اليمن.. مبادرة اللواء سلطان العرادة تربك مليشيات الحوثي وتكشف مزايداتها بالملف الإنساني (تقرير)

"يطالبون بإنهاء الحصار الصهيوني على غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ويرفضون إنهاء الحصار على تعز وفتح الطرقات بين المحافظات اليمنية"، بهذه العبارة علق اليمنيون على رفض مليشيات الحوثي، مبادرة فتح طريق مأرب صنعاء.

وأمس الخميس، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة فتح طريق "مأربفرضة نهمصنعاء"، من طرف وأحد، في خطوة قوبلت بترحيب شعبي واسع، وأربكت مليشيات الحوثي ووضعتها في موقف محرج كما بدا من مواقف قياداتها.

وقال العرادة في كلمة مصورة خلال فتح الطريق، رفقة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز: "نحن اليوم أسسنا النقطة في هذا المكان ونسلمها للجهات الأمنية ونحن على استعداد أن نجهزها بالتجهيزات اللازمة والكافية لراحة المواطنين وتسهيل مرورهم".

كما أبدى اللواء العرادة، استعداد القيادة السياسية والعسكرية لفتح الطرق الأخرى (مأرب- البيضاء- صنعاء ) وطريق (مأرب- صرواح- صنعاء ) من جانب واحد، متمنياً استجابة الطرف الآخر( الحوثي) لهذه المبادرة التي تهدف بدرجة رئيسية إلى تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم.

هذه الخطوة جاءت استجابة لمناشدات أطلقها اليمنيون للمطالبة فتح الطرقات الرئيسية وإنهاء معاناة المواطنين خاصة المسافرين من وإلى صنعاء الذين أجبروا على سلك طرق صحراوية بديلة يتعرضون فيها لحوادث ومخاطر عدة، في ظل تهرب مليشيات الحوثي من مسؤوليتها واستثمارها لمعاناة الناس.

 

مبادرات متكررة

وقال اللواء العرادة خلال فتح الطريق، إن "هذه الخطوة تأتي عقب مبادرات متكررة من جانب الحكومة وسبق الحديث عنها مع المبعوث الأممي وعدد من الوسطاء المحليين وإعلانها عبر وسائل الإعلام".

وأكد العرادة أهمية فتح جميع الطرقات في كافة المدن بما فيها الطرق المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة منذ 9 سنوات لما تمثله من ضرورة ملحة خاصة في ظل المعاناة الكبيرة للمواطن اليمني في السفر عبر الطرق البديلة.

وأضاف اللواء العرادة: "آمل من الجميع التعاون في فتح جميع الطرقات الرئيسية في كل المدن اليمنية من أجل مصلحة الشعب اليمني وباقي الأمور لها مكانها وشأنها سواء كانت حرباً أو سلماً".

وشدد عضو المجلس الرئاسي، "على ضرورة تجنب المزايدات فيما يخص فتح الطرقات للشعب، ومن جانبنا لا نرى أن هناك أي ضرر مترتب على عبور المواطنين من الطرقات الرئيسية".

من جانبه أكد رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، أن القوات المسلحة تساند وتدعم أي خطوة تصب في سبيل رفع المعاناة عن شعبنا اليمني وتحقق له الأمن والاستقرار والحرية والعدالة.

وقال بن عزيز في تغريدة عبر منصة "إكس"، إن "القوات المسلحة (...) تعمل بقوة لرفع المعاناة عن شعبنا، ومستعدون لفتح الطرقات في جميع الاتجاهات بداية من طريق مأرب نهم صنعاء".

وأضاف،: "القوات المسلحة لا تحارب إلا لغرض رفع المعاناة عن شعبنا الذي تسببت بها ميليشيات الإرهاب الحوثية الإيرانية وتدافع عن أمن واستقرار وحرية وكرامة اليمنيين والأمة العربية".

 

مراوغات حوثية

قوبلت المبادرة التي أعلنها اللواء العرادة بفتح الطريق الرئيسي بين مأرب وصنعاء من جانب واحد، بمواقف متعددة من قبل قيادات في مليشيات الحوثي، تؤكد في مجملها رفض المليشيا فتح الطريق.

ولجأت المليشيا المدعومة من إيران إلى أساليبها المعهودة للتهرب من مسؤولياتها من خلال الحديث عن طريق أخر، ثم محاولة ربط موضوع الطرق بملف الأسرى، في مساعى لإعادة تكرار تجربتها التي استخدمتها لإفشال تنفيذ ملف فتح طرقات تعز في اتفاق الهدنة الذي رعته الأمم المتحدة.

واليوم الجمعة تداول ناشطون فيديو يوثق منع مليشيات الحوثي مسافرين من العبور عبر خط صنعاء مأرب في مفرق الجوف، وأجبرتهم بقوة السلاح على العبور من الخط الصحراوي.

