خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
الضربات الجوية على الحديدة.. هل تنجح في شل قدرات الحوثيين العسكرية؟
كشف الخبير العسكري الأردني، اللواء الطيار السابق مأمون أبو نوار، أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت ميناء الحديدة ومحطات الكهرباء في اليمن تحمل طابعا استراتيجيا، حيث تسعى إسرائيل من خلالها إلى تقليص القدرات الصاروخية والاقتصادية لجماعة الحوثيين.

وفي تصريحات لموقع "الحرة"، أوضح أبو نوار أن هذه الضربات تمت بالتنسيق مع الدول المحيطة بالبحر الأحمر، مشيرا إلى أن الهجمات شملت بين 30 إلى 50 طائرة، بما في ذلك طائرات أميركية الصنع لتزويد الوقود نظرًا لبعد المسافة.

وأشار الخبير الأردني إلى أن استهداف محطات الكهرباء يهدف إلى تعطيل استخدام الطاقة من قبل الحوثيين في تصنيع الذخائر، فيما يهدف قصف الميناء إلى منع تدفق الإمدادات العسكرية الإيرانية، وزيادة الضغط الاقتصادي على الجماعة. ولفت إلى أن ميناء الحديدة يعد شريانا حيويا لليمنيين، وضربه يساهم في تعزيز الضغط الشعبي على الحوثيين.

وعلى الرغم من هذه الجهود، أكد أبو نوار أن السيطرة الكاملة على الحوثيين تبقى صعبة، مضيفا أن الضربات الأميركية والبريطانية السابقة لم تنجح في كبح جماحهم. كما أشار إلى أن قدرات إيران في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين تاريخية وكبيرة، وأن ضرب ميناءين فقط لن يمنع استمرار تدفق الإمدادات العسكرية.

وأضاف أبو نوار أن توسيع نطاق هذه الضربات قد يكون له تأثير سلبي على التجارة العالمية وحرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما لن تسمح به الدول الإقليمية. كما أكد أن الحوثيين يمتلكون قدرات كبيرة تمكنهم من إغلاق البحر الأحمر باستخدام قوارب مفخخة وصواريخ موجهة.

وأوضح أن الحوثيين استهدفوا سابقًا سفنًا سعودية وإماراتية وأميركية، مشددا على أن إمكاناتهم المتقدمة، بما في ذلك تحويل الصواريخ الباليستية إلى صواريخ موجهة، تجعل السيطرة عليهم صعبة في ظل تضاريس اليمن الجبلية، مشبها الوضع بما حدث في أفغانستان.

ورغم الجهود المشتركة في البحر الأحمر، أشار أبو نوار إلى أن المشكلة الأكبر ما زالت دون حل، حيث لا تزال الحديدة وباب المندب تحت سيطرة الحوثيين، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية. كما حذر من أن أي مصالح إسرائيلية في المنطقة، بما في ذلك السفن التجارية، قد تتعرض للخطر.

وختم أبو نوار بالقول إن الضربات الإسرائيلية، على الرغم من أهميتها العسكرية، لن تكون نقطة تحول في الصراع مع الحوثيين، حيث سيظل تأثيرها محدودا بسبب الدعم الإيراني للحوثيين والوضع الإنساني المتدهور في اليمن.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.