أوهن من بيت العنكبوت..!
الهجمة العسكرية المباغتة التي شنتها قوات المعارضة السورية علي قوات النظام في منطقتي إدلب وريف حلب ، جاءت أشبه بطوفان الأقصى من حيث المفاجأة وشل قدرة قوات النظام وقوات حزب الله المساندة لها ،وكذلك القوات الأجنبية والفصائل التابعة لها هناك .كما أن قوات سورية الديمقراطية التي يشكل غالبيتها أكراد مدعومين من القوات الأمريكية – طمعا في إنشاء كيان كردي مستقل - باتت في وضع لا تحسد عليه بعد ارتباك خططها وضعف قدرتها على التحرك .
والملاحظة الأهم هنا هي أن قدرات النظام السوري في هذه المنطقة تلاشت بسرعة أمام ضربات المعارضة ، وتأكد لكل المتابعين أن قدرات هذا النظام العسكرية لا تنبع من قوة جيشه ولكن بفضل دعم إيران وحزب الله ،كما تأكد مرة أخري أن النفوذ والقوة التي يمتلكها النظام السوري تتمثل في استئساده علي شعبه فقط بأجهزته الأمنية المتعددة والمسخرة لإذلال الشعب وقهره ، وما نتابعه من مشاهد القتل والسحل والتنكيل في سجون النظام خير شاهد .
وإن ما حدث قبل أيام في إدلب وحلب من هزيمة للجيش السوري بقيادة الأسد ( الإبن ) يكرر نفس المشهد الذي حدث لنفس الجيش السوري تحت قيادة الأسد الأب ( الرئيس حافظ الأسد ) خلال حرب 1967م .. انهيار للجيش خلال ست ساعات وعلى أقصى تقدير ستة أيام .. وبات جيشا مهلهلا ومفككا ، وتلك طبيعة الجيوش في الأنظمة الدكتاتورية ، جيش عبدالناصر وجيش صدام في العراق والقذافي في ليبيا وجيش علي عبدالله صالح في اليمن ... جيوش حظيت بدعاية نفختها وجعلت منها جيوشا لا تقهر ولا يشق لها غبار، وعندما دقت ساعة الحقيقة ووضعت أمام خوض حرب حقيقية بانت ضعيفة تلاحقها الهزائم المتتالية التي تدمرالوطن ، وتفقده أعز ما يملك من أرض ورجال ...هكذا حدث في مصر عبدالناصر عام 1967م حين فقدت مصر شبه جزيرة سيناء ( ثلث مساحة البلاد ) بالتزامن مع ما حدث في سورية الأسد (الأب ) حين فقدت مرتفعات الجولان ،أهم منطقة استراتيجية في سورية . وقد ذكر الراحل د. أحمد جامع نقلا عن السادات أن الأسد تنازل عن الجولان في صفقة قبض ثمنها . نفس المشهد تكرر مع جيش علي عبدالله صالح في اليمن أمام زحف الحوثيين الذين باتوا يسيطرون علي مساحة كبيرة من البلاد ، وهو عين ما حدث لجيش صدام حسين الذي كان يهدد المنطقة كلها بقواته العسكرية وأشاع فيها الرعب ، ثم بدا أنه سراب مثله مثل جيش القذافي الذي سقط صريعا بيد الثوار بعد هروب جيشه .إن كل ذلك يؤكد أن دولة الفرد الدكتاتورالتي تركز علي قهر الشعب وإفقاره وحرمانه من أبسط حقوق الحياة ،هي دولة أوهن من بيت العنكبوت ومهزومة لا محالة في شتى المجالات ،مهما تم شحنها وتضخيمها بالدعاية والمهرجانات الخطابية .
لكن علي العكس من ذلك فإن فصيلا مثل حماس ، تربي أفراده علي مبادئ الإسلام والجهاد لتحرير الوطن وتقديم التضحيات الغالية في سبيل ذلك ، حقق في ملحمة "طوفان الأقصى" انجازا سيظل محفورا في التاريخ . ومازالت حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من الفصائل الأقل عددا صامدة وهي تخوض معاركها عن عقيدة بحتمية الكفاح لتحرير الأرض المحتلة وإقامة الدولة المستقلة ... وهي كتائب وليست جيوشا جرارة .!!
التعليقات