وقال الكاتب الصحفي عدنان الجبرني، إن "التأييد والترحاب الشعبي الواسع وغير المسبوق بمبادرة سلطان العرادة لفتح طريق مارب نهم صنعاء من جانب واحد، أعاد جماعة الحوثي إلى تعريفها الطبيعي كعدو للشعب وعصابة لا هم لها سوى تأزيم حياة المواطن، ونفض عنها -محليا-الهالة التي حاولت اكتسابها بدعوى غزة، لذلك سيلجأون للتدليس والكذب".

وأضاف الجبرني عبر منصة "إكس" أن "الحوثيين يكررون تجربتهم في إفشال مفاوضات طرق تعز بتقديم مقترحات أخرى والحديث عن تفاوض وطرق بديلة أخرى من أجل الالتفاف على مطالب الناس بفتح الطرقات، لأن تقطيع أوصال البلد منهجية لديهم".

من جانب قال الناشط السياسي عامر السعيدي، "بادر الشيخ سلطان العرادة بتدشين فتح الطريق من جانب واحد، وهي مبادرة مسؤولة وصادقة واستجابة لمناشدات المواطنين، وليست إعلانا عن مسابقة مدرسية أو مزادا للمزايدة والاستعراض الفارغ".

وأضاف عبر منصة "إكس": "أما المغالطة والتحاذق المفضوح والرفض الوقح من قادة الميليشيا فهو تأكيد لحقيقة أنهم قطاع طرق وأعداء لكل ما من شأنه التخفيف من معاناة الناس، وهم بذلك يكررون جريمة إجهاض المفاوضات بشأن الطرقات في تعز المحاصرة منذ 9 سنوات".

وفي هذا السياق، قال عضو مجلس النواب الخاضع للحوثيين في صنعاء أحمد سيف حاشد، "لا أدري لماذا لديّ إحساس بأن سلطان العرادة صادقاً فيما أعلنه، وإحساس أكثف أن سلطة صنعاء غير جادة، بل أنها تخاتل وتناور".

وأضاف حاشد عبر منصة "أكس": "لقد سأمنا المناورة التي باتت تعرّي وتكشف عدم الجدية، وفقدان ما بقي من مصداقية، إن بقي لها بقايا أو وجود".

وتابع: "أثق بالعرادة ومصداقيته في فتح الطريق ويخامرني الإرتياب حيال سلطة صنعاء وأتمنى أن يخيب هذا الارتياب في الواقع لا في الكلام".

أما الصحفي الموالي للحوثيين مجدي عقبه فعلق قائلا: "حتى الآن مبادرة العرادة اوضح وأصدق من مبادرة محمد علي (الحوثي) والشيخ طعيمان (محافظ مأرب المعين من حكومة الحوثي غير المعترف بها)".

وأضاف عقبة عبر منصة"إكس" مخاطبا الحوثيين: "المراوغة والهروب من الحقائق تضعكم في دائرة الاشتباه .العرادة أعلن فتح ( طريق مأرب -نهم -صنعاء ) من جانبهم رد عليه بفتح نفس الطريق من جانبكم مش تهرب إلى صرواح".

 

الحوثي في موقف محرج

واعتبر الصحفي محمد الصالحي، أن اللواء سلطان العرادة بإعلانه فتح طريق مأرب صنعاء، أحرج مليشيات الحوثي وحشرها في موقف صعب.

وقال الصالحي عبر منصة"إكس"، إن "مبادرة اللواء سلطان العرادة وضعت الحوثي أمام اختبار حقيقي، وكشفت قبح الجماعة، ومزايداتها بالملف الإنساني ومتاجرتها بمعاناة المواطنين لتحقيق مكاسب سياسية".

وأضاف، "قبل أسبوع زعم حسين العزي (قيادي حوثي)، أن سلطات مأرب هي من ترفض فتح طريق الفرضة، في محاولة لركوب موجة الحملة الشعبية المطالبة بفتح الطرقات، ومزايدة رخيصة للتهرب من مسؤولية العقاب الجماعي الذي تفرضه جماعته على المواطنين منذ تسع سنوات".

وتابع: "اليوم وبعد أن أخرسهم العرادة، بإعلانه فعليا وليس مجرد كلام، فتح الطريق من جانب واحد، اختفت إنسانية العزي وجماعته المزعومة والزائفة، وظهرت قيادات الجماعة مرتبكة متخبطة".

واستدرك، "فتارة يظهر محمد علي الحوثي مشترطا إطلاق سراح المختطفين كشرط لفتح الطريق، ثم بعد ذلك، وفي رد على مبادرة اللواء العرادة، يظهر منتحل صفة محافظ مأرب التابع لسلطة الكهوف، علي طعيمان، في مقطع فيديو، يعلن افتتاح الطريق (مأربصرواحخولانصنعاء) أمام من يريد العبور، في رفض واضح لمبادرة العرادة، وتأكيد على رفض فتح طريق الفرضة.

واختتم الصالحي حديثه بالقول: "هذا هو ديدن الجماعة، وهذا هو سلوكها المعهود، وهكذا نجح السلطان السبئي في تعرية الجماعة المعرأة أصلا عن كل القيم والأخلاق، وكشف للشعب من هو المعرقل الحقيقي لفتح الطرق، والمتسبب في معاناتهم".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية