المليشيات (الإيرانية) لتهشيم وتقسيم المنطقة العربية، وإدخالها في صراعات سنة وشيعة، وإذكاء الصراعات المذهبية، التي لا طائل منها إلا تدمير الوطن العربي".

 

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.