ما وراء تصريحات ميليشيا الحوثي بشأن التوصل إلى تفاهمات مع السعودية؟

أعلنت ميليشيا الحوثي الانقلابية، التوصل إلى تفاهمات وصفتها بالاستراتيجية والمهمة مع المملكة العربية السعودية، وفق ما جاء على لسان القيادي في الميليشيا علي القحوم، في مهرجان بصنعاء.

وقال علي القحوم، إن هذه التفاهمات تتعلق بجوانب عدة، منها إنسانية واقتصادية، إضافة إلى المرحلة الثالثة حول الحوار السياسي بين كافة الأطراف اليمنية، مشيرا إلى أن التفاهمات مع السعودية برعاية عمانية شملت صرف المرتبات، ورفع ما أسماه بالحصار، وإعادة الإعمار، ومعالجات اقتصادية ضرورية وملحة ومستعجلة، حسب تعبيره.

وذكر القحوم، إن المرحلة الأولى تم التوافق فيها على صرف المرتبات، فيما تعالج المرحلة الثانية جوانب اقتصادية، مع خروج القوات الأجنبية، وإنهاء عمليات التحالف وجبر الضرر وإعادة الإعمار، وهو ما كانت تتنصل منه السعودية، حد قوله.

 

استراتيجية حوثية

يقول المحلل السياسي، عوض باقوير، نحن نعلم بأن هناك محادثات جرت مؤخرا في الرياض، بين ميليشيا الحوثي والسعودية، وقد كانت هناك تصريحات متفائلة من الجانبين، لكن وجود التصريحات الأخيرة لميليشيا الحوثي، وعدم وجود تصريحات مماثلة من قبل الجانب السعودي، يجعلنا غير قادرين على أن نراهن على تصريحات من جانب واحد.

وأضاف: علينا أن ننتظر ما الذي سيقوله الجانب السعودي، إذا كان ذلك جزءا من الحل السياسي الشامل، الذي تبذل فيه سلطنة عمان جهودا كبيرة طوال السنوات الثمان الماضية، وهو إنها الحرب وفتح الموانئ والمطارات، وأن يكون الشعب اليمني، هو المستفيد الأكبر من هذا الحل السياسي.

وتابع: تبقى التصريحات الحوثية معلقة حتى نسمع من الطرف الآخر رأيه حول هذه التفاهمات سواء بالتأكيد أو النفي، بشكل واضح.

وأردف: إذا مرت أيام ولم يكن هناك أي تصريحات من الجانب السعودي، فإن الأمر سيبدو وكأن ميليشيا الحوثي، تقوم بعملية إعلامية استباقية بأن هناك محادثات، وأنها طرف وتتفاوض مع السعودية كطرف.

وزاد: ميليشيا الحوثي ليست دولة، لكنها أحد الأطراف اليمنية، وكما نعلم أن هناك اتصالات وثيقة بين الحكومة اليمنية والجانب السعودي، لذا فإن كل المحادثات التي تحدث سواء في عمان أو الرياض أو في أي عاصمة أخرى، لابد أن تكون الحكومة اليمنية على اطلاع حول ما يجري بشكل كامل.

وقال: نحن نتحدث عن أزمة يمنية كبيرة، وبلا شك أن الحل الشامل يجب أن تتوافق عليه كل الأطراف اليمنية.

وأضاف: استباق الأحداث والتصريحات، هو جزء من استراتيجية ميليشيا الحوثي، لكن في النهاية كل هذه الأمور لا يمكن البناء عليها موقف سوى من الطرف السعودي الذي هو الطرف الأهم في الأزمة اليمنية تحديدا، كونه الكرف الذي يدخل بالأزمة بشكل كامل، لا سيما وأنها خاضت حروبا عديدة مع ميليشيا الحوثي.

 

رسائل تطمين

يقول الكاتب والمحلل السياسي، عبدالهادي العزعزي، إن ميليشيا الحوثي في هذا الوقت بالتحديد تقع تحت ضغوط داخلية، وتحاول إظهار نفسها أنها أكثر اهتمام بالشأن الداخلي، وهي نوع من رسائل التطمين للداخل، ومحاولة لاحتواء أي توتر، لا سيما أن أوضاع الناس في مناطق سيطرتها، أصبحت صعبة جدا.

وأضاف: مع هذا التوقف الطويل، عادة ما تحاول الميليشيا تحت كل ضغط الدفع بنصف راتب للموظفين في مناطق سيطرتها، كل ستة أشهر.

وتابع: ميليشيا الحوثي، توجه رسالة من خلال هذه التصريحات، إلى الداخل بأنها فرضت شروطها على الآخرين، وهي جزء من رسائل إبداء قوة بهدف السيطرة وخلق أمل للناس، حتى لا تؤدي حالة انعدام الأمل إلى صدامات في مناطق سيطرتها.

وأردف: هناك خطوط تفصيلية دقيقة وحسابات كبيرة، داخل المنظومة، فيما يخص البنك المركزي، وسعر الصرف، وموافقة الأطراف، بأن كل من عمان والسعودية تنظر للمسألة بأن الطرفان المعنيان بدرجة أساسية في عملية التفاوض، هما الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي.

وزاد: ميليشيا الحوثي تسعى إلى طرح المسألة على أنها تتفاوض مع السعودية باعتبارها الطرف المهيمن، وكأن الحرب بين بلدين، ولا تتناول المسألة بأن الحكومة الشرعية طرفا أساسيا، لذلك فإن هذه التفاهمات لا يمكن التعامل معها إلا إذا تحولت إلى واقع وتم الإعلان عنها من قبل الأطراف الرئيسية، والوسطاء وهم السعودية وعمان.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية